توترات جديدة شهدها ملف ولاية جامو وكشمير، بعد قرار نيودلهي أحادي الجانب، بإلغاء مادة دستورية تمنح الشطر الخاضع لها في الإقليم المتنازَع عليه مع باكستان وضعاً خاصاً يخوله بوضع قوانينه بمعزل عن الحكومة المركزية.
تصعيد هندي ضد ولاية جامو وكشمير
ففي الساعات القليلة الماضية من يوم الثلاثاء 6 غسطس/آب، أقدمت السلطات الهندية على اعتقال القادة السياسيين لولاية جامو وكشمير، وذلك حسب خبر عاجل لقناة "تي آر تي" التركية.
هذا، وقد أعلن البرلمان الهندي موافقته على تقسيم ولاية جامو وكشمير إلى منطقتين، ليزداد التوتر بينها وبين باكستان بشكل كبير.
جاءت هذه القرارات بعدما ألقت السلطات الهندية في مدينة ساريناغار، القبض على رئيسي وزراء سابقين لولاية جامو وكشمير، التابعة لسيطرة نيودلهي من إقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان.
وذكرت قناة "إن دي تي في" الهندية، الإثنين، أنه تم احتجاز رئيسي الوزراء محبوبة مفتي، وعمر عبدالله، ووضعهما قيد الإقامة الجبرية.
وقالت إنه تم إلقاء القبض على رئيسي الوزراء السابقين من منزلهما في ساريناغار، مساء الأحد، ومن ثم نقلهما إلى دار ضيافة حكومية.
جاء ذلك بعد إعلان "مفتي" و "عبدالله" استنكارهما لقرار الحكومة الهندية إلغاء الوضع الدستوري الخاص، الذي يمنح إقليم كشمير "حكماً ذاتياً" .
في المقابل يُحذِّر عمران خان من احتمالية نشوب حرب
حيث حذَّر رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، الثلاثاء، من احتمالية اندلاع حرب بين بلاده والهند، على خلفية إلغاء الأخيرة مادة دستورية تُغيّر من الوضع الخاص الذي يتمتَّع به سكان إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين.
وقال خان في كلمة أمام البرلمان، إنه يخشى أن يقوم الكشميريون الغاضبون من قرار الهند، بشنِّ هجوم على قوات الأمن الهندية، وتُحمّل نيودلهي باكستان المسؤولية عنه.
وأضاف أنه إذا ردّت الهند على ذلك بتنفيذ ضربة عسكرية داخل بلاده، فإن ذلك يفتح المجال أمام إمكانية اندلاع حرب.
ويأتي قرار نيودلهي في ظلِّ حدوث مناوشات على الحدود الفاصلة بين شطري الإقليم، عقب حشد عسكري هندي في الجزء الخاضع لها، وتعليمات بإخلاء السياح و "الحجيج الهندوس" من المنطقة، بدعوى وجود "تهديد أمني" .
والجيش الباكستاني يعلن استعداده لكل الاحتمالات
وقد أعلن الجيش الباكستاني، اليوم الثلاثاء، استعداده "الذهاب إلى أقصى حدٍّ ممكن، للإيفاء بواجبه" تجاه إقليم كشمير المتنازع عليه، عقب إعلان الهند إلغاء مادة دستورية تمنح الإقليم وضعاً خاصاً يخوله بوضع قوانينه بمعزل عن الحكومة المركزية.
جاء ذلك في تصريحات للقائد العام للقوات الباكستانية الجنرال قمر جاود باجوا، أثناء اجتماع طارئ ترأس فيه قادة القوات، في مبنى القيادة العامة بالعاصمة إسلام آباد، بحسب بيان صادر عن الجناح الإعلامي للجيش.
وقال باجوا: "الجيش الباكستاني يقف بحزم إلى جانب الشعب الكشميري في كفاحه العادل حتى النهاية" .
وأضاف: "نحن مستعدون وسنذهب إلى أي حدٍّ للوفاء بالتزاماتنا في هذا الصدد" .
هذا، وقد أعلنت الهند عزمَها إرسال آلاف المقاتلين إلى كشمير
تعتزم الهند إرسال 25 ألف مقاتل من القوات شبه العسكرية إلى كشمير، للالتحاق بـ10 آلاف مقاتل جرى إرسالهم الأسبوع الماضي.
وأعلنت محطة (NDTV) الإخبارية الهندية، نقلاً عن مصادر رسمية، أنَّ نيودلهي أرسلت الأسبوع الماضي 10 آلاف مقاتل من القوات شبه العسكرية إلى كشمير.
وأضافت المحطة أن السلطات الهندية تعتزم إرسال قوة إضافية إلى كشمير، قوامها 25 ألف مقاتل من القوات شبه العسكرية.
وأشارت المحطة أنَّ القوات شبه العسكرية بدأت تصل إلى كشمير اعتباراً من صباح الخميس، بينما توجَّه رئيس الأركان العامة الهندي بيبين راوات إلى كشمير، للإشراف على الاستعدادات الأمنية.
ومع وصول هذه القوات الجديدة إلى كشمير، سيصل عدد القوات شبه العسكرية التي أرسلتها الهند إلى المنطقة خلال الأسبوعين الماضيين إلى 35 ألف مقاتل.
ويطالب سكان جامو وكشمير بالاستقلال عن الهند، والانضمام إلى باكستان، منذ استقلال البلدين عن بريطانيا عام 1947، واقتسامهما الإقليم ذا الغالبية المسلمة.
وفي إطار الصراع على كشمير، خاضت باكستان والهند 3 حروب أعوام 1948 و1965 و1971، ما أسفر عن مقتل نحو 70 ألف شخص من الطرفين.