كشفت صحيفة The Guardian البريطانية أن الشرطة الفرنسية وجَّهت نصيحة لجيران كاتدرائية نوتردام، التي دمرها الحريق، بأن يقوموا باستخدام مناديل مبللة لتنظيف الأسطح التي قد يكون الغبار المُحمَّل بالرصاص الناتج عن الحريق قد استقر عليها.
شرطة فرنسا تنصح جيران كنيسة نوتردام باستخدام مناديل مبللة لتنظيف الأسطح
شرطة باريس قالت إن الاختبارات أظهرت أن الحريق المدمِّر الذي نشب في الكاتدرائية في 15 أبريل/نيسان تسبب في إطلاق جزيئاتٍ من المعدن السام، الذي كان موجوداً في هيكل الكنيسة وقمة برجها التي تحطمت تماماً.
ووجد محققون أنَّ الرصاص في المناطق القريبة من الكنيسة "مقتصر على المنطقة المحيطة، لا سيما المنشآت التي ربما ظلت مفتوحةً وقت الحريق، والتي استقر فيها الغبار".
وأشارت الشرطة إلى أن الخطر كان محدوداً؛ لأنَّ التسمم بالرصاص لا يحدث عادة إلا بعد التعرض له لعدة سنوات. ولم ترد أي تقارير عن حالات تسمم حاد بالرصاص منذ الحريق الهائل الذي دمر سقف المَعلَم، الذي شُيّد قبل 850 عاماً.
خوفاً من حدوث أي تسمم بسبب الرصاص الناتج عن الحريق
الشرطة قالت في بيان لها: "في ما يتعلق بالمنازل أو الممتلكات الخاصة، فمن الأفضل أن يواصل المقيمون في المنطقة المجاورة مباشرةً لنوتردام تنظيف منازلهم أو ممتلكاتهم وأثاثهم ومتعلقاتهم الأخرى باستخدام المناديل المبللة للتخلص من أي غبار".
وأضافت أنَّ الأماكن العامة التي قد تكون مُعرّضةً لخطر التلوث بالرصاص، مثل الحدائق المحيطة بالكاتدرائية، قد أُغلقت ولن يُعاد فتحها حتى تعود مستويات الرصاص إلى طبيعتها.
وقالت جمعية الحملة البيئية الفرنسية Robin des Bois إنَّ حوالي 300 طن من الرصاص المتخلِّف من سطح الكاتدرائية وقمة البرج قد ذاب في الحريق، الذي قال مسؤولون إنَّ حرارته وصلت إلى 800 درجة مئوية وهو في ذروته.
وقالت الجمعية في بيان: "لقد تحولت الكاتدرائية إلى حالة النفايات السمية"، وحثت السلطات على إزالة السموم من أطنان الأنقاض والرماد ومياه الصرف الناتجة عن الكارثة.
وأكدت منظمة إيرباريف Airparif التي تراقب نوعية الهواء في باريس، أنَّ التلوث لم يتجاوز المستويات الطبيعية في اليوم التالي للحريق. وبعد أسبوعين تقريباً، ما زالت الحواجز التي أقامتها الشرطة تُبقي أفراد الجمهور بعيداً عن الموقع بمسافة كافية.