قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، اليوم الثلاثاء 30 أبريل/نيسان 2019، إن ولي العهد السعودي الأمير، محمد بن سلمان عرض على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مبلغ 10 مليارات دولار و"إغراءات" أخرى، لقاء الموافقة على " صفقة القرن "، التي تسعى واشنطن لفرضها.
وأشارت الصحيفة إلى أنها حصلت على هذه المعلومات وغيرها، من خلال التقارير المُرسلة من الممثلة الأردنية في رام الله، إلى وزارة الخارجية والمغتربين في عمان، قائلةً إنها "حصلت على نسخة منها".
وعرضت الصحيفة ما قالت إنها فحوى تقارير تعكس حجم القلق الأردني من تبعات "صفقة القرن" التي تعتزم الولايات المتحدة كشف بنودها في يونيو/حزيران المقبل.
ومن أبرز ما تخشاه عمّان من الصفقة، احتمال توطين الفلسطينيين في أراضيها، وسحب الوصاية الهاشمية عن المسجد الأقصى والمقدسات في القدس منها، ومنحها للمملكة السعودية، وإمكانية اقتطاع أراضٍ من حدودها الشرقية لمنحها للفلسطينيين مقابل تعويضها بأجزاء من شمال السعودية.
لقاء محمود عباس ومحمد بن سلمان
وذكرت الصحيفة تفاصيل تقرير قالت إن رئيس مكتب تمثيل المملكة الأردنية الهاشمية في رام الله، خالد الشوابكة، أرسله بداية 2018 لوزارة الخارجية، تحدث فيها عن زيارة عبّاس للسعودية في ديسمبر/كانون الأول 2017.
وبحسب الصحيفة كتب الشوابكة للخارجية الأردنية إن المعلومات الواردة بالتقرير علم بها من مدير مكتب أحمد مجدلاني (عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير).
وقال الشوابكة إنه تم عرض بعض الأشياء على الرئيس الفلسطيني رفض الحديث عنها ولكنها أزعجته، وأضاف: "تم عرض عشرة مليارات دولار لتحسين الوضع الداخلي في أراضي الضفة الغربية، وترتيب وضع اللاجئين وتوطينهم، وستقوم السعودية بتحسين أوضاعهم المستقبلية، وإنشاء سفارة لدولة فلسطين في أبوديس، ودعم غير محدود مالي وسياسي بعد اتخاذ القرار".
وبحسب معلومات حصلت عليها "الأخبار"، فإن بن سلمان أبلغ عباس في هذا اللقاء تفاصيل "صفقة القرن"، طالباً منه قبولها والسير بها.
وقالت الصحيفة إن "بن سلمان سأل عباس ما هي ميزانية حاشيتك سنوياً، فردّ عباس لست أميراً ليكون لدي حاشية، فأوضح بن سلمان: كم تحتاج السلطة ووزراؤها وموظفوها من مال؟، فأجاب عباس: مليار دولار، فردّ بن سلمان: سأعطيك 10 مليارات دولار لعشر سنوات إذا وافقت على الصفقة".
ورد عبّاس على "إغراءات" بن سلمان بـ"الرفض" -بحسب صحيفة الأخبار- معتبراً أن ذلك سيؤدي إلى نهاية حياته السياسية، لكن الصحيفة عادت لتقول إن عبّاس "طلب من القيادات الفلسطينية عدم مواجهة الولايات المتحدة الأميركية تحت أي عذر، وإنما البحث عن راعٍ جديد لعملية السلام المتعثرة"، وذلك بعد اعتراف ترامب بالقدس "عاصمة لإسرائيل" في أكتوبر/كانون الأول 2017.
خشية أردنية من الصفقة
ونشرت الصحيفة أيضاً ما قالت إنها تفاصيل التقاء القائم بأعمال مكتب التمثيل الأردني نزار القيسي، مع قاضي القضاة ومستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، في مارس/آذار 2018.
