أصبح الفنان المصري ورجل الأعمال، محمد علي، حديث الشارع المصري، منذ أن بدأ قبل أيام قليلة بنشر فيديوهات على حساباته في مواقع التواصل، يكشف فيها عن فساد كبير في مؤسسة الجيش، و "إهدار المال العام من قِبَل الرئيس عبدالفتاح السيسي".
وتصدَّرت تصريحات علي -وهو صاحب شركة أملاك للمقاولات- وسائل إعلام عربية، وبات المصريون والعرب المهتمون بـ "قضايا الفساد في مصر" التي تحدَّث عنها علي، يترقبون مقاطع الفيديو التي ينشرها الواحد تلو الآخر على حساباته.
ويُشير محرك البحث Google إلى أن كتابة "محمد علي" على المحرك تأتي في صدارة ما يبحث عنه المصريون خلال الساعات الـ 24 الماضية، إذ تم سؤال الموقع عن علي 65 ألف مرة، كذلك أشار محرك البحث إلى ازدياد عدد عبارات البحث عن الرئيس المصري بسبب تصريحات علي.
كذلك انتشرت مقاطع فيديو محمد علي على يوتيوب، والبعض وضع عناوين لها توحي بأنها سلسلة، كـ "الجزء الأول من حديث محمد علي عن فضائح الجيش، والجزء الثاني من حديث محمد علي عن السيسي"، وحظيت المقاطع بتفاعل كبير.
تفاعل كبير مع علي
وعلى ما يبدو كان لفيديوهات علي أثر واضح في الشارع المصري، حيث يتصدر اليوم الجمعة هاشتاغ "ارحل يا سيسي" في مصر على موقع تويتر، وجميع التغريدات التي تُكتب تحت هذا الهاشتاغ تتحدث عما سمَّاها مصريون "الفضيحة التي يكشفها محمد علي".
كذلك انتشر على موقع تويتر هاشتاغ "محمد علي" في مصر، وتداول مستخدموه تصريحاته التي علقوا عليها بانتقاد مؤسستي الجيش والرئاسة في مصر.
وحظي الفيديو الأول والثاني اللذان نشرهما علي بملايين المشاهدات على مواقع التواصل، فضلاً عن نشرها في عشرات المواقع الإخبارية، والفيديو الأول الذي نشره علي حصل على 20 ألف مشاركة.
ويعود التفاعل الكبير والترقب لما سيقوله علي إلى أسباب عدة، فمن جهة فتح علي باباً كان الحديث عنه مغلق إلى حد ما، ويشوبه الكثير من الغموض في مصر، لا سيما عندما تحدث عن مشاريع ضخمة يقف وراءها الجيش متحدثاً عن فساد كبير فيها، وهو ما يُحظر التكلم عنه بسبب الملاحقة الأمنية والرقابة الشديدة على وسائل الإعلام في مصر.
ومن جهة ثانية، فإن عليّ هو مالك شركة "أملاك" للمقاولات"، والتي نفذت مشاريع مع الجيش طيلة 15 عاماً – بحسب قول علي- وهو ما جعله مطلعاً على الكثير من تفاصيلها ومعرفة أصحابها، كما تحدث عليّ في شهاداته إلى مشاريع تم إنشاؤها خصيصاً من أجل السيسي وعائلته، وهو كسر لخط أحمر ثانٍ في مصر يُعد الحديث عنه من المحرمات.
فعلى سبيل المثال، فإن واحداً من أكثر التصريحات التي أدلى بها علي وتم تداولها على نطاق واسع، حديثه عن أن شركته شاركت بتنفيذ بناء 12 قصراً للسيسي ومعاونيه، واحد منها في منطقة الحلمية بالقاهرة عندما كان وزيراً للدفاع.
وأشار إلى بناء 6 قصور متصلة بأنفاق تحت الأرض بقطاع الهايكستب العسكري، عقب توليه حكم البلاد في عام 2014، بالإضافة إلى 5 قصور بمنطقة الغولف في ضاحية التجمع الخامس في مجمع يحمل اسم "الكيان"، والتي يسكن أحدها حالياً بشكل غير مُعلن.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الشارع المصري يجد قابلية في الاستماع -على الأقل- لما يقوله علي، لكون التهمة التي وجهتها له السلطات بأنه من جماعة "الإخوان المسلمين" بدت ضعيفة، لا سيما بعد رده الأخير على هذه التهمة؛ حيث قال إنه كان من أوائل المعارضين للرئيس المصري السابق الراحل محمد مرسي، الذي أطاح به الجيش بانقلاب قاده السيسي.
تهديدات لمحمد علي
وفي حسابه على موقع تويتر، أشار محمد علي إلى تلقيه تهديدات من المخابرات المصرية، وكتب في تغريدة يقول فيها: "كمية التهديدات اللي بتجيلي من المخابرات وأجهزة الدولة لا تدل إلا على إنكم مرعوبين من اللي لسه هفضحكم فيه، وهقوله للناس كلها يمكن أطهَّر نفسي من إني في يوم صدقتكم واشتغلت معاكم وساعدتكم في الضحك على الشباب، أنا آسف وبعتذر لكل مصري شاركنا في تحطيم حلمه.. ستبقى يناير الأمل لكل مصر غصب عنكم".
وأضاف في تغريدة أخرى: "انتظروا وادعموا أهم فيديو ربما في حياتي كلها سأنشر بالأدلة كل ما يفعله الجيش بالاقتصاد وكيف استولى على أموال المصريين وماذا فعل السيسي بالجيش ليحوله من حب الشعب له إلى كراهيته ليكون الجيش بقيادته وأفراده طوع أمر القزم الفاشل. ربما أُقتل فاعلموا أني حاولت كشف خيانتهم.. وصيّتكم أبويا".
وكان والد محمد علي قد ظهر أمس، وطالب ابنه بالاعتذار عما قاله عن الجيش والرئيس المصري، واعتذر الوالد للسيسي، فيما قال مستخدمون لمواقع التواصل إنه أدلى بتصريحاته بضغط من المخابرات.