بعد أن قُتل أحد لاعبي كرة الصالات في المنتخب النيوزيلندي في الهجمات الإرهابية على مسجدي كرايستشرش، أعاد مجموعة من أصدقائه إطلاقَ بطولة كرة الصالات التي لم تُلعب منذ عام 2011 إحياءً لذكراه، وفق صحيفة Stuff النيوزيلندية.
عن الشاب العربي عطا عليان
كان عطا عليان (33 عاماً) فلسطيني الأصل، وأردني/نيوزيلندي الجنسية، من بين ضحايا حادث إطلاق النار الذي وقع في مسجد شارع دينز يوم 15 مارس/آذار 2019.
وكان نشيطاً في مشاركته في عالم كرة الصالات في نيوزيلندا، ولعب مع فريق كانتربري والمنتخب النيوزيلندي، ودرَّب العديد من اللاعبين الشباب، الذين حضروا بدورهم بطولة كرة الصالات في كرايستشرش، اليوم الأحد 21 أبريل/نيسان، التي أصبحت تحمل اسمه.
لكنه أصبح ذكرى في بطولة تذكارية
قال بكر السعودي (37 عاماً)، صديق عليان ومنظم البطولة، إنَّ بطولة "عطا عليان التذكارية لكرة الصالات"، التي استمرت يومين، تهدف إلى الاحتفال بمسيرة عليان، وتقديم الدعم للمتضررين من وفاته.
وقد نظم أصدقاؤه بطولةً في أوكلاند عام 2005. واستمرت حتى عام 2011، عندما انتقل لاعبوها إلى الفرق المحلية والمنتخب الوطني.
وقال السعودي إنَّ إعادة إطلاق البطولة يذكره "بالأيام الخوالي". وستستمر البطولة حتى الساعة 4 مساءً من يوم الغد الإثنين 22 أبريل/نيسان، في صالة بيشوب دايل واي إم سي إيه.
وأضاف أنَّهم يدركون أنَّ بعض اللاعبين، وخاصةً الشباب، قد لا يكونون بارعين في الإفصاح عن مشاعرهم.
وتابع: "يحاولون تمالك أنفسهم، ويحاولون كتمان عواطفهم في أعماقهم، حتى يمكنهم مواصلة حياتهم".
وأضاف: "بعد حادث إطلاق النار ودفن الضحايا، مضى كلٌّ منا في سبيله مجدداً، وعدنا إلى حياتنا الطبيعية، لكن يمكنك القول إنَّ الجراح في أعمق أعماق قلوبنا لا تزال بليغة".
البطولة أسهمت في توحيد اللاعبين
وقد أسهمت هذه البطولة في توحيد لاعبي كرة الصالات، كما قال لاعب كرة الصالات هاميش ميتشل، الذي أضاف: "الرياضة تجمع كل الناس معاً".
وقال السعودي: "الهدف الأسمى لهذه الفعالية هو الاحتفال بالصفة الوحيدة لعطا، التي مكنته من إقامة علاقاتٍ مع الكثير من الناس من مختلف الأوساط، ومجالات الحياة… وهي رقة قلبه".
بعد الهجمات، لاحظ السعودي وأصدقاؤه ندرة الحديث حول الحزن الذي يسود مجتمعهم. ولذا، وضعوا بعض المقاعد، التي منحتهم إياها شركة Kmart مجاناً، خارج مسجد شارع دينز، ونصبوا لافتات تقول "هيا نتحدث". ولاحظ أنَّ بعض الناس مستعدون للإصغاء.
وقال: "كانوا يجلسون ويحدّقون في المسجد، وكنا نخبرهم أنَّهم يريدون التحدث إلى أحدهم، والبوح بما في قلوبهم، لكنَّهم لا يفعلون".
وأضاف: "تطلّب الأمر محاولاتٍ عدة لإقناع الأولاد بالتحدث"، وقال السعودي: "دارت محادثاتٌ مؤثرة" مختلفة.