«رئة العالم» ما تزال تحترق.. مزارعون يتحدون الحظر ويواصلون حرق مساحات شاسعة من غابات الأمازون

المزارعون ما يزالون يحرقون مساحات شاسعة من الأراضي في غابات الأمازون المطيرة، برغم الحظر الذي أعلنته البرازيل.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/09/05 الساعة 18:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/05 الساعة 18:31 بتوقيت غرينتش
استمرار حرائق غابات الأمازون وسط صمت السلطات في البرازيل/ رويترز

قالت صحيفة Metro البريطانية إن المزارعين ما يزالون يحرقون مساحات شاسعة من الأراضي في غابات الأمازون المطيرة، برغم الحظر الذي أعلنته البرازيل بشأن إشعال الحرائق لتطهير الأراضي وإزالة الغابات.

واندلع أكثر من 80.000 حريق هذا العام في الغابات، بزيادة تفوق 84% من العام الماضي.

وتعرض الرئيس جاير بولسونارو لانتقادات شديدة، بسبب تمسُّكه برؤيته في تطوير الاقتصاد البرازيلي، حتى لو جاء ذلك على حساب الغابات المطيرة التي تلتزم البلد حمايتها والحفاظ عليها.

خلال الشهر الماضي، تجاهل الحرائق في هذا الوقت من العام عندما أقدم المزارعون على تطهير الأراضي وإزالة الغابات.

كما حاول اليمينيون المتشككون في التغيرات المناخية إلقاء اللوم على المنظمات غير الحكومية ومناصري حماية البيئة، واتهامهم بتدبير الأمر لكي "يبدو الرئيس بصورة سيئة".

حرائق غابات الأمازون مستمرة رغم الحظر

ولكن يبدو أنه رضخ للضغوط الدولية، إذ أعلنت البرازيل حظراً مدته 60 يوما على استخدام حرائق الغابات لتطهير الأراضي في الأمازون.

وعلى الرغم من قرار الحظر، أظهرت صور حديثة استمرار إشعال الحرائق في "رئة العالم". وراقب المجتمع الدولي في رعب اختفاء غابات البرازيل المطيرة تحت سحابة عملاقة من الدخان.

وخلال الشهر الماضي، رفض بولسونارو عرضاً للمساعدة بقيمة 20 مليون دولار من دول مجموعة السبع، وقال إنه لن يجعل دولته تعامَل مثل "المستعمرة أو أرض بلا شعب".

ثم انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقال إنه لن يقبل العرض إلا إذا تراجع الرئيس الفرنسي عن "إهانته" واعتذر عن وصفه بـ "الكاذب".

وكان بولسونارو تعرّض سابقاً للرئيس الفرنسي في حديثه، قائلاً إن عليه أن "ينشغل ببلده ومستعمراته بدلاً من البرازيل".

ولكن ماكرون أصر على المساعدة المالية، ليستفيد منها تسع دول، من بينها كولومبيا وبوليفيا.

وبينما يبذل زعماء العالم جهوداً للوصول إلى حل، شهد محرك البحث Ecosia من جوجل إقبالاً هائلاً من الأشخاص العاديين، وهو محرك بحث يستخدم أرباح إعلاناته لتمويل زراعة ملايين الأشجار.

في حين تواصل البرازيل رفض أي مساعدة خارجية

وقال بولسونارو يوم الإثنين 2 سبتمبر/أيلول، إنه كان حريصاً على الحديث عن الحرائق في الاجتماع القادم للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول، لأن هذه القضية تقوّض دعمه وظهيره الشعبي داخل البرازيل.

وأوضح للمراسلين في العاصمة برازيليا، إنه أراد أن يتحدث بـ "نبرة وطنية" عن الأمازون، المنطقة التي قال إنها ضحية تجاهل الإدارات السابقة.

وأضاف: "لن أقبل الصدقات من أي بلد في العالم بحجة الحفاظ على الغابات مقابل تقسيمها إلى قطع وبيعها".

واقترح أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، عقد اجتماع لمواجهة تلك الحرائق.

ولكن بولسونارو لن يحضر اجتماع القادة الإقليميين للدول التي تحتوي على أجزاء من غابة الأمازون المطيرة المقرر انعقاده يوم الجمعة 6 سبتمبر/أيلول، في كولومبيا.

وقال أوتافيو ريغو باروش، المتحدث باسم الحكومة البرازيلية، يوم الإثنين 2 سبتمبر/أيلول، إن بولسونارو لن يتمكن من الحضور، بسبب خضوعه لجراحة لعلاج فتق. وتعرض بولسونارو للطعن في بطنه خلال حملة الانتخابات الرئاسية.

وقال دانيال زيشنر، العضو البرلماني عن حزب العمال البريطاني في كامبريدج، إن أكثر من 120.000 شخص وقَّعوا على عريضة تطالب بفرض عقوبات على البرازيل، بسبب "تصاعد عمليات إزالة الغابات".

وتساءل عن الضغط الذي تمارسه حكومة بريطانيا على البرازيل من أجل معالجة الأزمة.

وترفض التهديدات بفرض عقوبات عليها بسبب الحرائق

ولكن كريستوفر بينشر، وزير الشؤون الخارجية، قال في البرلمان إن زيادة حجم التجارة مع البرازيل قد يكون علاجاً للأزمة، وليس حشد الدعوات لفرض عقوبات.

وقال: "نريد أن نساعد البرازيل في الصعوبات التي تواجهها مع تلك الحرائق الرهيبة، ولكن أيضاً يجب توضيح أننا نسعى لزيادة حجم التجارة معهم، لأننا نرى أنها الطريقة الأنسب لبناء الاقتصاد البرازيلي والتأكد من الابتعاد عن إشعال الحرائق لتطهير الأراضي بحجة تنمية الاقتصاد".

وقالت هيلين غودمان، وزيرة الشؤون الخارجية بحكومة الظل، إنَّ خفض التعريفات الجمركية على لحوم الأبقار يحفّز تدمير الغابات.

وردَّ بينشر: "من المفترض أن تعرف السيدة الموقرة أن التعريفات الجمركية المرتفعة على المنتجات الزراعية تؤذي الأكثر فقراً. هذه الرسوم المرتفعة لن تشجعهم إلا على اللجوء إلى الحل السهل، وهو حرق الأراضي بدلاً من زراعتها بشكل مستدام وحماية الغابات المطيرة".

وقال إن السوق المشتركة الجنوبية "ميركوسور" اتفاقية تجارة حرة معقولة جداً ينبغي تشجيعها.

وأضاف: "وفي قادم الأوقات، أثق بأننا سنتوصل أيضاً إلى اتفاقية تجارة حرة مع البرازيل. وسوف تُظهر مزيداً من التفاصيل حول ذلك".

وقال بينشر إنه التقى السفير البرازيلي يوم الأربعاء 4 سبتمبر/أيلول، "من أجل تأكيد التزامنا العمل في شراكة مع البرازيل بشأن مجموعة من القضايا، من بينها البيئة. واستجابة للحرائق الخطيرة جداً، أعلن رئيسا الوزراء خلال قمة مجموعة السبع عن مساعدة بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني، من أجل حماية واستعادة الغابات المطيرة، هذا بالإضافة إلى تمويل بقيمة 120 مليون إسترليني نقدمه من خلال برامج أخرى".

وفي الشهر الماضي، قال غاي شروبسولي، الناشط بمنظمة أصدقاء الأرض، لصحيفة Metro، إنَّ بريطانيا "سوف تتغاضى عن حرق رئة العالم" إذا استمرت المباحثات والمحادثات التجارية.

تحميل المزيد