في تطور خطير، ينذر بتصاعد الأزمة بين إسلام آباد، ونيودلهي، أعلن الجيش الباكستاني، الجمعة 16 أغسطس/آب 2019، مقتل أحد جنوده بنيران هندية في إقليم كشمير المتنازع عليه، بعد ساعات من مقتل 8 جنود من الطرفين في اشتباكات على الحدود.
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني، آصف غفور، عبر "تويتر"، إن أحد الجنود قتل خلال أداء مهمته في خط السيطرة الفاصل في كشمير.
وأوضح غفور أن الجندي الباكستاني قُتل بنيران القوات الهندية.
الاشتباكات اندلعت على الخط الفاصل بين باكستان والهند
والخميس، أعلن الجيش الباكستاني، أن 3 من جنوده قتلوا إضافة لمدنيين اثنين، وقُتل 5 جنود من الجيش الهندي، جراء اشتباكات اندلعت في خط السيطرة الفاصل بين باكستان والهند.
وقال الميجر جنرال آصف غفور المتحدث الرئيسي باسم القوات المسلحة الباكستانية على تويتر إن ثلاثة جنود باكستانيين وخمسة جنود هنود قتلوا بعدما بدأت القوات الهندية إطلاق النار بمحاذاة الحدود المتنازع عليها المعروفة بخط المراقبة.
وأضاف "تبادل إطلاق النار مستمر بشكل متقطع".
لكن متحدث باسم الجيش الهندي نفى ذلك. وقال "لا قتلى. هذا الادعاء باطل".
وقال الجيش الهندي في بيان إن باكستان انتهكت وقف إطلاق النار بين البلدين بدءاً من السابعة صباحاً تقريباً بالتوقيت المحلي.
خطر المواجهة لا يزال قائماً رغم التصريحات الهادئة
يأتي التصعيد في وقت يشهد توتراً شديداً بين الجارتين النوويتين بعدما ألغت الهند الوضع الخاص بالشطر الذي تديره من إقليم كشمير الذي تقطنه أغلبية مسلمة، مما أثار غضب باكستان التي تطالب أيضاً بالسيادة على المنطقة.
والأسبوع الماضي، شهد الجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي من الإقليم احتجاجات واسعة ضد الحكومة الهندية، على خلفية إلغاء مادتين بالدستور تمنح إحداهما الحكم الذاتي لولاية "جامو وكشمير" الشطر الخاضع لسيطرتها من الإقليم، 5 أغسطس/آب.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، قد خاطب نظيره رئيس الوزراء الهندي، في تعليقاتٍ أذاعها التلفزيون الباكستاني: "ارتكب ناريندرا مودي سقطةً استراتيجية، ولعب بآخر ورقةٍ في جعبته. سيتَّضح فيما بعد أنَّ تلك كانت غلطةً من جانب مودي، إذ إنَّه قد خرج بما يحدث في كشمير إلى الساحة الدولية. والآن سيعرف الناس حول العالم بقصة كشمير".
لكن برغم كلِّ التهديدات التي تثيرها باكستان، يقول محلِّلون إنَّ إسلام آباد لا تحظى بما يكفي من التعاطف الدولي، وليس أمامها سوى عدد محدود من الخيارات الاستراتيجية.
لكن بالرغم من تصريحات باكستان الواضحة، حول عدم نيتها التصعيد عسكرياً مع الهند، إلا أن الخطر الأكبر الذي يتهدَّد الأفعال الباكستانية يتمثَّل في صعوبة توقُّع تصرُّفات الهند، والدليل على ذلك هو القصف الصاروخي غير المسبوق الذي شنَّته نيودلهي على موقعٍ زعمت أنَّه معسكر تدريبٍ بباكستان في فبراير/شباط الماضي.
واتَّضح من خلال الهجوم الهندي على الموقع المزعوم في بالاكوت -بعد أن قتل مفجِّرٌ انتحاري 44 هندياً من قوَّاتٍ شبه عسكرية في كشمير- أنَّه لم يعد بإمكان إسلام آباد الاعتماد على ضبط النفس من الجانب الهندي.
وبدأ النزاع على الإقليم بين باكستان والهند، منذ نيلهما الاستقلال عن بريطانيا العام 1947، حيث نشبت 3 حروب، في أعوام 1948، و1965، و1971، أسفرت عن مقتل قرابة 70 ألف شخصٍ من كلا الطرفين.