اتهم وزير الثقافة اليمني، مروان دماج، الإثنين 26 أغسطس/آب 2019، دولة الإمارات باستغلال الأزمة التي تمر بها البلاد لبناء ميليشيات محلية تؤمن لها السيطرة على الموانئ والسواحل اليمنية.
ويتهم مسؤولون يمنيون، الإمارات، إحدى دول التحالف العربي المساند للحكومة، بدعم ما يقولون إنها "محاولة انقلابية" تنفذها قوات المجلس الجنوبي الانتقالي الانفصالي في محافظات جنوبية، خاصة عدن وأبين وشبوة.
تصريحات الوزير اليمني جاءت بعد اشتباكات عنيفة بين الانفصاليين الجنوبيين مع القوات الحكومية في محافظة شبوة المنتجة للنفط في جنوب البلاد لليلة الثانية على التوالي في أحدث عنف بين الحليفين المفترضين.
الوزير هاجم الإمارات واتهمها بتصرفات مخالفة للقانون الدولي
وقال دماج، في تدوينة عبر فيسبوك إن "القضية الجنوبية حقيقية، والتيار المطالب بالانفصال موجود قبل اشتعال الحرب التي فرضتها الحركة الحوثية".
وأضاف: "لكن بناء وتسليح حركة انفصالية وتمكينها من الجنوب وتقويض الشرعية، تصرف إماراتي مناقض لكل التزاماتها القانونية والدولية، وكعضو في تحالف استعادة الشرعية".
وأردف دماج بالقول: "حتى لو كانت دولة الإمارات هي المسؤولة بالتمويل والتخطيط والرعاية والدعم لما حدث في عدن من انقلاب وعصيان مسلح على الدولة الشرعية، فإن مسؤولية ذلك تقع على كل دول التحالف".
وحملت الحكومة اليمنية، منتصف أغسطس/آب الجاري، كلاً من المجلس الانتقالي الجنوبي والإمارات مسؤولية "الانقلاب" على الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن.
ودعت الحكومة، في بيان، الإمارات إلى وقف دعمها العسكري لــ "المجموعات المتمردة بشكل كامل وفوري".
وكشفت الاشتباكات الحالية خلافاً بين الحليفين الإقليميين السعودية والإمارات، وذلك بعد أن قلصت الأخيرة في يونيو حزيران وجودها في اليمن، بينما لا تزال تدعم آلاف المقاتلين الجنوبيين الانفصاليين.
تحرك سعودي لرأب الصدع في اليمن مع الإمارات
في الوقت ذاته نقل فيه التلفزيون الرسمي ووكالة الأنباء السعودية، عن التحالف الذي تقوده السعودية باليمن أنه تم تشكيل لجنة بين السعودية ودولة الإمارات لتثبيت وقف إطلاق النار في محافظتي شبوة وأبين اليمنيتين.
وحثت حكومتا السعودية والإمارات، في بيان مشترك، كل الأطراف إلى التعاون مع اللجنة المشتركة لتحقيق فض الاشتباك وإعادة انتشار القوات في إطار المجهود العسكري لقوات التحالف.
ونقل التلفزيون والوكالة عن العقيد تركي المالكي المتحدث باسم قوات التحالف قوله إن اللجنة ستبدأ العمل اليوم الإثنين.
ودعا البيان الذي أصدرته وزارتا الخارجية في البلدين إلى "سرعة الانخراط في حوار (جدة) الذي دعت له المملكة العربية السعودية لمعالجة أسباب وتداعيات الأحداث التي شهدتها بعض المحافظات الجنوبية".
وقال البيان أيضاً إن البلدين "يؤكدان استمرار كافة جهودهما السياسية والعسكرية والإغاثية والتنموية بمشاركة دول التحالف التي نهضت لنصرة الشعب اليمني".
وأضاف البيان أن البلدين "يؤكدان حرصهما وسعيهما الكامل للمحافظة على الدولة اليمنية ومصالح الشعب اليمني وأمنه واستقراره واستقلاله ووحدة وسلامة أراضيه تحت قيادة الرئيس الشرعي لليمن، وللتصدي لانقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية الأخرى".
ومنذ مارس/آذار 2015، ينفذ التحالف، بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن، دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة قوات جماعة الحوثيين، المدعومة من إيران، والمسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.