صرّح رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، بأن حركته لا تعارض "مرحلياً" قيام دولة على حدود العام 1967، لكنها متمسكة بعدم الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية.
هنية يقول إنهم لا يعارضون مرحلياً دولة على حدود 1967 دون الاعتراف بالاحتلال
جاءت تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في لقاء مباشر نظمته "الجمعية الفلسطينية للاتصال والإعلام"، بمدينة إسطنبول السبت، 20 يوليو/تموز عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع هنية من غزة، للحديث حول آخر تطورات المشهد الفلسطيني، بحضور عشرات الصحفيين والكتاب الأتراك.
هنية قال بهذا الخصوص: "في الإطار المرحلي، حركة حماس لا تعارض إقامة دولة على حدود العام 1967، لكننا متمسكون بعدم الاعتراف بالاحتلال على بقية الأراضي الفلسطينية".
وعلى صعيد العلاقة مع تركيا، أوضح: "نجد أن تركيا منفتحة على جميع الأطراف في الساحة الفلسطينية، ولها علاقة متوازنة ومتزنة مع حركتي فتح وحماس، وهذا يمثل اهتماماً مشتركاً بين الشعب الفلسطيني والتركي".
وأكد أن "الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية (الحاليتين) هما الأكثر تطرفاً في سياستهما ضد فلسطين تاريخياً، ومما لا شك فيه أن الرواية الإسرائيلية مؤثرة بشكل كبير جداً، بسبب الإمبراطوريات المالية واللوبي الصهيوني في أوروبا وأمريكا، فهي التي توصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب".
وتابع: "للأسف الشديد الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا تتعاطيان مع الرواية الإسرائيلية، وهذا يتناقض مع ميثاق الدول والأعراف الدولية في حق الشعوب بمقاومة محتليها، وهذا الشيء حتى يتناقض مع أوروبا نفسها".
إسماعيل هنية أكمل: "أكدنا مراراً إن كانت المسارات الدبلوماسية والسياسية يمكن أن تحقق للشعب الفلسطيني حقوقه فأهلاً وسهلاً، لكن جربنا هذا الشيء في 25 سنة من المفاوضات والنتيجة صفر، فمن حق الشعب الفلسطيني أن يقاوم سلمياً وشعبياً كما يريد".
وأضاف هنية أن "الجيش الإسرائيلي يستخدم الرصاص الحي والمطاط ضد المتظاهرين في مسيرات العودة، فسقط فيها نحو 340 شهيداً منذ بداية المسيرات، وحينما نرابط في الأقصى ومسيراتنا في الضفة الغربية، لذلك نحن نلجأ كثيراً إلى المقاومة السلمية والشعبية، وهذا لا يعني أن نسقط مقاومتنا المسلحة ضد إسرائيل".
وقال إن ملف إعمار غزة مازال عالقاً
ومنذ مارس/آذار 2018، يشارك فلسطينيون في مسيرات العودة قرب السياج الفاصل بين شرقي غزة وإسرائيل، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم، ورفع الحصار عن القطاع.
ويقمع الجيش الإسرائيلي تلك المسيرات السلمية بعنف، ما أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين، وإصابة الآلاف بجروح مختلفة.
وتابع: "الاحتلال الإسرائيلي لا يريد مبررات للقيام بحرب على غزة، لذلك لم يكن هناك أي سبب لحرب 2009، لذلك العدوان الإسرائيلي متواصل على الشعب الفلسطيني وفي نفس الوقت المقاومة الفلسطينية ستبقى في موقف الدفاع عن النفس بقدر الجرائم التي يرتكبها الاحتلال".
ولفت رئيس الحركة، إلى أن ملف إعمار غزة ما زال عالقاً، وكذلك القضايا الإنسانية، لكنه أكد أن "المقاومة قوية وعصية على الكسر".
وعلى صعيد آخر، أوضح هنية أن "حركة حماس خرجت من سوريا على قاعدتها المعروفة، أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول"، مشدداً أن القرار "كان مؤسساتياً ودُرس بشكل كامل، وفي حال قررنا إعادة العلاقات فسيكون قراراً مؤسساتياً وصحيحاً، وتحركنا في بداية الأزمة مع الجهات السورية للحفاظ على سوريا وأمنها".
وبشأن العلاقة مع إيران، كشف هنية عن وجود "وفد من الحركة يقوم بزيارة طهران (لم يذكر مدة الزيارة أو أجندتها)، ولا مانع لدينا من الانفتاح على الجميع، فنحن نرحب بكل من يدعم حقوقنا وثوابتنا".
وبالنسبة لتطبيع الدول العربية مع إسرائيل، علّق هنية بالقول: "نحن لا نتدخل ولا نقر أي لقاءات مباشرة بين الصهاينة ومسؤولين عرب، ونستنكر لقاء وزير الخارجية البحريني مع مسؤولين إسرائيليين في واشنطن، كما نستنكر الزيارات المتبادلة بين الكيان الإسرائيلي والإمارات".