حين يتعلق الأمر باستضافة الولائم الرسمية، فإن الملكة إليزابيث -التي بات عهدها الأطول بين كل ملوك بريطانيا- بارعةٌ في هذا المضمار.
ستتحرك إدارة قصرها المحنكة بدقة الساعة، فيما تستعد لاستضافة دونالد ترامب في وليمةٍ ملكيةٍ فاخرةٍ.
سيتناول الرئيس الأمريكي العشاء في صالة الرقص بقصر باكينغهام مساء الإثنين 3 مايو/آيار 2019.
يحضر العشاء 170 ضيفاً -وُجهت لهم الدعوات بناءً على صلاتهم الثقافية أو الدبلوماسية أو الاقتصادية بالولايات المتحدة- لتناول قائمةٍ فاخرةٍ يعدها طباخون ملكيون، وتُقدم في أطباق أثريةٍ لا تقدر بثمنٍ.
ووفق صحيفة The Mirror البريطانية، فإن الملكة تفحص وتدقق وتوافق على كل عنصرٍ في الوليمة الملكية، وصولاً لأصغر تفصيلةٍ.
وتتفقد الملكة دائماً المائدة التي تأتي على شكل حدوة الحصان ظهيرة اليوم السابق لكل مأدبةٍ ملكيةٍ، متجولةً في الغرفة ومتفحصةً الاستعدادات مع كبير العاملين بالقصر نائب الأميرال توني جونستون بورت.
كيف تبدأ التحضيرات للوليمة الملكية؟
تبدأ الاستعدادات للوليمة قبل الحدث الكبير بستة أشهرٍ، ويستغرق نصب الطاولة من عاملي القصر ثلاثة أيامٍ.
توضع على الطاولات بحذرٍ شديدٍ وبالترتيب المفارش، ثم المناديل المطوية على شكل قلنسوةٍ هولنديةٍ، ثم مجموعات الأباريق الزجاجية، ثم الزينة الزهرية الدقيقة، ثم الأطباق التي لا تقدر بثمنٍ، ثم الشمعدانات، ثم ستة كؤوسٍ للماء.
ويجب أن تفصل 18 إنشاً بالتحديد (45 سم) بين كل فردٍ، ويستخدم العاملون عصيّ قياسٍ لضمان منتهى الدقة.
أولاً الطاولات والكراسي والمفارش..
يجب كذلك أن يتأكد العاملون من أن كل الكراسي على نفس البعد من الطاولة، وأن كل الكؤوس على نفس البعد من حافتها.
تقوم على الخدمة 19 مجموعة موزعة حول الطاولات وتتكون كل منها من أربعة موظفين: وصيفٌ، وخادمٌ، ومساعد ساقٍ، وساقي نبيذٍ، وهو يستخدم إشاراتٍ تشبه إشارات المرور لتنسيق تقديم الأطباق.
تُستخدم رسوماتٌ مفصلةٌ لتبيان خطط التقديم، وتوضح قائمةٌ بالتعليمات الخاصة أي متطلبات غذائية أو طلباتٍ لأعضاء العائلة المالكة أو أيٍ من الضيوف.
يجب على العاملين كذلك وضع وسادةٍ خاصةٍ في مقعد أمير ويلز الأمير تشارلز، لتخفيف ألم ظهره.
يحب تشارلز كذلك وجود طبقٍ من زيت الزيتون يقدم له مع الخبز، بدلاً من قوالب الزبدة.
أما عن نمط الملابس فهي التيجان وربطات العنق البيضاء، أو الأزياء الوطنية.
ثم أزياء العائلة المالكة ونياشينهم..
ويرتدي أعضاء الأسرة المالكة الأوشحة والنياشين التي تسمى "orders" لو أنهم مُنحوها تقديراً لخدماتهم الملكية.
يصطف أفراد العائلة المالكة قبيل المأدبة في غرفة الرسم البيضاء عادةً، ليُعرفوا بشكلٍ شخصيٍ لترامب والسيدة الأولى ميلانيا.
ثم تُعرف الملكة والثنائي الأمريكي في غرفة الموسيقى بشكلٍ رسميٍ بكل ضيفٍ، ويصافحونه فيما يدخل الضيوف إلى صالة الرقص حيث المأدبة.
بعد ذلك ستدخل الملكة والرئيس الأمريكي إلى القاعة جنباً إلى جنبٍ.
تجهيزاً للمائدة الضخمة مع ترامب وميلانيا..
ستجلس الملكة إلى جوار ترامب على رأس المائدة، وإلى جوارهما زوجة ترامب، والأمير تشارلز، وزوجته الأميرة كاميلا دوقة كورنفيل.
أما بقية أعضاء العائلة المالكة فسينتشرون حول الطاولة بين الضيوف المميزين.
تبدأ الخطابات أولاً في تمام الثامنة مساءً، فتلقي الملكة ثم ترامب كلمتيهما، ويقدم كلٌ منهماً نخباً في صحة الآخر، يتبعه عزفٌ للنشيد الوطني.
ويُقال إن الملكة، التي تبلغ اليوم من العمر 93 عاماً، سريعة الأكل، ولا تعتبر المأدبات أمراً يطول.
كما جرت العادة أن تعزف أوركسترا وترياتٍ الموسيقى المصاحبة.
ويُشار إلى انتهاء المأدبة بوصول 12 زمّاراً يتجولون في الغرفة، وهو تقليدٌ بدأته الملكة فيكتوريا.
بعد المأدبة ستصطحب الملكة ترامب وزوجته لغرف الولاية الملكية (التي تضم مجموعة من القطع الممتازة من المجموعة الملكية) لتناول القهوة.