يُفترض أن تستأنف محكمةٌ بريطانية، هذا الأسبوع، النظر في النزاع الملكي بين حاكم دبي الملياردير وزوجته الأميرة هيا .
وحسب صحيفة The Financial Times البريطانية، ستبدأ جلسة الاستماع التمهيدية داخل قسم الأسرة بالمحكمة العليا في لندن الثلاثاء 30 يوليو/تموز، ويأتي ذلك بعد أن تركت الأميرة هيا -الأخت غير الشقيقة للملك عبدالله، ملك الأردن- زوجها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وانتقلت إلى المملكة المتحدة.
وتُعَدُّ القضية بالغة الحساسية بالنسبة للإمارات العربية المتحدة، لأنَّها أعادت الحياة الشخصية للشيخ محمد، نائب الرئيس الإماراتي ورئيس الوزراء، لتتصدر عناوين الأخبار.
وأصدر الطرفان بياناً هذا الشهر بعد جلسة استماعٍ خاصة، قالا فيه إن المعركة القانونية تتعلَّق برفاهية طفليهما، وليس الطلاق أو الأموال. ولم تُعلِّق دولة الإمارات على النزاع، وتُصِرُّ على كونه مسألةً عائلية شخصية.
الشقاق في علاقة حاكم دبي مع الأميرة هيا
وقال مُقرَّبون من الإدارة بدبي، إنَّ أحد أسباب الشقاق في علاقة الشيخ محمد مع الأميرة هيا، زوجته السادسة، تتعلَّق بقضية الشيخة لطيفة. والشيخة لطيفة (33 عاماً) هي ابنة حاكم دبي من إحدى زوجاته، ودار حولها كثير من الجدل، بسبب مزاعم بأنَّها حاولت الهرب من نمط الحياة التقييدية، الذي يُقال إنَّه فُرِضَ عليها داخل الدولة المدينة.
ويُزعم أنَّ الشيخة لطيفة اختطفتها القوات الإماراتية من يختٍ قبالة سواحل الهند، إبان محاولتها الهرب من دبي العام الماضي، بحسب أصدقائها. ولم يرها أحدٌ منذ اللقاء المُدبَّر مع ماري روبنسون، رئيسة أيرلندا السابقة، في ديسمبر/كانون الأول.
وتعد ماري، التي شغلت أيضاً منصب المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة في السابق، صديقةً للأميرة هيا. وقالت عقب ذلك اللقاء إنَّ الشيخة لطيفة كانت "مُضطربة… وفي رعايةٍ عائلتها المُحِبَّة".
واستغلت دولة الإمارات ذلك اللقاء للرد على المزاعم بشأن مُعاملة الشيخة لطيفة، ونشرت صوراً لها مع ماري.
ونُشِرَ مقطع فيديو مُدَّته 40 دقيقة على الإنترنت في مارس/آذار من العام الماضي، وفيه تحدَّثت الشيخة لطيفة عن القيود المفروضة على حياتها، ورغبتها في مغادرة دبي، والكيفية التي "هربت" بها شقيقتها شمسة مدة شهرين في أثناء عطلتها بالمملكة المتحدة عام 2000. وقالت الشيخة لطيفة في الفيديو: "إذا كنتم تُشاهدون هذا الفيديو، فهذا ليس خبراً جيداً. فإما أن أكون ميتةً، وإما أنَّني في وضع شديد السوء للغاية. ولكنني سأرحل قريباً بطريقةٍ ما".
معركة قانونية بين أبرز المحامين في بريطانيا
وتشهد المعركة القانونية منافسةً بين اثنين من أبرز محامي الأسرة داخل المملكة المتحدة.
إذ تُمثِّل فيونا شاكلتون، التي تُلقَّب بـ "زهرة الماغنوليا الفولاذية" بفضل سحرها ومهارات تفاوضها الصعبة، الأميرة هيا. وليست فيونا غريبةً عن تولِّي قضايا النزاعات الملكية.
ودخلت البارونة فيونا دائرة الأضواء حين تولَّت قضية انفصال الأمير أندرو، أحد أبناء العائلة الملكية البريطانية، عن زوجته سارة فيرغسون عام 1992. وكانت البارونة فيونا، التي تعمل الآن لدى مكتب Payne Hicks Beach للمحاماة، محامية الأمير تشارلز في أثناء طلاقه من الأميرة ديانا -أميرة ويلز- عام 1996.
في حين تُمثِّل الليدي هيلين وارد، الشريكة في مكتب Stewarts Law، الشيخ محمد. وهي محاميةٌ تمتلك القدر نفسه من العلاقات الوثيقة.
إذ إنَّ الليدي هيلين مثَّلت غاي ريتشي، مُخرج الأفلام البريطاني، فيىهأثناء طلاقه من مادونا، نجمة موسيقى البوب. وتشمل قائمة عملائها السابقين كلاً من: المُلحِّن أندرو لويد ويبر وبيرني إكليستون، قُطب سباقات الفورمولا-1 الذي مثَّلته خلال معركته القانونية من أجل ثروته المُقدَّرة بملياري جنيه إسترليني (2.45 مليار دولار) ضد زوجته السابقة.
مكانة خاصة للحاكم وزوجته في بريطانيا
ويتمتَّع الشيخ محمد بعلاقاتٍ وثيقة مع المملكة المتحدة. إذ تخرَّج في "أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية"، الأكاديمية البريطانية الرائدة في تخريج ضباط الجيش، قبل نصف قرن.
ويُشارك الملكة إليزابيث شغفها بالخيول، وهو واحدٌ من أكثر الشخصيات نفوذاً في صناعة سباقات الخيل البريطانية. فضلاً عن امتلاكه -مع عائلته الكبيرة- عديداً من العقارات داخل المملكة المتحدة، ومنها: قصرٌ في سَري، ومزرعة خيولٍ في نيوماركت، وعقارٌ بالمرتفعات الأسكتلندية.
وتعتمد ثروة الشيخ على أراضيه الواسعة، وممتلكاته، وأسهمه التجارية في شركات دبي. وتحوَّلت دبي تحت قيادته إلى مركز التجارة المُهيمن في الشرق الأوسط، فضلاً عن أنَّها أصبحت الوجهة السياحية الأولى في المنطقة.
لكن التركيز على حياته الخاصة في لندن يأتي وسط تحدِّيات سياسية واقتصادية مُتجدِّدة في الداخل، حيث تفاقم التباطؤ الاقتصادي المُستمر منذ أربع سنوات -نتيجة انخفاض أسعار النفط- بسبب التوترات الجيوسياسية الإقليمية.
وقد يكون النزاع القضائي مُحرجاً أيضاً للملك عبدالله، ملك الأردن، الذي تعتمد حكومته على الدعم المالي الذي يصل إليها من الإمارات وحليفتها السعودية. وذلك في ظل معاناة الأردن اقتصادا باهتاً، إلى جانب الضغوط الاجتماعية المتزايدة.
وتُشارك الأميرة هيا، التي درست في بريطانيا أيضاً، الشيخ محمد شغفه بالخيول. فضلاً عن أنَّها شغلت منصب رئيسة "الاتحاد الدولي للفروسية" مدتين. وتنافست كذلك في مسابقة قفز الحواجز خلال أولمبياد سيدني عام 2000، إلى جانب عضويتها في اللجنة الأولمبية الدولية.