يواجه نظام بشار الأسد حملة استياء علنية من جنود في جيشه، يلزمهم على القتال معه منذ 9 سنوات، ووجهوا له عبر مواقع التواصل الاجتماعي رسائل ومطالب مباشرة، بإنهاء الاحتفاظ بهم في صفوف الجيش.
وامتلأت الصفحات الموالية للنظام منذ أمس الأحد 7 يوليو/تموز 2019، بمنشورات وصور تطالب الأسد بوقف الاحتفاظ بعناصر الاحتياط في جيشه، وبعضهم يقاتل في قواته منذ عام 2010، وأطلق المؤيدون للأسد على الحملة اسم "بدنا نتسرح"، و "بدنا نعيش" .
رسائل عبر الأطفال
وكان لافتاً في هذه الحملة خروج عسكريين في مقاطع فيديو ليوجهوا رسائل مباشرة، ما اعتبره سوريون دليلاً على حجم الاستياء الكبير في صفوف الجيش من جهة، وعدم خشية العسكريين من عواقب احتجاجهم من جهة أخرى، حيث اقتصرت دعوات مشابهة سابقاً على منشورات في فيسبوك لصفحات وشخصيات هويةُ مَن يديرها غير معلومة خشية العقاب.
وتداول الموالون للنظام مقطع فيديو لجندي قال إنه ورفاقه يطالبون بـ "حقهم المشروع" في التسريح من الخدمة، ووجه حديثه للأسد قائلاً إنه وجنود الجيش يطالبون بـ "تسريح دورات المجندين الاحتفاظ، 106، و107، و104 صف ضباط، واحتياط 2012، و2013 (…)" .
ولجأ القائمون على هذه الحملة إلى طريقة جديدة لإيصال رسالتهم للأسد، مستخدمين صوراً لأطفال صغار، أبناء وأقارب لجنود في النظام، كما بدت الحملة منظمة أكثر؛ حيث شارك فيها عدد من الصفحات الموالية للأسد على فيسبوك والتي يتابع بعضها عشرات الآلاف.
اتهامات بالخيانة
وأظهر موالون للنظام على مواقع التواصل تأييداً شديداً لمطالب العسكريين، لكن ذلك لم يخلُ من تخوين البعض الآخر للعسكريين، ورأى أصحاب هذا الرأي أن الحملة تأتي ضد الأسد وجيشه والمؤسسة العسكرية التابعة له.
وقالت صفحة موالية للأسد باسم "شبكة أخبار حلب والريف الشمالي الشرقي"، إن مَن أطلق "الحملة أمريكي أو إسرائيلي، أو كلاهما معاً"، وهو ما استدعى رداً من قائمين على الحملة رفضوا فيه هذا الاتهام.
وكان الأسد قد أصدر منذ نهاية العام الماضي عدداً من قرارات تسريح شملت بعض العسكريين، لكن القرارات أثارت غضباً أيضاً في صفوف موالين رأوها غير عادلة، حيث شملت فئات محددة وتركت "السواد الأعظم" من المقاتلين بصفوف الجيش، كما قالوا.
وجاءت قرارات التسريح بعد موجة غضب بين العسكريين في جيشه، إلا أن النظام أتبع تلك القرارات بتنفيذ عمليات اعتقال واسعة في الشوارع لسوريين تترواح أعمارهم بين 18 و42 لسحبهم عنوة إلى الجيش لأداء الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية.
ويحتفظ النظام حالياً بعشرات الآلاف من مقاتليه، على الرغم من أن وتيرة المعارك هدأت بشكل كبير في سوريا، بعدما استعاد النظام بمساندة حلفائه من روسيا وإيران أجزاءً واسعة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها المعارضة، وهو ما يدفع جنود النظام الغاضبين إلى التساؤل عن سبب الاحتفاظ بهم حتى الآن.
وتقول المعارضة السورية إن جيش النظام يقع حالياً تحت وطأة منافسة روسية إيرانية شديدة لإحكام القبضة عليه، بعد سنوات من المعارك التي جعلته منهكاً وأفقدته عدداً كبيراً من قواته.
وبحسب إحصائية نشرها المرصد السوري في مارس/آذار 2019، فإنه قُتل ما لا يقل عن 125 ألف عنصر من قوات الأسد والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، من بينهم 1677 عنصراً من حزب الله اللبناني الذي يقاتل بشكل علني في سوريا منذ عام 2013.