تدخل جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبير مستشاريه بصفة شخصية، في محاولة لوقف بدء المملكة العربية السعودية موجة جديدة من الإعدامات، في ظل محاولات واشنطن لبناء تحالف ضد طهران.
نقل موقع Middle East Eye البريطاني، أمس الإثنين 17 يونيو/حزيران 2019، عن مصدرين سعوديين على اطلاع بالمحادثة، قولهما، إن كوشنر تواصل مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في وقت سابق من هذا الشهر، بعد أيام من نشر شبكة CNN الأمريكية لقطات حصرية لمرتجى قريريص، وهو فتى ضمن قائمة المحكوم عليهم بالإعدام؛ لمشاركته في تظاهرة احتجاجية للشباب في 2011 عندما كان يبلغ من العمر 10 أعوام".
ونقلت وكالة Reuters السبت 15 يونيو/حزيران عن مسؤول سعودي قوله إن قريريص، الذي أُلقي القبض عليه بعد ثلاث سنوات لتورطه في احتجاجات وحُكم عليه بالإعدام، خُففت عقوبته إلى السجن لـ 12 سنة. قال المسؤول: "لن يُعدم".
غير أنه ليس هناك أية معلومات عن مصير ثلاثة شباب، وهم علي النمر، وداوود المرهون، وعبدالله الزاهر، الذين اُتهموا أيضاً بارتكاب جرائم عندما كانوا قصراً.
وليس ثمة معلومات كذلك عن ثلاثة رجال دين بارزين، وهم سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري، الذين كشف موقع Middle East Eye عن أنهم سوف يُعدمون بعد وقت قصير من انتهاء شهر رمضان، الذي انتهى مطلع الشهر الحالي.
ولم تنظر المحكمة حتى الآن في قضايا العودة والقرني والعمري.
"الوقت غير مناسب للإعدامات"
وقالت مصادر موقع Middle East Eye إن كوشنر أثار هذه القضايا خلال حديثه مع محمد بن سلمان، محذراً إياه من أن أي موجة جديدة من الإعدامات يمكن أن تلحق ضرراً بصورة الرياض في الكونغرس الأمريكي، في وقت يحاول خلاله البيت الأبيض توحيد الصفوف لاتخاذ إجراء ضد إيران.
وأعدمت المملكة في أبريل/نيسان الماضي، 37 رجلاً في قضايا "إرهاب"، فيما اُعتبر آنذاك بالون اختبار، لاستقصاء رد الفعل الدولي.
وأخبر مصدر سعودي على إطلاع بالمحادثة موقع Middle East Eye قائلاً: "قال كوشنر إنه قلق من أن موجة جديدة من الإعدامات يمكنها أن تلحق ضرراً بصورة السعودية. وسيكون لها أثر سيئ في الكونغرس".
وأخبر كوشنر ولي العهد السعودي أن الفضيحة التي سببها اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في أكتوبر/تشرين الأول هدأت رياحها للتو في واشنطن.
ولي العهد انزعج من المكالمة
وقال الموقع البريطاني أيضاً، إن كوشنر قال في المكالمة الهاتفية مع ولي العهد: "هذا ليس الوقت الملائم للإعدامات. لقد هدأت حكاية خاشقجي وسوف تدمر صورة السعودية"، كما أثار كوشنر أيضاً في حديثه القضية المتعلقة بعدد من الناشطات اللاتي مازلن في السجن.
وتعرضت لجين الهذلول، التي دشنت حملة لإلغاء الحظر عن قيادة النساء السيارات، للضرب والإيهام بالغرق والصعق وهُددت بالاغتصاب والاغتيال أثناء سجنها، وذلك حسبما يفيد أفراد عائلتها.
ويبدو أن المحادثة الخاصة التي دارت بين صهر ترامب والأمير السعودي تشير إلى مساعي البيت الأبيض لدفن فضيحة اغتيال خاشقجي بدلاً من السعي وراء مساءلة مرتكبي الجريمة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2018، توصلت تحقيقات وكالة الاستخبارات المركزية إلى أن محمد بن سلمان أمر باغتيال الصحفي السعودي. ومع ذلك، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في مارس/آذار من هذا العام إن الولايات المتحدة تواصل العمل على معرفة هوية المسؤولين وسوف "تُخضعهم للمساءلة".
وأخبر مصدر آخر موقع Middle East Eye بأن ولي العهد أنصت إلى كوشنر في صمت. وقال المصدر: "لم يجادل، لكنه لم يتعهد بشيء".
وبالرغم من ذلك، "كان الحاكم الفعلي للمملكة منزعجاً بكل وضوح من الضغط القادم من واشنطن"، وفقاً للموقع البريطاني.