قال مسؤولون وموظفون بالسفارة الأمريكية في الرياض إنه لم يجر إطلاعهم على تفاصيل زيارة صهر الرئيس الأمريكي وكبير مستشاريه، غاريد كوشنر، أو على الاجتماعات التي عقدها مع أعضاء في الديوان الملكي السعودي خلال الأسبوع الماضي، حسبما أفادت ثلاثة مصادر مطلعة على الزيارة.
ويسبب ذلك قلقاً ليس فقط في السفارة، بل أيضاً بين أعضاء الكونغرس، وفق موقع The Daily Beast الأمريكي.
اجتماع بالملك وولي العهد دون موظفي السفارة الأمريكية
في زيارته للشرق الأوسط، توقف غاريد كوشنر في الرياض. واجتمع خلال هذه الزيارة بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ووالده الملك سلمان بن عبد العزيز، لمناقشة سبل التعاون السعودي-الأمريكي، والصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، والاستثمار بالمنطقة، حسبما أوضح البيت الأبيض.
لكن لم يحضر الاجتماعات أي من أعضاء السفارة الأمريكية في الرياض، حسب المصادر نفسها.
في حين حضر الاجتماعات مسؤول بارز من وزارة الخارجية الأمريكية، لكنه لم يكن ضمن فريق الخارجية الموجود في السعودية.
وقال مصدر على اطّلاع مباشر بوجود المسؤول في الرياض، إنه عضو بارز بقسم داخل الوزارة يركز على الشأن الإيراني.
بينما قال مصدر في الكونغرس خلال حديثه إلى الموقع الأمريكي: "الديوان الملكي كان يتولى جدول الأعمال بالكامل"، مضيفاً أن مسؤولي السفارة الأمريكية في الرياض كانت لديهم فكرة عن مكان كوشنر خلال وجوده في السعودية. واستدرك: "لكن ذلك عادي، بسبب رحلاته الماضية".
زيارات كوشنر للمملكة
خاض كوشنر، الذي وثَّق علاقة شخصية مع ولي العهد، عدداً من الرحلات إلى السعودية خلال السنوات الكثيرة الماضية. ففي مناسبة سابقة، سافر إلى الخارج دون الإفصاح علناً عن رحلته.
ويسافر عادة إلى المنطقة مع مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات.
وعندما يسافر عضو في الإدارة الأمريكية إلى بلد آخر، تساعد السفارة غالباً في تنسيق الزيارة وتقديم نوع من الأمن.
غير أنه في هذه المرة، قدمت السفارة السعودية الأمن لكوشنر ومرافقيه، وفقاً للمصادر.
ولم يجر إطلاع السفارة على كثير من تفاصيل جدول أعمال كوشنر ومحادثاته مع المسؤولين السعوديين، حسبما أفاد شخصان مطلعَين على زيارته للبلاد.
البيت الأبيض ينفي
أحالت وزارة الخارجية موقع The Daily Beast إلى البيت الأبيض من أجل التعليق. وقال مسؤول بارز في الإدارة خلال حديثه إلى الموقع الأمريكي: "التقارير ليست صحيحة والمصادر مضللة"، مضيفاً أن السفارة في الرياض كانت مشارِكة في زيارة كوشنر واجتماعاته.
وقد أحبط الافتقار إلى معلومات عن زيارة كوشنر للسعودية أعضاء الكونغرس، من الديمقراطيين والجمهوريين على السواء، الذين أخبروا موقع The Daily Beast بأنهم يحاولون جاهدين معرفة مزيد من التفاصيل عن المحادثات التي دارت بين كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية والسعودية.
وقال المشرعون إنهم كانوا قلقين من أن السفارة لم تكن لديها معرفة حول ما نوقش بين كوشنر وبن سلمان والملك سلمان، مشيرين إلى التراجع الكبير في العلاقات بين البلدين في أعقاب اغتيال جمال خاشقجي.
ويعبر المشرعون عن اهتمام خاص بمعرفة تحديثات ما يدور بين الولايات المتحدة والسعودية فيما يتعلق باتفاق نووي محتمل.
وقد أفاد موقع The Daily Beast في الأسبوع الماضي، بأن إدارة ترامب لا تزال تعمل جاهدة من أجل إتمام صفقة لإرسال تكنولوجيا نووية إلى السعودية، وأن شركات الطاقة الأمريكية ما زالت تأمل الاستفادة من جهود الرياض من أجل تنويع مصادر الطاقة.
بينما قال المسؤولون والموظفون الفنيون في الإدارة الأمريكية إنهم مهتمون بالارتباط المحتمل بين الجهود التي تبذلها الشركات الأمريكية للعمل مع السعودية بمجال الطاقة النووية، والمناقشات الهادئة المستمرة بين كبار المسؤولين الأمريكيين والرياض حول التوصل إلى صفقة ما.