دعا وزير الداخلية الألماني إلى ضبط النفس بعد أن سعى سياسيون يمينيون متطرفون إلى استغلال مقتل صبي، يبلغ من العمر ثماني سنوات، بعدما دُفِع أمام قطار في محطة فرانكفورت هذا الأسبوع، لتحقيق مكاسب سياسية.
وأوضحت صحيفة The Guardian البريطانية، أن رجلاً من أصل إريتري يعيش في سويسرا، اتُّهم بدفع الولد وأمه أمام القطار. وقد تمكّنت الأم من التدحرج بجسدها، لتصل إلى جزء آمن على القضبان، قبل ثوانٍ من اصطدام ابنها بالقطار فائق السرعة؛ وهو ما أدى إلى مقتله فوراً.
جريمة "مهاجر" تثير غضب اليمين المتطرف الألماني
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن الصبي ووالدته كانا في طريقهما إلى النمسا، لقضاء عطلة الصيف، في وقت الاعتداء عليهما. وحاول المتّهم الفرار ولكن الركاب اعترضوا طريقه، وكان من بينهم ضابط شرطة خارج أوقات الخدمة، أسقط المتهم أرضاً. ويواجه المعتدي اتهامات بالقتل العمد والشروع في القتل.
قال هورست زيهوفر، وزير الداخلية الألماني، الأربعاء 31 يوليو/تموز 2019: "إن البلاد في حالة انقسام، وعلى الرغم من انخفاض مستويات الجريمة الفعلية، فإن الشعور بالأمان لدى السكان مرتبك للغاية في الوقت الحالي"، وأضاف أنه يجب اتخاذ تدابير صارمة ضد المجرمين، ولكن "لا يمكننا السماح باستغلال الجرائم التي يرتكبها مهاجرون ولا التقليل من شأنها".
وكان سياسيون من حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف في عجالة، لتأكيد أن المشتبه فيه، الذي أعلنت الشرطة أن اسمه هابتي أرايا، إريتري الجنسية وكان هارباً من الشرطة في سويسرا.
بعد فترة وجيزة من الهجوم، نشر الحزب تغريدة، في إشارة إلى صيف وخريف عام 2015 عندما سمحت المستشارة أنجيلا ميركل بدخول نحو مليون لاجئ إلى البلاد، وقال: "كم عدد المواطنين الذين يجب تعريض حياتهم للخطر على مذبح هذه الثقافة الترحيبية التي لا تعرف حدوداً؟".
الذي عاد إلى انتقاد ميركل بسبب سياسة "الباب المفتوح"
وقالت أليس فيدل، الزعيمة المشارِكة في الحزب، إن الهجوم كان أحدث دليل على أن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها الحكومة تجاه اللاجئين في عام 2015 قد عرّضت الألمان للخطر.
وقالت في تغريدة نشرتها على موقع تويتر: "لا يمكن التغلب على رعب هذه الجريمة، ماذا ننتظر أيضاً أن يحدث؟! أقولها الآن وهي كلمتي الأخيرة: احموا مواطني هذا البلد بدلاً من ثقافة الترحيب التي لا حدود لها!".
ووصف كونستانتين فون نوت، النائب بالبرلمان عن حزب الخضر الألماني، تغريدة "أليس" بأنها "مروّعة"، واتهمها بتحقيق مكاسب سياسية من حادث القتل الذي شهدته فرانكفورت. وقال: "إنَّ ربط الجريمة المروعة في فرانكفورت بأزمة اللاجئين في عام 2015 من أجل الاستفادة منها، يعد خطأً مبتذلاً وتسييساً يدعو إلى أقصى درجات الاشمئزاز، وذلك على الرغم من أنه جزء واضح من طريقة حزب البديل من أجل ألمانيا".