أجرى الرئيس التنفيذي لشركة تويتر، جاك دورسي، اتصالاً هاتفياً بالنائبة الديمقراطية إلهان عمر، الثلاثاء 23 أبريل/نيسان 2019، ودافع عن قرار الشركة السماح بتغريدة من الرئيس ترامب، أسفرت لاحقاً عن سيل من التهديدات بالقتل، استهدفت عضوة الكونغرس، نقلاً عن صحيفة Washington Post الأمريكية.
وركزت المكالمة التي لم يُعلَن عنها مسبقاً، على مقطع فيديو تحريضي شاركه ترامب في 12 أبريل/نيسان2019، يُظهر إلهان وهي تناقش هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وتتداخل معه لقطات لاحتراق برجي مركز التجارة العالمي. لم يتضمن المقطع السياق الكامل لحديث إلهان، الذي أُخذ من فعالية جماهيرية حول قضية الخوف من الإسلام بشكل عام.
إلهان تطلب تفسيراً من دورسي عن تغريدات ترامب العنصرية
ضغطت إلهان على دورسي ليشرح لماذا لم يمسح تويتر تغريدة ترامب مباشرةً، وفقاً لشخص مطلع على المكالمة تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لأن الاتصال كان خاصاً.
فما أكده دورسي هو أن تغريدة الرئيس لا تنتهك قواعد الشركة، وهو الأمر نفسه الذي أكده شخص آخر من تويتر.
أشار دورسي أيضاً إلى حقيقة أن تلك التغريدة والفيديو كانا بالفعل قد شوهدا وجرى تداولهما على نطاق واسع خارج الموقع، حسبما ذكر أحد المصدرين. لكن المسؤول التنفيذي لـ "تويتر" أخبر إلهان بأن عملاق التكنولوجيا "تويتر" عليه أن يبذل جهداً أفضل في إزالة الكراهية والتحرش عموماً من الموقع، طبقاً للشخصين اللذين شهدا المكالمة.
تغريداته أسفرت عن تهديدات مباشرة لحياتها
ورفض متحدث باسم إلهان التعليق الخميس 25 أبريل/نيسان2019، وكانت إلهان قد أعلنت في 14 أبريل/نيسان 2019، إثر تغريدة الرئيس، أنها شهدت "تزايداً في التهديدات المباشرة لحياتي، كثير منها تشير صراحة إلى فيديو الرئيس أو يردّ عليه". وقد أدان قادة ديمقراطيون لاحقاً ترامب أيضاً.
وأكدت شركة تويتر في بيان، إجراء المكالمة. وقالت الشركة: "خلال محادثتهما، أكد (دورسي) أن تهديدات القتل والتحريض على العنف وسلوكيات الكراهية غير مسموح بها على تويتر"، مضيفة: "لقد استثمرنا بشكل كبير في التكنولوجيا، لكشف هذا النوع من المحتوى بشكل استباقي، وسنواصل التركيز على تقليل العبء عن الأفراد المستهدَفين. كان فريقنا على اتصال دائم مع مكتب النائبة إلهان".
لكن قوانين تويتر لا تنطبق على ترامب!
ترامب هو واحد من أكثر مستخدمي تويتر شعبيةً وإثارةً للجدل أيضاً، وتصل قذائفه السياسية إلى نحو 60 مليون متابع يومياً. ويقول النقاد إن تعليقاته غالباً ما تنتهك قواعد الموقع التي تحظر خطاب الكراهية والهجمات على أساس الصفات الشخصية والتحريض على العنف.
لكن تويتر سمح للرئيس في النهاية بالتغريد دون حدود، بحجة أن هناك مصلحة عامة في السماح لرئيس دولة بتوصيل مثل هذه الآراء دون قيود.
لكن في الأسابيع الأخيرة، أشار تويتر إلى أنه يعيد التفكير في هذه السياسة. قال قادة الشركة مؤخراً إنهم يخططون لتطبيق مقاربة جديدة من شأنها أن توفر مزيداً عن سياق تغريدات كانت قواعد الشركة ستحظرها، لكن سُمح لها بالبقاء في الموقع على أي حال، بسبب شخصية كاتبها. مثل هذه السياسة يمكن أن تؤدي إلى تدوينات عامة على التغريدات الخاصة بترامب.
وجاء تواصل دورسي مع إلهان في اليوم نفسه الذي التقى فيه الرئيس التنفيذي لـ "تويتر" مع ترامب في البيت الأبيض، وهو اجتماع عُقد بدعوة من الرئيس. خلال المحادثة، قضى ترامب وقتاً كبيراً في عرض مخاوفه من أن تويتر يستهدف متابعيه ويزيلهم عمداً، حسبما ذكرت صحيفة Washington Post الأمريكية في تقرير سابق.
وربط ترامب تلك الادعاءات بإيمانه بأن مواقع التواصل الاجتماعي متحيزة ضد المحافظين. لكن دورسي قال إن جهود تويتر لمكافحة الحسابات المزيفة تؤدي إلى تقلبات في عدد المتابعين للمستخدم، مشيراً إلى أنه حتى هو تأثر من جراء ذلك.
وعندما سُئل عن هذا الاجتماع، أشار تويتر في بيان إلى أن دورسي والرئيس ناقشا أيضاً انتخابات 2020، والجهود المبذولة لوقف وباء إدمان المواد الأفيونية. ووصف مصدرٌ آنذاك الاجتماع بأنه ودي.