كشفت وزارة الطاقة السعودية عن أن السفن الأربع التي تعرضت لـ "هجوم تخريبي" قرب ميناء الفجيرة الإماراتي، الأحد 12 مايو/أيار 2019، كانت من بينها سفينتان سعوديتان.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن وزير الطاقة خالد الفالح قوله إن ناقلتي النفط السعوديتين تعرضتا للعمل التخريبي وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات قرب إمارة الفجيرة، بينما كانت إحداهما في طريقها للتحميل بالنفط السعودي من ميناء رأس تنورة ومن ثم الاتجاه إلى الولايات المتحدة لتزويد عملاء أرامكو هناك، بحسب ما نشرت وكالة رويترز.
وأوضح أن الهجوم لم تنجم عنه أي خسائر في الأرواح أو تسرب للوقود، وإنما أضرار بالغة في هيكل السفينتين.
الفالح اعتبر أن الهجوم تهديد لحرية الملاحة البحرية وأمن الإمدادات النفطية للمستهلكين في أنحاء العالم كافة، مؤكداً أن المجتمع الدولي عليه مسؤولية مشتركة في الحفاظ على سلامة الملاحة البحرية.
وأدانت الرياض الهجوم على الميناء، ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية قوله إن "هذا العمل الإجرامي يشكل تهديداً خطيراً لأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية، وبما ينعكس سلباً على السلم والأمن الإقليمي والدولي".
كيف بدأت القصة؟
قناة الميادين التابعة لحزب الله التي كانت أوّل من نقل الخبر قالت إن انفجارات قوية هزّت ميناء الفجيرة الإماراتي فجر اليوم، مشيرة إلى أنه لم تتضح طبيعة الانفجارات.
ونقلت عن "مصادرها" التي لم تسمها أن طائرات عسكرية أمريكية وفرنسية حلقت فوق الميناء، وفي سماء المنطقة كلها عقب الحادثة.
"الميادين" قالت إن مصادرها أكدت أنه تمّ تطويق المنطقة التي وقعت فيها الانفجارات في ميناء الفجيرة، وإن النيران اشتعلت في عدد من ناقلات النفط التي كانت راسية في الميناء وعددها بين 7 و10.
وأرفدت هذه المصادر الميادين بأرقام وأسماء عدد من هذه الناقلات وهي من طراز SuperTanker وهي ناقلة النفط "المرزوقة" وناقلة النفط "الميراج" و "المجد" وناقلة النفط "الأميجال" وناقلة النفط "خمسا 10".
وبماذا ردّت الإمارات؟
لكن الخارجية الإماراتية أكدت تعرض أربع سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات لعمليات تخريبية داخل المياه الاقتصادية الإماراتية، موضحة أن العمليات تمت قرب إمارة الفجيرة وقرب المياه الإقليمية الإماراتية.
وقالت في بيان إن التحقيق جار بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية بشأن هذه العمليات، وفق ما نشرت وكالة رويترز.
وحسب موقع "الإمارات اليوم"، فقد نقلت عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي قولها إن السفن الأربع، من عدة جنسيات، وحدث الاستهداف بالقرب من إمارة الفجيرة، والمياه الإقليمية، وفي المياه الاقتصادية لدولة الإمارات.
وإيران تعلّق..
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية الحوادث التي تعرضت لها السفن بأنها "مقلقة ومؤسفة" وطالب بتحقيق لكشف ملابساتها.
ونقلت وكالة الطلبة للأنباء، وهي وكالة شبه رسمية، عن المتحدث عباس موسوي قوله: "مثل تلك الحوادث لها تأثير سلبي على أمن الملاحة البحرية"، مطالباً دول المنطقة "بتوخي الحذر من مؤامرات لزعزعة الاستقرار من قبل عناصر أجنبية".
وكان رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه قد غرد على تويتر، معتبراً أن ما وقع قبالة الفجيرة يثبت هشاشة الأمن في منطقة جنوب الخليج التي تقع ضمنها الإمارات.
توتر في الخليج
وتأتي هذه التطورات ضمن سياق توتر شديد في الخليج بين الولايات المتحدة وإيران، حيث أرسلت واشنطن حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن" وقطعا بحرية أخرى وقاذفات من طائرات "بي 52" والمزيد من بطاريات صواريخ باتريوت إلى منطقة الخليج، رداً على تهديدات إيرانية مفترضة للمصالح الأمريكية في المنطقة.
وقد هدد الحرس الثوري باستهداف السفن الحربية الأمريكية في حال مهاجمة إيران، بينما قال الجيش الأمريكي إنه يعتقد أن إيران نشرت صواريخ بالستية قصيرة يمكن إطلاقها من زوارق صغيرة في الخليج.
وفي وقت سابق، هددت جماعة الحوثي اليمنية بضرب أهداف في الإمارات رداً على العمليات التي تقوم بها قوات التحالف السعودي الإماراتي في اليمن.
وتحدث الحوثيون قبل أشهر عن استهداف مطاري أبوظبي ودبي بطائرات مسيرة، فيما نفت الإمارات هذا الاستهداف.
ويقع ميناء الفجيرة خارج مضيق هرمز مباشرة، وهو من أكبر موانئ تزويد السفن بالوقود في العالم. والمضيق ممر مائي حيوي لعبور شحنات النفط والغاز إلى الأسواق العالمية.