الهند تمنع المسلمين «إلا القليل» من صلاة عيد الأضحى

بعد قرار الهند إلغاء الوضع الدستوري لكشمير في الدستور المتفق عليه مع باكستان، وإعلان إسلام أباد رفضها لذلك، استمرت نيودلهي في التعنت ضد المسلمين، في جامو وكشمير الجزء الخاضع لسيطرتها من الإقليم المتنازع عليه مع باكستان، ولم تسمح سوى لبعض المسلمين بأداء صلاة عيد الأضحى في المساجد.

عربي بوست
تم النشر: 2019/08/12 الساعة 12:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/08/12 الساعة 13:18 بتوقيت غرينتش
متظاهرين في كشمير بعد عيد الأضحى ضد الحكومة الهندية/ رويترز

بعد قرار الهند إلغاء الوضع الدستوري لكشمير في الدستور المتفق عليه مع باكستان، وإعلان إسلام أباد رفضها لذلك، استمرت نيودلهي في التعنت ضد المسلمين، في جامو وكشمير الجزء الخاضع لسيطرتها من الإقليم المتنازع عليه مع باكستان، ولم تسمح سوى لبعض المسلمين بأداء صلاة عيد الأضحى في المساجد. 

الهند لم تسمح سوى لبعض المسلمين بأداء صلاة عيد الأضحى 

جاء ذلك بالتزامن مع فرض الهند إجراءات أمنية "غير مسبوقة" في جامو وكشمير، بعد إلغائها مادتين دستوريتين تنهيان الوضع الخاص للإقليم الذي كان يتمتع بالحكم الذاتي. 

وقالت السلطات الهندية إنها "سمحت لبعض المسلمين الذهاب بشكل منفرد أو على شكل مجموعات إلى المساجد من أجل صلاة عيد الأضحى"، حسبما نقلت وكالة "أسوشيتد برس" . 

ويحتفل مسلمو الهند، الإثنين 12 أغسطس/آب، ببداية عيد الأضحى الذي يستمر لمدة 4 أيام. 

فيما أعلن شهيد شودهاري، نائب مفوض مدينة سريناغار، بجامو وكشمير، تخفيف القيود المفروضة على الولاية احتفالاً بعيد الأضحى. 

غير أن خدمة الإنترنت لاتزال مقطوعة في الولاية لليوم الثامن على التوالي، كما أن السلطات لا تسمح بالتحركات الجماعية للمواطنين لتجنب اندلاع أي تظاهرات ضد الحكومة الهندية. 

والأسبوع الماضي، شهد الجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي من الإقليم احتجاجات واسعة ضد الحكومة الهندية؛ أمرت على إثرها السلطات المواطنين بالتزام منازلهم. 

والإثنين ألغت الحكومة الهندية مادتين بالدستور تمنح إحداهما الحكم الذاتي لولاية "جامو وكشمير" الشطر الخاضع لسيطرتها من الإقليم. 

وقد شهدت كشمير تظاهرات حاشدة ضد الهند

حيث تظاهر مئات الأشخاص في مدينة سريناجار الرئيسية في كشمير مساء الأحد احتجاجاً على قرار الهند بإلغاء الوضع الخاص للولاية رغم القيود الجديدة التي فرضتها السلطات الهندية على السفر وقطع الاتصالات لليوم السابع على التوالي.

وكان قد تم تخفيف القيود بصفة مؤقتة يومي الجمعة والسبت للسماح للمخابز والصيدليات ومتاجر الفاكهة بفتح أبوابها قبل عيد الأضحى، لكن السلطات أعادت فرضها في أجزاء كبيرة من المدينة بعد ظهر اليوم.

وجابت عربات الشرطة بعض الأماكن لتوجيه أوامر للناس بإغلاق المتاجر والعودة إلى منازلهم، وقال شهود إن معظم الشوارع سادها الهدوء بحلول المساء مع انتشار آلاف الجنود.

وفرضت حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إغلاقاً على المنطقة ذات الأغلبية المسلمة يوم الأحد الماضي؛ حيث قطعت الاتصالات واعتقلت أكثر من 300 من الزعماء السياسيين والناشطين وأقامت حواجز على الطرق لمنع الحركة مما يمثل حظراً فعلياً على التجول.

وسعياً لتشديد قبضتها على المنطقة التي تطالب بها أيضاً باكستان المجاورة أعلنت الهند يوم الإثنين الماضي إلغاء حق ولاية جامو وكشمير في وضع القوانين الخاصة بها، وأتاحت لأشخاص من خارجها شراء ممتلكات هناك.

وقال شاهدان من رويترز إن بعض الكشميريين الغاضبين تجمعوا عند مسجد في حي سورا في سريناجار بعد صلاة الظهر يوم الأحد وبدأوا في ترديد هتافات مناهضة للهند.

تأتي المظاهرة في سورا في أعقاب احتجاج أكبر بكثير في نفس المنطقة يوم الجمعة، عندما شارك شُبان مؤيدون للاستقلال في مسيرة قبل أن تتصدى لهم الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش.

وتظاهر العديد من الكشميريين في أمريكا ضد قرار الهند 

حيث نظم عدد من الكشميريين في الولايات المتحدة، السبت، وقفة أمام البيت الأبيض احتجاجا على إلغاء الهند للحكم الذاتي لولاية "جامو وكشمير" .

وخلال الوقفة التي دعا إليها "المنتدى العالمي للتوعية بكشمير"، رفع المشاركون لافتات تدعو لمغادرة الجيش الهندي لكشمير وتطالب بتحقيق العدالة في كشمير وأخرى تطالب بمنح الكشميريين حق تقرير المصير.

كما ندد المشاركون بسياسات الهند تجاه كشمير، وطالبوا الحكومة الهندية بالتخلي عن السياسات الحالية تجاه الإقليم.

وفي إطار الصراع على كشمير، خاضت باكستان والهند 3 حروب أعوام 1948 و1965 و1971، ما أسفر عن مقتل نحو 70 ألف شخص من الطرفين. 

ومنذ 1989، قُتل أكثر من 100 ألف كشميري، وتعرضت أكثر من 10 آلاف امرأة للاغتصاب، في الشطر الخاضع للهند من الإقليم، بحسب جهات حقوقية، مع استمرار أعمال مقاومة مسلحة من قِبَل جماعات إسلامية ووطنية.

تحميل المزيد