قُتل خالد وهو يُصلي مع ابنيه في مسجد جادة دينز في مدينة كرايست تشيرش، أمس الجمعة 15 مارس/آذار، ويقول علي عقيل، المتحدث باسم منظمة التضامن السوري في نيوزيلندا، إنَّ أحد الولدين أُصيب، بينما الآخر في عداد المفقودين، وفقاً لما نشرته صحيفة Stuff النيوزيلندية.
وكان رجلٌ قد دخل إلى المسجد الواقع وسط مدينة كرايست تشيرش يوم الجمعة، وفتح النيران على المصلين المجتمعين فيه. ثم حدث إطلاقٌ آخر للنيران بمسجدٍ في لينوود. قُتل في الهجوم 49 شخصاً، وأُصيب العشرات.
زوجته مرتعبة من الحادثة
وقال عقيل إنه تحدث إلى زوجة خالد، التي كانت "مفجوعةً ومرتعبةً للغاية"، ولم ترد التحدث إلى الإعلام في الوقت الراهن.
وقالت لعقيل إنَّ زوجها مات، وإنَّ ابنها حمزة البالغ من العمر 16 عاماً مفقودٌ، وإنَّ ابنها الآخر زيد البالغ من العمر 13 عاماً ما زال في مستشفى كرايست تشيرش بعد عمليةٍ جراحيةٍ استمرت 6 ساعاتٍ أُجريت له الليلة الماضية. وكلا الشقيقين طالبٌ في مدرسة كشمير الثانوية.
وقال عقيل إنَّ زوجة خالد وابنته "مصدومتان تماماً، ومفجوعتان، ومرتعبتان".
هربوا من الحرب في سوريا وتم اغتيالهم في نيوزيلندا
نجت العائلة من "الفظائع" في سوريا، و"وصلت لملاذٍ آمنٍ لتُغتال فيه بأكثر الطرق فظاعةً. كانوا يبحثون فقط عن مكانٍ آمنٍ. للأسف، لم يعد يمكننا اعتبار نيوزيلندا مكاناً آمناً بعد الآن".
وتعد عائلة خالد مصطفى واحدةً من عدة عائلاتٍ من اللاجئين سقط منها ضحايا في الهجوم.
من جهةٍ أخرى قال آلان جايميسون، كبير قساوسة الكنيسة المعمدانية بجنوب غرب كرايست تشيرش، إنَّ الكنيسة قدمت الدعم لثلاثٍ من أسر اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط عبر برامج يرعاها المجتمع منذ وصولهم في يوليو/تموز. وقال إن أربعاً من أبناء تلك الأسر قتلوا في المسجد يوم الجمعة.
وأضاف أنَّ أسر اللاجئين أصبحوا أصدقاء للمجتمع وجزءاً منه، وأنَّ الكنيسة كانت تقدم لهم الدعم في أعقاب الهجوم الإرهابي.
ويرى عقيل أنَّه لا يجب التعامل مع الهجمات باعتبارها "حادثةً فردية".
وتابع: "لنكن صريحين: العنصرية والتعصب الأعمى في تزايدٍ منذ بعض الوقت، ونحن بحاجةٍ للاعتراف بوجود المشكلة كي نتمكن من حلها".
"على السلطات أن تعيد للناس الشعور بالأمان"
وقد أعرب عن امتنانه للعمل الذي قامت به قوات الشرطة وأجهزة الطوارئ التي وصلت لموقع الحادث وقطاع الصحة والحكومة في أعقاب الهجمات، ولدعم الرأي العام، مضيفاً: "لكن المهم الآن حاجتنا لفهم الأثر الذي ستتركه تلك الواقعة الفظيعة".
وتابع: "ظننا أنَّ ذلك لن يحدث أبداً، وحقيقة أنَّه حدث مرةً تعني أنَّ احتمالية تكراره تظل قائمةً".
وقال إنَّ السلطات تحتاج لأن تعيد للناس الشعور بالأمان.
وأضاف: "أنا لا أشعر بالأمان، وعائلتي لا تشعر بالأمان، زوجتي مرتعبةٌ من أن تُقلّ أبناءنا للمدرسة يوم الاثنين. كل مسلمٍ وكل مهاجرٍ ملونٍ في هذه البلاد لا يشعر بالأمان الآن".
وأضاف عقيل، مهندس البرمجيات، أنَّه لم يشهد حوادثَ عنصريةً في عمله، لكنَّ والده الذي يملك محلاً للبقالة في المنطقة التجارية المركزية في مدينة أوكلاند شهد تصاعد العنصرية "يوماً بيومٍ" منذ بدأ ترامب حملته الانتخابية للترشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.