لماذا ستعقد قمة كيم وترامب في فيتنام؟ مفارقة تاريخية ثرية بسخرية الأقدار

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/09 الساعة 16:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/09 الساعة 16:51 بتوقيت غرينتش

يُمثِّل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن عقد قمته الثانية مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في العاصمة الفيتنامية هانوي مفارقة تاريخية ثرية بسخرية الأقدار، إذ ربما يتحوَّل موقع أكبر مستنقع للولايات المتحدة الأمريكية في الحرب الباردة إلى مكان تخطط أمريكا فيه لإنهاء النزاع الأطول أمداً في هذا العصر أخيراً.

يخبر اختيار دولة فيتنام الواقعة في جنوب شرق آسيا لتكون مكان عقد الاجتماع المقرر في يومي 27 و28 فبراير/شباط الكثير عن مدى تغيُّر العالم في العقود الأخيرة. يمكن أن تُوفِّر رحلة تحوُّل فيتنام من دولة عدوة لأمريكا إلى شريك أمني ناشئ خارطة طريق لكيم من أجل صنع السلام مع أعتى قوة عظمى في العالم.

  1. لماذا فيتنام؟

ستتمثّل الإجابة في الثقة بالنسبة للمبتدئين. يملك كلٌ من ترامب وكيم، الذي دخل نظامه في سلسلة من الأعمال العدائية مع الولايات المتحدة منذ 70 عاماً تقريباً، مطالب أمنية مكثفة. كانت فيتنام تبني روابط عسكرية مع الولايات المتحدة لموازنة قوة الصين المتصاعدة. وتُعد فيتنام، مثل سنغافورة التي استضافت قمة ترامب-كيم الأولى في شهر يونيو/حزيران، واحدة من بين 48 دولة لديها سفارة كورية شمالية على أراضيها. وعلاوة على ذلك، قد يصل كيم، الذي يتعين عليه الاعتماد على طائرات مُقرَضة من الصين وطائرات ركاب روسية الصنع، إلى الدولة الشيوعية عن طريق التحليق فوق أرض صديقة.

  1. أين سيجتمعان بالضبط؟

أعلن ترامب في تغريدة على موقع تويتر أنَّ القمة الثانية ستعقد في مدينة هانوي، التي تقع على مسافة حوالي 4 ساعات طيران مباشر من بيونغ يانغ.

وكانت صحيفة Munhwa Ilbo الكورية الجنوبية قد طرحت اسم العاصمة الفيتنامية في يناير/كانون الثاني باعتبارها مدينة مضيفه مرشحة بقوة. وفي حين توفّر هانوي إمكانية الوصول إلى الخدمات، لديها أيضاً شوارع مزدحمة تتنافس فيها السيارات الفاخرة مع الدراجات النارية من أجل الحصول على مساحة للتحرُّك. وكانت محادثات رفيعة المستوى قد ناقشت في السابق خيار عقد القمة في مدينة دانانغ الساحلية، التي تعتبر ميناءً رئيسياً في وسط فيتنام. توفِّر دانانغ -حيث هبطت قوات مشاة البحرية الأمريكية لأول مرة في عام 1965- شواطئ رملية ومناظر طبيعية خلاَّبة ومطاراً خدم في يوم من الأيام بمثابة قاعدة جوية أمريكية كبرى.

  1. كيف استطاعت الولايات المتحدة وفيتنام المضي قدماً نحو الوصول إلى علاقات جيدة؟

رفع الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون الحظر التجاري الأمريكي المفروض على فيتنام في عام 1994 وبدأ تطبيع العلاقات. وتُعد الولايات المتحدة حالياً ثالث أكبر شريك تجاري لفيتنام -بعد الصين وكوريا الجنوبية- وتتمتَّع الدولتان بعلاقات أمنية متقاربة وسمح لحاملة طائرات أمريكية بزيارة دانانغ في شهر مارس/آذار. ولعل أحد الأسباب الرئيسية في حدوث ذلك كان الرغبة في التحوّط ضد بكين، التي تحوَّلت نزاعاتها مع هانوي إلى نزاعات دموية على مر السنين. قد يكون هذا التطور مفيداً إذا قام كيم بتأمين إعلان سلام للإنهاء رسمياً الحرب الكورية التي بدأت بين عامي 1950-1953 في قمته مع ترامب.

  1. ما مدى قرب العلاقات بين كوريا الشمالية وفيتنام؟

ليست علاقات وثيقة للغاية. رغم جذورهما الماركسية المشتركة، توتَّرت العلاقات بين البلدين مع تفكّك الكتلة الشيوعية قرب نهاية الحرب الباردة. وسيكون كيم أول زعيم كوري شمالي يزور فيتنام منذ أن قام جده برحلة هناك عام 1964. وبذل الجانبان جهوداً في الآونة الأخيرة لتوسيع العلاقات، إذ أذاعت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية تقارير بشأن أكثر من 35 تبادلاً تجارياً مع فيتنام، من بينها خطابات ومكالمات هاتفية، بالإضافة إلى تبادلات مدنية في العام الماضي. وأفادت التقارير أنَّ ذلك تضمَّن اعتذاراً كورياً شمالياً غير رسمي عن إقحام امرأة فيتنامية في عملية اغتيال الأخ غير الشقيق لكيم في عام 2017.

  1. ماذا تستفيد فيتنام من الاستضافة؟

ستساهم استضافة فيتنام لقمة ترامب-كيم في تسليط ضوء دولي على أحد أسرع الاقتصادات نمواً في العالم. جذبت قمة ترامب-كيم الأولى حوالي 3000 صحفي إلى زيارة سنغافورة، ممَّا عزَّز صناعة الضيافة لديها وحشدت تغطية إعلامية ضخمة.

  1. ما مدى استعداد فيتنام؟

 رغم افتقار فيتنام إلى سمعة سنغافورة فيما يتعلق بالكفاءة، فقد استضافت بنجاح فعاليات منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ عام 2017 في دانانغ، والذي حضره ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واستضافت هانوي أيضاً المنتدى الاقتصادي العالمي الإقليمي العام الماضي. ينبغي للحزب الشيوعي الحاكم في فيتنام أن يكون قادراً على الحفاظ على حالة أمنية مُشدَّدة وإبقاء الحضور والمتفرجين المحتملين بعيداً عن ترامب وكيم. وقالت وزارة الخارجية الفيتنامية إنَّها ستعمل على "ضمان نجاح" الاجتماع ودعم "الحوار للحفاظ على السلام والأمن والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية".

تحميل المزيد