ذكر مصدران مطلعان، الخميس 11 يوليو/تموز 2019، أن الولايات المتحدة قررت ألا تفرض عقوبات على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في الوقت الحالي، وذلك في علامة على أن واشنطن ربما تترك الباب مفتوحاً أمام الدبلوماسية.
وكان وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوتشين، قال في 24 يونيو/حزيران الماضي، إن ظريف سيوضع على قائمة سوداء في ذلك الأسبوع، وهو موقف علني غير مألوف، لأن الولايات المتحدة عادة لا تكشف مسبقاً عن تلك القرارات، لمنع أهدافها من نقل أصول خارج الاختصاص القضائي الأمريكي.
ولم يعطِ المصدران أسباباً معينة للقرار، الذي جاء بعد شهرين من زيادة التوتر بين البلدين بسبب هجمات على ناقلات نفط في الخليج تنحو واشنطن باللائمة فيها على طهران، وإسقاط إيران طائرة أمريكية مسيَّرة وهو ما دفع الرئيس دونالد ترامب إلى إصدار أوامر بتوجيه ضربات جوية انتقامية، قبل أن يتراجع عنها في اللحظات الأخيرة.
وقال أحد المَصدرين المطلعين شريطة عدم الكشف عن هويته: "الحكمة سادت. نرى أن الأمر ليس مفيداً بالضرورة"، مضيفاً أن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، كان قد عارض إدراج ظريف على القائمة "في الوقت الحالي".
ضغوطات داخلية وخارجية على محمد جواد ظريف
وتعرَّض وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف لهجوم متجدِّد، ليس فقط من المتشددين في طهران هذه المرة، ولكن كذلك من واشنطن، إذ يقول مسؤولو البيت الأبيض إنَّ الرئيس دونالد ترامب طالب بفرض عقوباتٍ على وزير الخارجية الإيراني على وجه التحديد، وهو ما أثار جدلاً في كلا البلدين، حول نية الإدارة الأمريكية.
يأتي ذلك مع قرب انهيار الاتفاقية النووية، وإعادة إدارة ترامب فرض عقوبات صارمة على إيران، ومع تهديدات طهران باستئناف عناصر برنامجها النووي، بحسب صحيفة The New York Times الأمريكية.
ولطالما سخِر المتشدِّدون الإيرانيون من وزير خارجيتهم، محمد جواد ظريف، لأنه يتظاهر بأنَّه أمريكيٌّ، على شاكلة شخصية ظهرت في فيلم إيراني ساخر، يتخيَّل صاحبها أنه يعيش على النمط الأمريكي، من خلال اللهجة التي يتحدَّث بها، والملابس التي يرتديها، ونمط الحياة الذي يتبنَّاه.