"9 آلاف امرأة و20 ألف طفل مهددون بالوقوع في أيدي قوات الأسد"، بهذه الكلمات أطلق مؤيدو تنظيم القاعدة حملة جمع تبرعات لتحرير نساء وأطفال مقاتلي تنظيم داعش على تطبيق تليغرام (Telegram).
ويزعم القائمون على الحملة في رسالة وصفوها بأنها "بالغة الأهمية"، أن قوات سوريا الديمقراطية تعتزم تسليم مَن وصفوهم بـ "شقيقاتنا المسلمات المحتجزات اللواتي كن في مناطق داعش وأطفالهن إلى الحكومة السورية".
التحالف الدولي لمحاربة داعش في سوريا ارتكب جريمة في حق أطفال و نساء من أسر داعش.. لم نسمع همس أو أشرت بنان على جرائم ترتكبها دول تدعي حماية حقوق الإنسان. فهل تستطيعون الهمس أم أنتم مسلطين فقط على جرائم العالم الثالث أو أعترفوا بأن جنسية الجاني فوق القيم والمبادى و الضحية كذلك
— حمزه المجبري (@discreet1981h) November 20, 2018
ويسمونها حملة فكاك العاني لجذب تعاطف المتدينين
وبدأت قناة Telegram المخصصة من أجل حملة جمع تبرعات لتحرير نساء وأطفال مقاتلي تنظيم داعش التي سميت حملة فكاك العاني، في 6 يناير/كانون الثاني 2018.
وجاء مسمى الحملة من عبارة "فكوا العاني" التي وردت في السنة النبويّة، وأخرجه البخاري في صحيحه، وأصبح المصطلح منتشراً بين الجهاديين لنشر التعاطف مع المعتقلين والمقبوض عليهم لدى السلطات الأمنية في بلادهم.
ويبدو أن الحملة تحاول نقل هذا التعاطف إلى الأسرى الموجودين لدى أكراد شمالي سوريا، وخاصة النساء والأطفال.
وقالت الحملة إن ما مجموعه 7 آلاف امرأة سورية وألفا امرأة أجنبية أخرى يقعون حالياً في سجون قوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة إلى 20 ألفاً ومائتي طفل.
قصص سجون الداخلية لاتصدقhttp://t.co/1VR8VYE0Op
قال العلوان
لايحل لأهل القدرة من المسلمين التخلف عن فكاك الأسرى#حملة_فكوا_العاني— بنت الجنوب (@bntaljnoooob) June 8, 2014
لماذا أطلقت القاعدة حملة جمع تبرعات لتحرير نساء وأطفال مقاتلي تنظيم داعش رغم العداء بينهما؟
اللافت في الحملة أن القائمين عليها أشاروا إلى أنه رغم العداء بين داعش والقاعدة التي يناصرونها، إلا أنهم يعتبرون أن مهمتهم تقضي بمنع تسليم هؤلاء النساء والأطفال للنظام السوري بعد أن تخلى عنهم تنظيم الدولة.
وظهرت حملة جمع تبرعات لتحرير نساء وأطفال مقاتلي تنظيم داعش، في وقت سابق من هذا الشهر يناير/كانون الثاني 2019، عندما قام جهادي على الإنترنت، بإرسال نداء من أجل التبرع من قناة على تطبيق المراسلة Telegram للحملة التي تقول إنها تسعى إلى تحرير النساء السوريات والأجنبيات مع أطفالهن.
ونشر شخص يسمي نفسه شبل العقيدة، في 6 يناير/كانون الثاني 2019، تعليقات تؤيد الحملة، مؤكداً أنه على الرغم من عدائه وآخرين تجاه داعش باعتباره خصم تنظيم القاعدة، فإنه يجب ألا يُسمح بتسليم المرأة المسلمة إلى الحكومة السورية، لأنه يقول إنها تواجه سوء المعاملة، حسب قوله.
تجدر الإشارة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية قد دعت في السابق حكومات العديد من الدول لاستعادة مواطنيها المتهمين بأنهم أعضاء في تنظيم "داعش".
كيف يحررون نساء داعش؟ طريقتان كلاهما تحتاجان لكثير من الأموال
ويبدو أن أولئك الذين يسعون لتحرير نساء وأطفال داعش يعملون على أساس فردي، ويحاولون تحرير النساء باستخدام طريقتين، حسبما تشير الحملة.
الطريقة الأولى تتضمن في البداية دفع مقابل مادي لإطلاق مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية الذين تحتجزهم فصائل الجيش السوري الحر المعارض.
ثم يتم تبادل هؤلاء الجنود الذين أُطلق سراحهم مع بعض نساء وأطفال داعش المحتجزين لدى الأكراد.
أما الطريقة الثانية فهي أن يدفعوا أموالاً لضباط قوات الدفاع الذاتي الكردية مباشرة، مقابل تحرير بعض النساء مع أطفالهن.
وهذه قيمة الأموال التي تُدفع لإطلاق النساء والأطفال
وتقول الحملة إن العديد من معسكرات الاعتقال التابعة لقوات الدفاع الذاتي تتقاضى مبالغ مختلفة، تتراوح بين 6 آلاف و10 آلاف دولار للإفراج عن بعض الأسرى.
ويفترض أن هذه المبالغ مقابل إطلاق امرأة واحدة وأطفالها.
وتتهم الحملة داعش بالتخلي عن نساء مقاتليه، فيما تتيح تلقي التبرعات عبر قناة Telegram.
ويقول منشور في القناة إن المتطوعين بصدد التفاوض على إطلاق سراح بعض النساء، ويحتاجون إلى 7000 دولار على وجه السرعة لإتمام الصفقة.
وتؤشّر بعض المنشورات إلى أن الحملة حقيقية، وما يؤكد ذلك أن المبادرة فشلت حتى الآن في جذب تبرعات كبيرة، حسبما ورد في التقرير.