نقلت صحيفة The Guardian البريطانية، عن قائدٍ بقوات التحالف قوله إن مقاتلي تنظيم الدولة "داعش"، أطلقوا النار على من حاول من ذويهم الفرار من معقلهم المحاصر في سوريا، وأصابوا بعضهم، فيما تتابع القوات الكردية تضييق الخناق على مَن تبقى من المتطرفين.
ويقول القادة الأكراد إن معركة استعادة آخر الأراضي تدخل أيامها الأخيرة، إذ ربما لم يتبق إلا بضع مئاتٍ من المتطرفين المتمركزين في خنادق وسط قرية باغوز الصغيرة الواقعة على ضفاف نهر الفرات.
وقال مسؤولٌ عسكريٌ بالتحالف إن داعش أطلق النار على زوجات المقاتلين فيما كنَّ يحاولن الفرار الأربعاء 13 فبراير/شباط 2019.
وقال اللواء البريطاني كريستوفر جيكا إن أولئك "اللاتي رُصدن هن زوجات مقاتلي داعش، وقد أصيبت بعضهن بطلقاتٍ ناريةٍ أثناء هربهن من قوات التنظيم".
التحالف: مقاتلو داعش يُطلقون النار على ذويهم
فيما أوضح مصطفى بالي، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، إن مئات النساء والأطفال قد فروا من المعقل في الأيام القليلة الماضية. وإنه يبدو أن المقاتلين المتبقين من نخبة التنظيم الذين يملكون الخبرة ويقاتلون "بضراوةٍ".
وقال بالي كذلك إنهم لا يملكون خياراً، فإما أن يستسلموا أو يموتوا.
من جهته، عدنان عفرين، قائد قوات سوريا الديمقراطية في باغوز، قال إن العائلات الفارة كانت تُعقِّد تقدم قواتهم، ما يعني أنه لا يمكنه تقدير الوقت اللازم لتحرير المدينة.
وأضاف: "هناك صعوباتٌ أخرى نواجهها، مثل الأنفاق، والعبوات الناسفة، والسيارات المفخخة، والقنابل التي تبطئ من تقدُّم قواتنا".
وتابع: "الآن يبدو أسفل القرية مثل جحر الأرنب؛ إذ توجد شبكةٌ من الأنفاق يستخدمها الإرهابيون، وتحتاج قواتنا لتأمين الأنفاق بتؤدةٍ لتجنب الهجمات المضادة والمتفجرات".
ويمثل المقاتلون الأجانب والعائلات نسبةً كبيرةً من بين أولئك الذين يفرون من باغوز.
وكانت القرية نقطة تجمعٍ للمتطرفين الذين فروا من قرى ومدنٍ أخرى على امتداد سوريا والعراق، ويُعتقد أنها آخر معقلٍ للمتطرفين الذين خاضوا العديد من الاشتباكات في كلا البلدين.
وقال جياكر آمد، القيادي بقوات سوريا الديمقراطية، إن عدداً من مقاتلي داعش قد استسلموا كذلك ليلة الأربعاء 13 فبراير/شباط، وعلى الأرجح يختبئ الباقون في شبكة الأنفاق التي حمتهم من القصف الكثيف الذي دام أسبوعاً كاملاً.
فيما أكد جمعة حمدي حمدان، البالغ من العمر 53 عاماً، والذي كان من أنصار التنظيم حتى شهرٍ مضى، إنهم حاولوا منعه وعائلته من الفرار، قبل أن ينجح في ذلك السبت الماضي 9 فبراير/شباط 2019.
وقال: "قالوا لي إن الأكراد سيهينون نساءنا، وإن الرجال سيفتشوهن. قالوا إننا نسير نحو فكوك الذئاب. كانوا يرهبون الناس، واضطررنا للهرب. كان الأمر خطيراً للغاية".
"لم يتبقَّ شيءٌ في باغوز" : المعركة الأخيرة لداعش وصلت لنهايتها لكن أخطر عناصر التنظيم لن يستسلموا
وكان من بين الفارين من القرية خلال الأسبوع روسٌ، وعائلاتٌ من وسط آسيا، وأوكرانيون، وكنديون، ما يؤكد عالمية نطاق المنظمة.
وقد نزل الآلاف من أعضاء العائلات الآخرين في مخيم الهول القريب، حيث تقوم الأمهات برعاية أبنائهن المولودين لآباءٍ من مقاتلي التنظيم، بينما يتجادل المجتمع الدولي حول ما يجدر اتخاذه تجاههم من إجراءاتٍ.
وينزل المقاتلون الأجانب في مخيمٍ منفصلٍ، ومن المفهوم أن أولئك الذين استسلموا في قرية باغوز سيلحقون بهم شمالي شرق البلاد، حيث يُحتجز مئات المتطرفين الأجانب.
وتعتقد القوات الكردية أنها ستتمكن من إعلان انتصارها في باغوز نهاية هذا الأسبوع، وقد خططت لاحتفالٍ واسع النطاق بتلك المناسبة.
من المفهوم كذلك أن الإدارة الأمريكية تستعد لإعلان انتصارٍ آخر يمكن أن يكون إيذاناً ببدء مرحلةٍ أخرى من الانسحاب الأمريكي من سوريا، الذي أعلنه دونالد ترامب في ديسمبر/كانون الأول الماضي 2018.