أثار ممثلو حزب "الرابطة" اليميني المتطرف في جنوب إيطاليا موجة غضب بعدما صنع منشوراً يتجلى فيه التحيز الجنسي؛ بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة.
حسب صحيفة The Guardian البريطانية كان المقصود أن يكون هذا المنشور تكريماً للسيدات، لكنه يستهدف بدلاً من ذلك الأشخاص الذين "يهينون كرامة المرأة" بإعاقة "دورها الطبيعي" في "دعم الحياة والأسرة".
ويحوي المنشور قائمة من 6 طرق يقول إنَّ الدور الطبيعي للمرأة تأثر سلبياً من خلالها، من بينها: "من يطالبون بحرية الإرادة التي تسفر عن سلوكيات كريهة ضد الرجال"، أو من يدعمون القوانين التي تسمح بأن يعلن زوجان من نفس الجنس نفسيهما والدَي طفل في بعض الوثائق الرسمية.
ويُختَّتم المنشور برسالة تقول إنَّ النساء تقع على عاتقهن "أداء مهمة اجتماعية كبيرة في ما يتعلق ببقاء أمتنا".
من جانبهم، قال أعضاء من الحزب الديمقراطي المعارض، المنتمي لتيار يسار الوسط، إنَّ المنشور "يستهدف العودة بالنساء إلى العصور الوسطى".
ومن المُتوقَّع توزيع المنشور في منصة احتفال يقيمه حزب الرابطة في مدينة كروتوني بإقليم كالابريا، جنوب إيطاليا، اليوم الجمعة 8 مارس/آذار؛ تزامناً مع الاحتفال بإنجازات النساء في أنحاء العالم.
في تصريح لصحيفة The Guardian البريطانية، قال سكرتير حزب الرابطة في كروتوني، جيانكارلو تشيريلي، إنَّ الهدف من المنشور كان تشجيع "الدور الاجتماعي العظيم للنساء"، وإنَّ رسالته أسيء ترجمتها، مضيفاً: "غير مصرح لي بأن أقول أكثر من هذا".
إذ مُنِع تشيريلي من التحدث إلى الإعلام، عقب ردود الفعل الغاضبة من السيدات الوزيرات في "حركة خمس نجوم"، شريك حزب الرابطة في الائتلاف الحكومي.
إذ أصدرت وزيرات إيطاليا للصحة جوليا جريللو، والدفاع إليزابيتا ترينتا، وشؤون الجنوب باربارا ليزي، بياناً مشتركاً قلن فيه: "هذا المنشور يعيدنا للوراء لسنوات".
وأضفن: "بوصفنا سيدات في هذه الحكومة، نُعرِب عن بالغ قلقنا. ونحن على أمل وثقة في أنَّ قادة حزب الرابطة سيعلنون موقفهم الرافض لهذا في أقرب وقت ممكن".
من جانبه، أبدى ماتيو سالفيني، رئيس الوزراء الإيطالي ورئيس حزب الرابطة، تحفظه على المنشور، قائلاً إنه لا يدعم محتواه. وأضاف: "أسعى من أجل المساواة في الكرامة بين الرجال والنساء والآباء والأمهات".
يُذكَّر أنَّ أحد ممثلي حزب الرابطة في المجلس المحلي لإقليم أومبريا فُصِل من الحزب فبراير/شباط الماضي؛ لأنه قال للمغنية إيما مارون إنه من الأفضل لها "فتح ساقيها لكسب المال"، بعد أن دعت لفتح الموانئ الإيطالية أمام المهاجرين.
