قال رئيس "منتدى الشرق"، وضاح خنفر، إن الغرب يتهم المسلمين بأنهم غير متصالحين مع التنمية الاقتصادية والديمقراطية، لكن تلك النظرة خاطئة حسب قوله، موضحاً أن هذا الادعاء مردّه غياب الديمقراطية والديكتاتورية التي يدعمونها.
واستعرض خنفر -خلال مؤتمر "الشرق" الذي يُعقد في مدينة كوالالمبور الماليزية، الأربعاء الأول من مايو/أيار 2019 بحضور آلاف الشباب والباحثين والسياسيين في العالم- نموذجين رئيسيين: الأول في تركيا، والآخر في ماليزيا، واللذين قدما رؤية مخالفة تماماً لهذه النمطية الخاطئة عن العالم الإسلامي.
ومضى خنفر قائلاً إن "تركيا وماليزيا فيهما نهضة اقتصادية حقيقية ويقولان للعالم أجمع إنه يمكن للمسلمين أن ينهضوا اقتصادياً وسياسياً، وأن يحققوا حالة من الحرية يمكنهم فيها أن يعبروا نحو المستقبل".
وحول المؤتمر أشار خنفر إلى أن "منتدى الشرق مؤسسة عالمية لها حضور في كثير من دول العالم، وهذه المرة الأولى التي ينعقد فيها مؤتمر الشرق الشبابي في ماليزيا وفي آسيا بشكل عام في الدورات الأربع الماضية، وكان التركيز في تلك الدورات على أمم الشرق وهي: العرب والأتراك والإيرانيون والكرد، واليوم وجدنا أن هناك تجارب واعدة في آسيا دفعتنا للانفتاح على تلك المنطقة".
وأوضح أن تجربة "منتدى الشرق" نضجت في تركيا واليوم في ماليزيا وغداً ربما في إفريقيا وفي أمريكا اللاتينية وأماكن أخرى من العالم، لعكس ذلك التنوع والثراء البالغ في الثقافات العالمية.
وقال إن "منتدى الشرق" يحاول أن يقدم رؤية نابعة من تراث وفلسفة وأديان هذه المنطقة للعالم من أجل مزيد من التنوع الروحي والثقافي والسياسي، وأنه يسعى للانفتاح على العالم لينقل له هذه الرؤية.
وشارك في افتتاح المؤتمر رئيس الوزراء الماليزي، مهاتير محمد، وانتقد في كلمته سياسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، وقال إن استقرار المنطقة مرهون بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
واستضاف المؤتمر عدد من المتحدثين ليغطوا المواضيع الـ 5، من بينهم مارتي ناتاليجاوا وزير الخارجية الإندونيسي السابق، الذي تحدث عن رؤيته للنظام العالمي في عصر السيولة، وجون كين وهو بروفيسور علوم سياسية في جامعة سيدني، ومؤسس جمعية "شبكة الديمقراطية" وهي أحد أكبر الشبكات الشبابية الداعية للديمقراطية في أستراليا، وليو تشونج تونج نائب وزير الدفاع الماليزي، والمفكر القطري جاسم سلطان، والصحفية ماليكة بلال.
ومن المفترض أن يحيي الفنان الكويتي حمود الخضر حفل ختام المؤتمر.
و "منتدى الشرق" الذي تأسس عام 2012، مؤسسة عالمية مستقلة، تهدف إلى ترسيخ قيم التواصل والحوار والديمقراطية بين أبناء منطقة الشرق، والمساهمة في بناء مستقبل مستقر سياسياً ومزدهر اقتصادياً، من خلال تنمية الوعي السياسي، وتبادل الخبرات، وتحديد الأولويات، بالإضافة إلى تعزيز الفهم المتبادل بين المنطقة ومحيطها الدولي.
وشبكة "الشرق" شبكة عالمية لها 23 ديواناً حول العالم، تشمل أوروبا وإفريقيا وآسيا وجنوب شرق آسيا، وهدفها جمع الشباب المهتمين بالشأن العام لتساعدهم على فهم الواقع بصورة أفضل.
ويعقد "الشرق" مؤتمره السنوي بحضور ممثلين عن دواوينه في العالم، ووصل عدد المشتركين في الشبكة العالمية إلى نحو 5000 شاب منضمين إلى دوائر الشرق المختلفة.