اعتبر الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، أن مسألة "التنظيم السري" لـ "النهضة"، مجرد قصة "افتعلتها غرفة عمليات أجنبية لتصفية الحركة والإسلام السياسي" في البلاد.
ونهاية العام الماضي، قالت لجنة الدفاع عن القيادييْن اليسارييْن المغتاليْن في 2013، شكري بلعيد ومحمد البراهمي، إن حركة "النهضة" تمتلك "جهازاً عسكرياً سرياً متورطاً بالاغتيالات وتصفية الخصوم"، وهو ما نفته الحركة بشدة.
وقال المرزوقي، في مقابلة أجراها مع إذاعة "الديوان إف إم" المحلية، الأحد 27 يناير/كانون الثاني 2019، إن "قضية التنظيم السري لحركة النهضة (إسلامية/ تمتلك 68 مقعداً بالبرلمان من إجمالي 217 مقعداً) مجرد هراء ولا أساس لها من الصحة".
تمساح بدأ يلتهم حركة "النهضة"
وأضاف أن "غرفة عمليات أجنبية تريد التخلص من النهضة والإسلام السياسي، وافتعلت وجود تنظيم سري للحركة بعد الثورة؛ بهدف تخويفها والإطاحة بها في الانتخابات المقبلة" المقررة نهاية العام الجاري، دون أن يوضح مصدر معلوماته في هذا الصدد.
وشدّد على أن "المؤيدات (الدلائل) التي تعرضها لجنة الدفاع عن بلعيد والبراهمي (حول وجود التنظيم السري) مصطنعة".
وأوضح المرزوقي: "هذا ما تحدثت عنه من وجود تمساح بدأ يلتهم" حركة "النهضة"، و "التمساح هو المنظومة التي تعمل بتعليمات رجال أعمال فاسدين، وقوى دولية استراتيجيتها عصر (الضغط عليها) النهضة لتقدم تنازلات ثم تتخلص منها في النهاية".
وفي وقت سابق الأحد، دعا المرزوقي، خلال مؤتمر شعبي بمدينة صفاقس (جنوب)، حركة "النهضة" إلى التوافق معه، وإنهاء توافقها القديم مع حزب "نداء تونس"، استعداداً للانتخابات العامة المقبلة، ناصحاً الحركة بالسير معه ليأكلا معاً "التمساح" قبل أن يأكلهما.
دولتان عربيتان تعملان في تونس
وفي مقابلته مع إذاعة "الديوان إف إم"، اتهم المرزوقي الإمارات والسعودية بأنهما "جزء من أخطبوط يعمل على إعادة المنظومة القديمة (أنصار نظام الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي) للحكم، وهو الاتهام الذي سبق أن نفاه البلدان.
يذكر أن السعودية تستضيف الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي منذ أن فر إليها في 2011 إثر ثورة شعبية أطاحت به.
وفي سياق متصل، انتقد المرزوقي اليساريين في تونس، معتبراً أنهم "حاقدون على الإسلاميين".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عبّرت حركة "النهضة"، في بيان، عن "استغرابها مما تم نشره على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية التونسية، من تهجّمات تجاهها (بخصوص التنظيم السري) وصفتها بالباطلة"، وذلك إثر لقاء الرئيس الباجي قايد السبسي، حينها، بوفد من هيئة الدفاع في قضية اغتيال السياسيّيْن شكري بلعيد ومحمد البراهمي.