أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، تحديه للولايات المتحدة، وقال اليوم الثلاثاء 30 أبريل/نيسان 2019، إن بلاده ستواصل تصدير النفط رغم الضغوط الأمريكية.
وأضاف روحاني في خطاب بثه التلفزيون الحكومي، إن "قرار أمريكا بضرورة وصول صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر قرار خاطئ وغير صحيح ولن نسمح بتنفيذ هذا القرار… في الأشهر المقبلة سيرى الأمريكيون أنفسهم أننا سنواصل صادراتنا النفطية"، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وألغت الولايات المتحدة يوم الإثنين 22 أبريل/نيسان الجاري جميع الإعفاءات على صادرات النفط الإيرانية، مع التشديد على إجراءات عقابية سوف تتخذها اعتباراً من 2 مايو/أيار المقبل ضد الدول التي لا تلتزم بالقرار الأمريكي الأخير.
وكانت أمريكا قد أعفت بعض مستوردي النفط الإيراني مواصلة الشراء دون مواجهة عقوبات أمريكية، منذ بدء المرحلة السابقة من قرار منع التصدير في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
وجاء في بيان للبيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب ينوي بذلك التأكد من أن صادرات النفط الإيراني ستصبح "صفراً"، وبالتالي حرمانه من مصدر دخله الأساسي.
وسيؤدي قرار الولايات المتحدة إلى توقف ثماني دول مشمولة بالإعفاءات الأمريكية، الصين والهند وتركيا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وإيطاليا واليونان، عن شراء النفط الإيراني بعد انتهاء مدة الإعفاءات البالغة ستة أشهر.
إلا أن مسؤولين إيرانيين يعتقدون أنه مع استمرار الإعفاءات أو عدم استمرارها، "فإن صادرات النفط الإيراني لن تصل إلى الصفر بأي حال ما لم تقرر السلطات الإيرانية وقف صادراتها النفطية، وهذا غير وارد حالياً".
والإثنين الماضي، هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز، الممر المائي الحيوي لشحنات النفط العالمية، حال منعها من استخدامه، فيما يبدو أنه رد على التحرك الأمريكي لإنهاء الإعفاءات من صادرات النفط الإيرانية.
ارتفاع أسعار النفط
وسبّب الإعلان الأمريكي المفاجئ عن وقف إعفاءات شراء النفط الإيراني ارتباكاً في أسعار النفط التي ارتفعت أكثر من 3% يوم الإثنين 22 إبريل/نيسان 2019.
وهناك إجماع بين المحللين، سواء سياسيون أو اقتصاديون، على أن القرار الأمريكي يحتوي على كثير من المخاطر، فالصين والهند وكوريا الجنوبية أكبر مستوردي النفط الإيراني يواجهون مأزقاً مفاجئاً، وقد ردت بكين بشكل سريع الإثنين على الإعلان الأمريكي بأنها لن تلتزم بقرار واشنطن، مؤكدة أن تعاملاتها التجارية مع طهران قانونية.
وفي هذا السياق، نشرت The Times البريطانية مقالاً الثلاثاء 23 إبريل/نيسان لمحرر شؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر معلقاً على العقوبات الأمريكية على إيران بعنوان "منع ترامب صادرات النفط الإيرانية قد تؤدي لانتقام آسيوي". وتوقف سبنسر عند "الغضب الصيني من فرض عقوبات أمريكية على صادرات النفط الإيراني حتى مع السماح لها بشرائه من خلال الاستثناء الأمريكي فكيف سيكون موقفها اليوم؟".
ويشكل إنتاج إيران النفطي من الطلب العالمي على الخام، وفق بيانات مارس/آذار الماضي الصادرة عن "أوبك"، نحو 2.7%، مقارنة مع 3.8% في مايو/أيار 2018.