أثار الإعلان عن اختفاء ممرضة نيوزيلندية في سوريا منذ 5 سنوات توترات بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر وحكومة نيوزيلندا، التي انتقدت رئيسة وزرائها جاسيندا آرديرن منظمةَ الإغاثة الدولية؛ لكشفها تفاصيل اختطاف الممرضة.
كان الصليب الأحمر قد نفد صبره، الإثنين 15 أبريل/نيسان 2019، عندما أعلن أن لويزا أكافي، المواطنة النيوزيلندية، البالغة من العمر 63 عاماً، اختُطفت مع زميلين سوريين، يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول 2013.
ويعد هذا الاختطاف لـ3 من موظفي الصليب الأحمر هو الأطول من نوعه لموظفين يعملون في الصليب الأحمر منذ تأسيسها قبل 156 عاماً.
نيوزيلندا أرادت إبقاء عملية اختطاف مواطنتها تحت بند السرية
وبحسب صحيفة The Guardian البريطانية، فقد علمت وسائل الإعلام المحلية في نيوزيلندا عن الاختطاف عام 2013، لكن الحكومة طالبتها بعدم نشر أي أخبار بخصوص الاختطاف لاحتمالية تعريضها أمان المجموعة للخطر.
بعد ذيوع الخبر، نشر أعضاء كبار في اللجنة الدولية للصليب الأحمر والصليب الأحمر في نيوزيلندا سلسلة من الفيديوهات، يلتمسون فيها الحصول على معلومات عن لويزا. كما تحدث زملاؤها في الصليب الأحمر وأسرتها أيضاً.
لذلك الحكومة النيوزيلندية ظلت على موقفها ورفضت التعليق على الخبر حتى بعد نشره من قِبَل الصليب الأحمر
لكن الحكومة لم ترحب باذاعة الأخبار؛ ففي المؤتمر الصحفي الأسبوعي، رفضت آرديرن مراراً التعليق على موضوع المواطنة النيوزيلندية المفقودة، قائلة إن الحكومة لا تزال على موقفها من أن اسم وحال الممرضة لا ينبغي أن يذاعا علناً.
قالت آرديرن لاحقاً لراديو نيوزيلندا في لقاء أسبوعي: "كانت وجهة نظرنا أنه ينبغي للأمر أن يبقى بعيداً عن العامة… لقد تبنينا وجهة نظر مختلفة، واختلفنا معهم [اللجنة الدولية للصليب الأحمر]".
وأضافت: "موقفنا لم يتغيَّر. نعلم أن الصليب الأحمر الدولية لديه وجهة نظر مختلفة، كنا على علم بخطتهم، ولكن هذا لا يعني أننا نتفق معهم".
وقالت: "هذا لن يُغير علاقاتنا مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأمر فقط أننا تبنينا تصورات مختلفة حتى هذه اللحظة".
أكدت نيوزيلندا أنها مستمرة في البحث عن لويزا
قال وزير خارجية نيوزيلندا، وينستون بيترز، إن الجهود لتحديد موقع لويزا "مستمرة" والحكومة لن تعلق على شؤون استخباراتية وإجرائية، مع أنه كشف أن أفراداً من القوات الجوية الخاصة في نيوزيلندا قد أرسلوا إلى سوريا ضمن جهود أجهزة متعددة الجنسيات لإنقاذها.
وقال في بيان أصدره: "نصحنا اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أعلى مستوى بأن نيوزيلندا تفضل عدم النشر".
وأضاف: "كانت وجهة نظر نيوزيلندا، ولا تزال، أن نشر القصة الآن يعرِّض حياتها للخطر. إذا كان هناك أي معرفة بخطتهم الإعلامية، فهذا لا يعني أنه كان بمثابة تأييد لنهجهم".
الصليب الأحمر تفاجأ بردّ فعل الحكومة النيوزيلندية
قال دومينيك ستيلهارت، مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنه "تفاجأ" من انتقاد حكومة نيوزيلندا لقرار اللجنة الدولية، لأنه يعتقد أنهم حظوا بدعم الحكومة. وقال إن ممثلاً عن الحكومة كان برفقته في مكتبه يوم الجمعة، وإنهم "نسقوا معاً تماماً" الخطوة القادمة.
وأضاف ستيلهارت: "أعتقد أنه من المهم أن ندرك أن كل قرار منذ 13 أكتوبر/تشرين الأول 2013 كان بهدف زيادة فرص تحرير لويزا، وجرى تنسيق كل قرار بالمشاركة مع حكومة نيوزيلندا… وهذا يشمل القرار الصعب بالاتجاه للعلنية".
المنظمة الدولية أكدت أنها اتخذت قرارها بالتعاون مع الحكومة النيوزيلندية
وقال: "أنا واثق أن القرار اتُّخِذ بشفافية كاملة وتعاون مع حكومة نيوزيلندا".
وأضاف: "لم نكن لنُقدِم على هذا القرار بدون دعم حكومة نيوزيلندا".
أثار قرار نشر قصة لويزا انتقادات من بعض وسائل الإعلام في نيوزيلندا أيضاً.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فقد كانت آخر مرة مؤكدة شوهدت فيها لويزا في أواخر عام 2018 بالقرب من نهر الفرات على حدود سوريا والعراق.