إن الثقب الأسود هو مكان في الفضاء حيث تزداد الجاذبية وتسحب كل شيء بداخله، حتى أن الضوء ذاته لا يتمكن من النفاذ من خلاله؛ وفقاً لما نشره موقع وكالة NASA الأمريكية.
ما يؤدي إلى هذه الجاذبية الشديدة، هو انضغاط المادة بشكل كبير في مساحة صغيرة جداً. يحدث هذا أثناء موت نجم.
وبسبب عدم نفاذ الضوء من خلال الثقوب السوداء، لا يتمكن الناس من رؤيتها. إن الثقوب السوداء خفية.
تستطيع تلسكوبات بأدوات خاصة فقط أن تساعد في رصد الثقوب السوداء. كما تستطيع تلك الأدوات الخاصة أن ترصد كيف يختلف سلوك النجوم القريبة من الثقوب السوداء عن النجوم الأخرى.
ما هو حجم الثقوب السوداء؟
قد تكون الثقوب السوداء كبيرة أو صغيرة. يعتقد العلماء أن حجم أصغر ثقب أسود قد يصل إلى حجم ذرة واحدة. إن هذه الثقوب السوداء صغيرة للغاية في الحجم، ولكن لها كتلة جبل ضخم. والكتلة هي كمية المادة، أو "الحشوة"، داخل جسم ما.
ويوجد نوع آخر من الثقوب السوداء يسمى "النجمي". قد تصل كتلته حتى 20 ضعفاً لكتلة الشمس. قد يوجد الكثير جداً من الثقوب السوداء ذات الكتلة النجمية داخل مجرة الكرة الأرضية. وتسمى مجرة الأرض بمجرة "درب التبانة".
تسمى أكبر أنواع الثقوب السوداء بـ"الثقوب السوداء الفائقة". تمتلك هذه الثقوب السوداء كتلاً أكبر من مليون شمس مجتمعة سوياً.
وقد وجد العلماء دليل إثبات أن كل مجرة كبيرة تحتوي على ثقب أسود فائق في مركزها. يسمى الثقب الأسود الفائق الموجود بمركز مجرة درب التبانة بـ"الرامي أ". يملك "الرامي أ" كتلةً تعادل كتلة 4 ملايين شمس، ويناسب حجمُه كرةً ضخمة تستطيع احتواء عدة ملايين من الكرات الأرضية بداخلها.
كيف تتكون الثقوب السوداء؟
يعتقد العلماء أن أصغر الثقوب السوداء تكون عند نشأة الكون.
تتكون الثقوب السوداء النجمية عندما يسقط مركز نجم كبير جداً على نفسه، أو ينهار. وعندما يحدث هذا، فإنه يسبب ما يسمى بـ"المستعر الأعظم" أو سوبرنوفا. والمستعر الأعظم هو نجم متفجر، يفجّر جزءاً من النجم في الفضاء.
يعتقد العلماء أن الثقوب السوداء الفائقة قد تكونت بالتزامن مع المجرات التي تكون تلك الثقوب بداخلها.
إن كانت الثقوب السوداء "سوداء" حقاً، فكيف يعرف العلماء أنها موجودة بالفعل؟
لا يمكن أن تُرى الثقوب السوداء بسبب جاذبيتها القوية التي تسحب الضوء كله نحو مركزها. ولكن يتمكن العلماء من رصد تأثير الجاذبية القوية على النجوم والغازات المحيطة بالثقوب السوداء.
يتمكن العلماء من دراسة النجوم لمعرفة ما إذا كانت تحلق، أو تدور، حول ثقب أسود.
عندما يقترب ثقب أسود ونجم من بعضهما البعض، ينتج ضوء عالي الطاقة. هذا النوع من الضوء لا يمكن أن يُرى بالعين المجردة.
يستخدم العلماء أقماراً صناعية أو تلسكوبات في الفضاء لرصد الضوء عالي الطاقة.
هل من الممكن أن يدمر ثقبٌ أسود كوكبَ الأرض؟
لا تتجول الثقوب السوداء في الفضاء لتأكل النجوم والأقمار والكواكب. لن تسقط الأرض داخل ثقب أسود، لأنه لا يوجد ثقب أسود قريب بشكلٍ كافٍ من النظام الشمسي الذي تتبع له الأرض ليحدث هذا.
وحتى إن افترضنا وجود ثقب أسود بحجم الشمس، وحل محل الشمس، فلن تسقط الأرض بداخله، رغم ذلك. قد يحظى الثقب الأسود بجاذبية تماثل جاذبية الشمس.
لذا، فإن الأرض والكواكب الأخرى تدور حول ثقب أسود، بدورانها حول الشمس الآن.
لا يمكن أن تتحول الشمس إلى ثقب أسود. فالشمس ليست كبيرة بشكلٍ كافٍ لتتحول إلى ثقب أسود.
كيف تدرس NASA الثقوب السوداء؟
تستخدم NASA أقماراً صناعية وتلسكوبات ترتحل عبر الفضاء، لكي تعرف أكثر عن الثقوب السوداء.
تساعد هذه المركباتُ العلماءَ في الإجابة عن أسئلة تخص الكون.