أثار تَهجم عمّال كازاخستانيين على مشروع يعمل فيه مهندسون عرب، بينهم لبنانيون وأردنيون، ضجة واسعة في البلدين، خاصة بعد الإعلان عن إصابة نحو 30 شخصاً بجروح طفيفة، وهو ما استدعى تحركاً رسمياً من مسؤولي البلدين، لمتابعة تطورات الأحداث.
سفير لبنان ينفي بعض الشائعات، ويؤكد توقيف مسؤولين عن الحادث
قال سفير لبنان لدى كازاخستان جيسكار خوري، إن ما حصل مع العمال اللبنانيين سببُه المباشر الصورة التي اعتُبرت مستفزةً على مواقع التواصل الاجتماعي، ونفى ما أُثير عن وجود مقطع فيديو جنسي للشاب نفسه سبَّب المشكلة.
وفي حين طمأن السفير بخصوص سلامة المواطنين هناك، أكد تأمين السلطات الكازاخية الموقع والحقول ضد أعمال الشغب، وحصول السفارة على تطمينات رسمية.
وذكر أن السلطات الكازاخستانية قامت بتوقيف عدد من الأشخاص، وفتح تحقيقات بالحادث، وذلك في اتصال عبر قناة "الجديد" اللبنانية.
الخارجية الأردنية ترسل سفيرها إلى مدينة نُقل إليها مواطنوها
أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين السفير سفيان سلمان القضاة، عن سفر السفير الأردني لدى كازاخستان إلى مدينة اتيراو (2500 كيلومتر عن العاصمة نور سلطان/أستانا)، للوقوف على حالة الأردنيين المصابين الذين نُقلوا إلى هناك بعد الحادث، ولمتابعة سير التحقيقات.
وأعلن عن إصابة خمسة من الأردنيين العاملين في الموقع والبالغ عددهم 107، مؤكداً أنها إصابات طفيفة وقد غادروا المستشفى بعد تلقي العلاج.
ولفت إلى تشكيل خلية أزمة على مدار الساعة داخل السفارة الأردنية هناك، وتواصل الوزارة مع الشركة في كازاخستان لضمان حقوق العاملين، وتقديم طلب رسمي للسلطات لتأمين الحماية للمواطنين الأردنيين هناك، وتواصلهم المباشر مع المواطنين.
لكن كازاخستان تستبعد اشتعال الأزمة بسبب صورة
من جانبه، قال رئيس مقاطعة أتيراو بجمهورية كازاخستان، نورلان نوغايف، إن سبب الحادث الذي وقع في حقل تينغيز للنفط والغاز يعود لاختلافات بين ظروف العمل المختلفة، مؤكداً أنها مسألة نظامية يجب أن تحلها رئاسة الشركة، في حين لم يشر إلى أزمة الصورة.
وقال في لقائه مع قيادة شركة "تينغيز شيفرويل" التي تستخدم هذا الحقل: "يجب على المستثمرين أن يفهموا ضرورة مراعاة قوانين الدولة التي يعملون فيها، بالإضافة إلى مراعاة القيم الأخلاقية وعدم إهانة كرامة أحد"، وفق ما نقله موقع "روسيا اليوم".
اعتذار الشاب بعد الاعتداء على زملائه
يُذكر أن الشاب اللبناني إيلي داود، الذي نشر صورة يظهر فيها وخلفه فتاة كازاخستانية، بينما يمسك في يده جهازاً لا سلكياً وامتد لاقط الإرسال ليغطي فم الفتاة، التي -على ما يبدو- أثارت غضب أبناء بلدها- نشر فيديو يعتذر فيه ويوضح أنه لم يقصد الإساءة.
إذ قال: "أعتذر من أصدقائي ومن الأهالي في كازاخستان، البلد الذي أعمل فيه منذ نحو عامين، ولي الشرف أن أعمل في هذا البلد وأعيش فيه".
عن الحادث باختصار
يُذكر أنه بعد الاعتداء بالضرب المبرح على العمال العرب، نجحت الشركة في إخراجهم في حافلات، إلى مدينة اتراو التي تبعد 5 ساعات عن مكان الحادث، رغم تعرض الحافلات هي الأخرى للرشق بالحجارة.
وقد ذكرت التقارير المحلية أن قضية الصورة كانت شرارة الأزمة للتعدي على الموظفين، إلا أن غضب العمال الحقيقي كان ناجماً عن مشاكل، أبرزها عدم المساواة في الأجور.