لم يكن يتخيل أب في مقاطعة ويلز ببريطانيا، أن تشخيصاً خاطئاً لزوجته الحامل، سيدفع ثمن ذلك ابنته المولودة حديثاً، والتي ماتت دون قدرته على إنقاذها
تشخيص خاطئ لمرأة حامل يتسبب في وفاة المولودة
المحزن حسب ما نشرت صحيفة The Sun البريطانية أن الأطباء شخصوا حالة الزوجة الحامل، بأنها تعاني من الإمساك وليس هناك حاجة في مكوثها بالمستشفى.
الطفلة جينفر هاندي التي وضعتها أمها في الأسبوع السادس والعشرين من الحمل حسبما قالت لجنة التحقيق في الواقعة "لم تكن لتموت" لو ظلَّت والدتها سارة في المستشفى.
وهروب الطبيب خارج البلاد
أسوأ ما في الواقعة، أن الطبيب المسؤول عن الحالة لم يعترف بمسؤوليته، ليخفف عن الوالدين وقع الأزمة بل هرب خارج البلاد منذ ذلك الحين.
فيما قدم مسؤولو الصحة لعائلة الطفلة اعتذاراً قوياً قائلين إنهم "آسفون بشدّة" لما جرى.
وكانت جينيفر واحدة من بين 26 طفلاً فارقوا الحياة على مدار 3 سنوات؛ في الفترة من يناير/كانون الثاني 2016، وحتى سبتمبر/أيلول 2018، بحسب تحقيقات مستشفى كوم تاف الجامعي في ويلز.
بعد أن قال للمرأة الحامل أنها تعاني من الإمساك وليس مخاض حمل
وخلال التحقيقات، استمعت محكمة بونتيبريد كورونر إلى أن سارة قد دخلت إلى مستشفى الأمير تشارلز، الواقع في بلدة ميرثير تيدفيل، في 9 أبريل/نيسان 2017 بألمٍ شديد في البطن.
ومع ذلك، قيل لها أنَّها لم تكن في حالة مخاض، وأُعيدت إلى المنزل ببعض المسكنات والأدوية المُليِّنة.
وكانت سارة، المُصابة بداء السُكَّري وتعتمد على الأنسولين، قد تعرَّضت من قبل للإجهاض، وكانت تُعتبر مريضة بالغة التعرُّض للخطر.
على الرغم من أنها كانت تنزف بشكل كبير
الأم كشفت أمام لجنة التحقيق إنها كانت تنزف ولكن الطبيب الذي فحصها "على مضض" قال إنَّ ولادتها غير مُحتملة في الأسبوع السادس والعشرين، ورجَّح أن الألم كان نتيجةً للإمساك.
وفي الساعات الأولى من الصباح التالي لمغادرة المستشفى، شعرت الأم بأنَّها في حاجة لدفع الطفلة.
سارة أضافت أمام لجنة التحقيق: "قلت لجوناثان، زوجي، إنَّ هناك شيئاً ليس على ما يُرام، وطلبت منه أن يُلقي نظرة عليّ، واستلقيت على السرير، وحينها قال جوناثان: يا إلهي.. يمكنني رؤية رأس الطفلة".
وأضافت: "وشعرت بالصدمة لأنني لم أكن قادرة على الحركة وشعرت بالضعف".
أجرى جوناثان هاندي اتصالاتٍ هاتفية لطلب المساعدة؛ فاتَّصل بأمه التي تعيش بالجوار، وبالإسعاف أيضاً.
وقال إنَّ سارة "كانت تغيب عن الوعي وتعود إليه في تلك الفترة، وكانت تفقد الكثير من الدماء".
وأضاف: "ساعدت أنا طفلتنا على الخروج، وكانت تلهث للتنفُّس، وتُحرِّك ذراعيها وساقيها".
وقال: "حاولت أن أنظِّف لها مجرى التنفُّس، ونصحتني غرفة تحكّم الإسعاف -التي كانت لا تزال معنا على الخط- بإجراء إنعاش قلبي رئوي للطفلة"، ووصلت والدة جوناثان واستكملت الأمر إلى حين وصول الإسعاف.
لكن التشخيص الحقيقي كان عدوى وتعفن الدم
وبعد ذلك نُقِلَت سارة وزوجها إلى المستشفى، وهناك تبيَّن أنَّها تُعاني من عدوى وتعفُّن الدم، وأجرت عملية جراحية، وحين خرجت منها اكتشفت أن طفلتها ماتت.
وسجَّلت الطبيبة الشرعية راشيل نايت تفاصيل الحالة، وقالت إنَّ الولادة المُبكِّرة للغاية للطفلة كانت سبب الوفاة.
وقالت راشيل: "في ضوء الاحتمالات، أجد أن جينيفر لم تكن لتموت في تمام الساعة 2:02 صباحاً من 10 أبريل/نيسان 2017، وأرى أن قرار عدم احتجاز سارة في المُستشفى كان خطأً ارتكبه الطبيب، ويُعزى إليه موت الطفلة جينفر".
لذلك فالأسرة محطمة بالكامل بسبب ما حدث
وفي بيان، قال أفراد عائلة الطفلة إنهم "مُحطّمون بالكامل".
وأضافوا أن "التحقيق اليوم قد استنزفهم عاطفياً واستعاد التفاصيل المُروِّعة التي مرّوا بها قبل عامين تقريباً من اليوم، انتهاءً بفقدان جينيفر".
وقالوا: "نحن لا نزال مُحطّمي القلب، ولن نتجاوز أبداً الخسارة المأساوية لابنتنا".
وتابع بيانهم: "كأسرة، من المهم جداً بالنسبة لنا أن نفهم ما جرى حتى نتعلَّم الدروس، ونأمل أن يكون اليوم بمثابة خطوة إلى الأمام".
وأضافوا: "نأمل أيضاً أن تُسفر نتائج المُراجعة الطبيّة لمجلس الخدمات الصحية المتعلِّقة بالأمومة عن تحسين الرعاية والخدمات التي تُقدَّم للمرضى، كي لا تضطر أسر أخرى للمعاناة بنفس الطريقة التي واجهناها".
وقال مُتحدِّث باسم مجلس كوم تاف للخدمات الصحية إنَّ "خسارة طفلٍ هي تجربة مُدمِّرة، ونحن آسفون من أعماقنا بشأن أوجه القصور في الرعاية والمحنة الهائلة التي وقعت بحق سارة وزوجها هاندي".
وأضاف: "نحن نأخذ مسؤولية تقديم خدمات آمنة وعالية الجودة على محمل الجد، ونحن مُصمِّمون على بذل كل ما في وسعنا لضمان توفير أفضل رعاية ممكنة للنساء والعائلات".