ونقل القيسي ما قاله الهباش بأن "ما وراء رسالة السعوديين إلى الرئيس أبو مازن هو الموافقة على (صفقة القرن)، هذه قناعتنا"، واعتبر أن "الصفقة ستغير الأسس التي تقوم عليها دول الأردن ولبنان وسوريا وسيناء وحتى دول الخليج"، بحسب ما ذكرته الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن الهباش "انتقد النظام المصري الجديد، واصفاً إياه بـ (قلة الخبرة)، وبأنه (يضع ثقته بالأمريكان والإمارات والسعودية بطريقة غير حكيمة، والمتغطّي بالأمريكان عريان).
هل علِم عباس بالصفقة؟
وانتقلت الصحيفة للحديث عن تقرير آخر بعثه الشوابكة للخارجية الأردنية بتاريخ 24 يناير/كانون الثاني 2018، بعد لقائه مع وزير الأشغال الفلسطيني مفيد الحساينة.
ونقل الحساينة للممثل الأردني أن "(رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية) اللواء ماجد فرج لا يغادر منزله منذ أسبوعين ويعاني من حالة صحية سيئة، بعد مواجهته من قبل الرئيس (محمود) عباس بأنه والسفير الفلسطيني في واشنطن حسام زملط كانا على معرفة مسبقة بمجريات صفقة القرن، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإصرار زملط وفرج آنذاك على الرئيس عباس التوجه إلى واشنطن، ما كان سيؤدي إلى نسف تاريخ الرئيس عباس لولا تدخل رئيس الوزراء السابق سلام فياض وإقناع عباس بعدم الذهاب لواشنطن لأن هناك فخاً ينصب له".
وقال الحساينة إن "تسريب قضية بيع الأراضي المملوكة لمنظمة التحرير الفلسطينية والتي تبلغ قيمتها 950 مليون دولار، جرى بإيعاز من اللواء ماجد فرج، رداً على تهديد الرئيس عباس له، والمتورطون في القضية هم طارق (نجل الرئيس عباس) واللواء شحادة (إسماعيل مسؤول الحرس الخاص لعباس) الذي أقيل قبل 3 أسابيع، ومحامي الرئاسة الفلسطينية كريم شحادة! هناك تسريبات بأن تغييرات كبيرة ستطال مواقع كبيرة في مفاصل السلطة الفلسطينية، بما فيها المحافظون الذين يتبعون مباشرة للرئيس عباس".
الصفقة قريبة
وفي العاشر من أبريل/نيسان 2019، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، إن خطة الرئيس دونالد ترامب بشأن السلام في الشرق الأوسط، المعروفة بـ"صفقة القرن باتت قريبة جداً".
وأضاف بولتون في تصريحات لشبكة "ABC" الأمريكية: "أعتقد أنه سيُكشف عن خطة ترامب للسلام قريباً جداً". وتابع: "نحن في المراحل النهائية لجعلها جاهزة".
وفقاً لكتاب جديد يتحدث عن عائلة كوشنر، فإنَّ خطة كبير مستشاري البيت الأبيض للسلام في الشرق الأوسط، وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، غاريد كوشنر، في صفقة القرن تضمَّنت في مرحلة ما، أخْذ أراضٍ من الأردن تضاف إلى الأراضي الفلسطينية، في مقابل حصول الأردن على أراضٍ من السعودية، التي حصلت على جزيرتين من مصر.
وقالت فيكي وارد مؤلفة الكتاب "إنَّ ما أراده كوشنر في صفقة القرن هو أن يقدم السعوديون والإماراتيون المساعدة الاقتصادية للفلسطينيين. كان ثمة خطط لإنشاء خط أنابيب من السعودية إلى غزة، حيث يمكن بناء مصافٍ ومحطة للشحن. وسوف تمكّن الأرباح من إنشاء مصانع لتحلية مياه البحر، ليتمكن الفلسطينيون من العثور على عمل، ومعالجة معدل البطالة المرتفع".