قال المفوض السامي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إن " الأوضاع في ليبيا تتدهور بسرعة منذ الأسبوع الماضي والأمور وصلت حد الانهيار".
جاء ذلك في كلمة لغراندي حول الأوضاع في ليبيا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، الثلاثاء 9 أبريل/نيسان 2019، بالمقر الدائم للأمم المتحدة في مدينة نيويورك الأمريكية.
وتصاعدت الخسائر البشرية لمعركة السيطرة على طرابلس، وقتلت جماعة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية ثلاثة أشخاص في وسط ليبيا، في خطوة تظهر أن المتشددين يمكن أن يستغلوا تجدد الفوضى.
47 قتيلاً منذ بداية قوات حفتر الهجوم على طرابلس
ذكرت منظمة الصحة العالمية أن منشآت صحية محلية أعلنت عن مقتل 47 وإصابة 181 خلال الأيام الماضية، مع سعي قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) لانتزاع السيطرة على العاصمة من الحكومة المعترف بها دولياً.
وهذا عدد أكبر من أي رقم أورده أيٌّ من الجانبين. ويبدو أن معظمهم من المقاتلين حسبما ذكر المتحدث باسم منظمة الصحة طارق جاساريفيتش، في إفادة صحفية بجنيف، وإن كان قد قال إن هناك قتلى مدنيين أيضاً، من بينهم طبيبان.
وخلال كلمته، قال غراندي لممثلي الدول الأعضاء بالمجلس: "يتعيَّن عليكم توحيد الصف، واتخاذ إجراء موحد، وإطلاق دعوة قوية للمحافظة على حقوق اللاجئين هناك (في ليبيا)".
وأضاف: "نحن نعمل من أجل النازحين داخلياً، ومن أجل اللاجئين والمهاجرين الذين ذهبوا إلي ليبيا هرباً من صراعات اندلعت في بلدانهم، والظروف تتدهور بسرعة هناك". وحذَّر غراندي من "تداعيات خطيرة يصعب التكهن بها، في حال استمرار الوضع الميداني بهذا الشكل".
بينما كل المؤشرات تؤكد على تأجيل "المؤتمر الجامع"
وتزامن التصعيد في ليبيا مع تحضيرات الأمم المتحدة لعقد مؤتمر شامل للحوار بمدينة غدامس (جنوب غرب)، بين 14 و16 أبريل/نيسان الجاري، ضمن خارطة طريق أممية لمعالجة النزاع في البلد العربي الغني بالنفط.
قال غسان سلامة، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، الثلاثاء، إنه سيعمل على عقد مؤتمر وطني كان من المقرر أن يبدأ يوم الأحد، وإنه سيفعل ذلك عندما تتوافر الظروف اللازمة لنجاحه.
كانت الأمم المتحدة تعتزم عقدَ مؤتمرٍ في بلدة غدامس بجنوب غربي ليبيا، خلال الفترة من 14 إلى 16 أبريل/نيسان، لبحث إجراء انتخابات، كمخرج من الصراع الذي تشهده البلاد منذ ثماني سنوات.
وعلى الرغم من أن بيان سلامة لم يقل صراحة إن المؤتمر تأجَّل، فمن غير المرجح على ما يبدو عقده في موعده، في ضوء المعركة الجارية بشأن طرابلس.
وقال سلامة في البيان: "سأعمل بكل ما أوتيت من قوة على عقد الملتقى الوطني الليبي، وبأسرع وقت ممكن".