أثناء مناورات عسكرية في بحر الصين الجنوبي، أصابت أشعة ليزر طياري مروحيات سلاح البحرية الأسترالي كانت قادمة من مراكب صيد يشتبه أنها جزءاً من الميليشيا البحرية للصين.
وحسب صحيفة The Guardian البريطانية، فقد كان المدير التنفيذي لمركز أبحاث لا تروب آسيا في جامعة لا تروب الاسترالية، إيوان غراهام، ضمن الأكاديميين المدعوين لمشاهدة مناورات باسيفيك فانجارد، من على منصة هبوط المروحيات HMAS Canberra، أثناء رحلتها من فيتنام إلى سنغافورة.
وأشار غراهام إلى أن التواصل بين قوات البحرية الملكية الأسترالية وجيش التحرير الشعبي كان ودياً.
مهاجمة طياري المروحيات بأشعة الليزر
كتب غراهام في مقال له على المدونة الاستراتيجية لمعهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي: "لقد تبعتنا سفينة حربية صينية من مسافة حذرة طوال الرحلة، سواء في الذهاب أو العودة، بالرغم من أن طريقنا لم يأخذنا بالقرب من أي مواقع تخضع لسيطرة القوات الصينية أو أي مناطق حساسة".
وقال إن وجود مرافقة إضافية لم يؤثر بأي شكل على أنشطة منصة هبوط المروحيات HMAS Canberra أو على وتيرة عمليات الطيران. وأضاف أن مروحيات الجيش الهجومية "نمر" قد تدربت على الطيران والهبوط الليلي.
وقال أيضاً: "وجهت بعض مراكب الصيد أشعة ليزر على طياري المروحيات، مما أجبرهم على الهبوط للخضوع لكشوف طبية احترازية".
وأضاف: "هل كان أولئك الصيادون المندهشون يبدون ردة فعل ضد المجهول؟ أم أنه كان نوعاً من التحرش المدبَّر الذي يشير إلى الميليشيات البحرية الصينية؟ من الصعب التأكد، ولكن حوادث مشابهة قد وقعت في غرب المحيط الهادئ".
صدرت تقارير في العام الماضي تفيد بإصابة طياري الجيش الأمريكي بأشعة ليزر في بحر الصين الشرقي لأكثر من 20 مرة.
ما يتسبب في إعماء الطيارين وتعطيل قدرتهم على القيادة
أشار خبير القانون البحري في الجامعة الوطنية الأسترالية، دون روثويل، إلى أنها المرة الأولى التي يُستهدف فيها الجيش الأسترالي بأشعة الليزر.
وقال روثويل لصحيفة The Guardian البريطانية: "يعد الاستخدام المرئي لليزر في سياقِ تدريبات عسكرية تطوراً جديداً".
لدى أشعة الليزر القدرة على إعماء الطيارين، مما قد يعطل قدرتهم على قيادة الطائرات.
قال روثويل إن مراكب الصيد التابعة للميليشيات البحرية الصينية قد تصل إلى آلاف، كما أن حجم الأسطول قد ازداد في الخمس سنوات الأخيرة.
وأضاف: "يبدو أن غرضهم الوحيد هو التعطيل". وقال أيضاً: "شاهدنا انتشار الميليشيات الصينية في أسراب أو لتطويق المناطق الخاضعة للاحتلال الفلبيني، مما يعتبر شكلاً من المطالبة الإقليمية للفلبين (في بحر الصين الجنوبي)".
وهي طريقة تلجأ إليها الصين للدفاع عن "حدودها البحرية"
قال روثويل أيضاً إن وجود سفن البحرية الأسترالية بالقرب من الجزر الاصطناعية الصينية أو في حدود الاثني عشر ميلاً بحرياً، لم يهم، لأن مجرد وجودهم في بحر الصين الجنوبي كان كافياً لجذب الغضب الصيني، بغض النظر عن أي شيء.
وأضاف: "في أذهان الصينيين، معظم بحر الصين الجنوبي يقع ضمن نطاق ما يسمىالخط الحدودي ذي النقاط التسع. ويعد أي نشاط داخل هذا الخط في مناطق معينة، مثيراً للجدل".
وقال أيضاً: "إنهم ينظرون بشكل فعال إلى بحر الصين الجنوبي على أنه بحيرة صينية مغلقة ضمن الخط الحدودي ذي النقاط التسع. وأي نشاط عسكري أجنبي هناك ينظر إليه باعتباره تدخلاً في السيادة الصينية".
تستغرق مناورات باسيفيك فانجارد 11 أسبوعاً، تنتشر خلالها البحرية على متن 3 سفن زارت الهند، وإندونيسيا، وماليزيا، وسنغافورة، وسريلانكا، وتايلاند، وفيتنام، في سلسلة من تدريبات الدعم العسكري والإنساني مع دول أخرى.