قال 3 مسؤولين أمريكيين لرويترز إنه من المتوقع أن تُصنِّف الولايات المتحدة فرق الحرس الثوري الإيراني على أنها منظمة إرهابية، وهو ما يعد أول مرة تصنف فيها واشنطن رسمياً جيشَ دولة أخرى على أنه جماعة إرهابية.
من المتوقع أن يتم الإعلان عن هذا الأمر يوم الإثنين
وأضاف المسؤولون أنه من المتوقع أن تعلن وزارة الخارجية الأمريكية هذا القرار يوم الإثنين.
ويحذر منتقدون من أن هذا القرار قد يجعل حكومات غير صديقة في الخارج تتخذ إجراءات مماثلة ضد مسؤولي القوات المسلحة والمخابرات الأمريكية.
لكن لا تعليق رسمياً أمريكياً على هذا الخطوة
وامتنعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن التعليق، وأحالت الأسئلة بخصوص هذا الأمر إلى وزارة الخارجية. كما امتنعت وزارة الخارجية والبيت الأبيض أيضاً عن التعليق.
ودافع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن هذا التغيير في السياسة الأمريكية، بوصفه جزءاً من موقف إدارة الرئيس دونالد ترامب المتشدد تجاه إيران.
وسيأتي هذا القرار قبل حلول ذكرى مرور عام على قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الدولي مع طهران، وإعادة فرض عقوبات أصابت الاقتصاد الإيراني بالشلل.
هذا القرار هو الأكبر ضد طهران بعد إدراج عشرات الكيانات والأشخاص في القائمة السوداء
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال أول من ذكر قرار الإدارة الأمريكية الخاص بتصنيف الحرس الثوري على أنه منظمة إرهابية.
وأدرجت الولايات المتحدة من قبل عشرات من الكيانات والأشخاص في قائمة سوداء، لانتمائهم لقوة الحرس الثوري الإيراني، ولكنها لم تدرج القوة نفسها.
وصنَّفت وزارة الخزانة الأمريكية في 2007 فيلقَ القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي يمثل وحدته المسؤولة عن العمليات في الخارج "لدعمه للإرهاب"، ووصفته بأنه "الذراع الرئيسية (لإيران) لتنفيذ سياستها بدعم الإرهابيين والجماعات المتمردة".
إيران حذَّرت في وقت سابق من هذه الخطوة متوعدة بـ "رد ساحق"
وحذَّرت إيران من ردٍّ "ساحق" إذا مضت الولايات المتحدة قُدما في هذا التصنيف، قائلة: إن "الحرس الثوري سيعتبر حينئذ الجيش الأمريكي مثل تنظيم الدولة الإسلامية في كل أنحاء العالم".
ومثل هذه التهديدات خطيرة بشكل خاص بالنسبة للقوات الأمريكية في مناطق مثل العراق، حيث تنتشر فصائل شيعية مسلحة موالية لإيران في أماكن قريبة جداً من القوات الأمريكية.
التصعيد الأمريكي قد يُعرِّض الجنود الأمريكيين للخطر
قالت ويندي شيرمان، وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية السابقة والمسؤولة الرئيسية في فريق التفاوض مع إيران، إن هذه الخطوة لها تبعات على القوات الأمريكية.
وأضافت: "تمت بالفعل معاقبة الحرس الثوري الإيراني بشكل كامل، وهذا التصعيد يعرض بالتأكيد جنودنا في المنطقة للخطر".
وأنشئ الحرس الثوري الإيراني بعد الثورة الإيرانية في 1979، لحماية نظام الملالي الشيعي الحاكم، ويعد أقوى تنظيم أمني في إيران. ويسيطر الحرس الثوري الإيراني على قطاعات كبيرة من الاقتصاد الإيراني، كما أنه يحظى بنفوذ كبير في النظام السياسي بإيران.
والحرس الثوري الإيراني مسؤول عن البرامج الإيرانية للصواريخ الباليستية والبرامج النووية. وحذَّرت طهران من أنها بحوزتها صواريخ يصل مداها إلى ألفي كيلومتر، مما يضع إسرائيل والقواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة في مرمى نيرانها.
ويملك الحرس الثوري الإيراني قوةً عسكريةً مؤلفة مما يقدر بنحو 125 ألف فرد مع وحدات من الجيش والبحرية والجوية، ويرفع تقاريره إلى الزعيم الأعلى أية الله علي خامنئي.
ولم يتضح التأثير الذي ربما ينتج عن قرار الولايات المتحدة بتصنيف الحرس الثوري الإيراني على أنه منظمة إرهابية على الأنشطة الأمريكية في الدول التي لها علاقات مع طهران، ومن بينها العراق.