أعلنت السعودية، الجمعة 9 أغسطس/آب 2019، احتضان مشعر "منى" أكثر من مليونَي حاج، معتبرة ذلك "أكبر تجمُّع إسلامي في العالم" .
وأفادت وكالة الأنباء السعودية "واس" أنَّ ضيوف الرحمن استقرُّوا في المخيمات بمشعر منى، في أكبر تجمُّع بشريٍّ في العالم، لقضاء يوم التروية (يرتوون فيه من الماء، ويحملون ما يحتاجون إليه).
ونقلت الوكالة عن مدير الأمن العام، رئيس اللجنة الأمنية في الحج، خالد الحربي، قولَه إنَّ حركة تفويج الحجاج إلى منى اتَّسمت بالانسيابية على مختلف محاور الدخول إلى مكة المكرَّمة.
ومشعر منى هو وادٍ تُحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكن إلا خلال الحجِّ، ويَحُدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.
ويُعد من أكبر المشاعر المقدسة، بمساحة تُقدَّر بـ16.8 كم2، ويتمتع بقدرة استيعاب تصل إلى 2.6 مليون حاج.
الحجاج يستعدون للانطلاق للوقوف بعرفة
وأفادت وكالة الأنباء السعودية "واس" أنَّ أفواج الحجيج تنطلق بعد شروق شمس السبت 10 أغسطس/آب 2019، إلى الوقوف على جبل عرفة.
ويقع مشعر عرفة على الطريق بين مكة والطائف، شرقي مكة المكرمة بنحو 22 كيلومتراً، وعلى بُعد 10 كيلومترات من مشعر منى، و6 كيلومترات من المزدلفة، بمساحة تقدَّر بـ10.4 كيلومتر مربع.
وينشغل الحجاج خلال الوقوف بعرفة بالتلبية والذكر، ويُكثرون من الاستغفار والتكبير والتهليل، ويتَّجهون إلى الله خاشعين متضرِّعين بالدعاء.
ويحرص الحجاج يوم عرفة على القدوم إلى مسجد نمرة، ليستمعوا إلى خطبة عرفة، ثم يصلون الظهر والعصر بأذان وإقامتين، ثم يشرعون بالدعاء والتضرع حتى غروب الشمس.
قبل النفير إلى المزدلفة
ومع غروب الشمس تبدأُ جموع الحجيج نفرتَها إلى المزدلفة، حيث يصلون بها المغرب والعشاء، ويقفون بها حتى فجر العاشر من شهر ذي الحجة، لأن المبيت بمزدلفة واجب، اقتداء بمبيت النبي محمد عليه الصلاة والسلام، حيث بات وصلى بها الفجر.
ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر، لرمي جمرة العقبة (أقرب الجمرات إلى مكة)، والنحر (للحاج المتمتع والمقرن فقط)، ثم الحلق والتقصير، والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.
ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجِّل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكة لأداء طواف الوداع، وهو آخر مناسك الحج.