تحت شعار "التعليم من خلال الترفيه" أسست مجموعة من الشباب شركة ناشئة بهدف صناعة ألعاب فيديو تفاعلية تهدف إلى نشر قيم ثقافية مصرية من خلال تناول قضايا اجتماعية، مثل ختان الإناث، لزيادة الوعي بين الشباب. وأبدع المطورون حتى الآن ما يزيد على سبعة ألعاب لا يزال معظمها في مراحلها الأولية.
وكاستلنج ستوديوز أسستها مجموعة تضم ثمانية شباب من دارسي تطوير الألعاب في معهد لتكنولوجيا المعلومات بالقاهرة، وحققت نجاحاً مبكراً بعد أن التقطته شركة "جيم فاوندرز" لتسريع الأعمال في ماليزيا، والتي تلتقط كل عام عشر فرق تتلقى تدريباً على أيدي شخصيات بارزة في عالم الألعاب.
لعبة لتهيئة الشباب لسوق العمل
ريهام إبراهيم، أحد مطوري الألعاب بشركة كاستلنج ستوديوز، أوضحت في تصريح خاص لـ"عربي بوست" ما تقوم عليه الشركة:
"إحنا بنقدم ألعاب ترفيهية وهادفة، فإحنا شغلنا دلوقتي على لعبة، فهمّا كانوا مقدمين مسابقة لمدة 3 ايام، وإحنا كسبنا فيها. إحنا عملنا لعبة اسمها "وظفني شكراً" بتؤهل العمل لسوق العمل للعمال وتساعدهم. بتعلّمهم يعملوا ايه ويتعاملوا مع أصحابهم إزاي، اللبس اللي بيروحوا بيه، وبتحاول تزيد الوعي عند الناس اللي ممكن تكون ما كملتش تعليمها أو ما دخلتش المجال اللي يخليها تبقى عارفة تعمل إيه قبل ما تنزل الشغل. فاللعبة بتتكلم عن واحد أو واحدة قبل ما ينزلوا الشغل المفروض يعملوا إيه".
وفاز فريق الشركة في فعاليات "هاكاثون للألعاب الجادة" الذي أقيم في سبتمبر 2018، في معهد تكنولوجيا المعلومات بتصميمه لواحدة من أفضل الألعاب الجادة تحت عنوان "وظفني شكراً" للمساهمة في إعداد العمالة الفنية لسوق العمل طبقاً لبعض الإرشادات المعدة مسبقاً.
وتشمل اللعبة عدة تدريبات على مهارات مثل القدرة على اتخاذ القرار وإدارة الوقت، بالإضافة إلى توافر العديد من الألعاب البسيطة لإضفاء روح المرح بجانب التعلم أثناء اللعب. يتمحور مفهوم اللعبة حول تشجيع اللاعبين على مراجعة خياراتهم والتفكير بعناية فيها قبل اتخاذ القرار النهائي، كما تهدف اللعبة إلى تمكين العمال بالمجالات الفنية والباحثين عن عمل من معرفة ما هو ضروري للقيام به عند تعلق الأمر بالإعداد للمقابلات الشخصية للحصول على وظيفة، وترك انطباعات إيجابية عند أصحاب العمل وكذلك العملاء.
ويقول أحمد هشام، مطور الألعاب وشريك مؤسس بشركة كاستلنج ستوديوز: "تم تقديم هذا الابتكار كحل مبتكر من الحلول التي تم طرحها في فعاليات "هاكاثون الألعاب" والذي هدف إلى إطلاق الإبداع لدى المشاركين من خلال السماح لهم بتطوير لعبة جادة ومسلية، استناداً على بعض الإرشادات المعدة مسبقاً للمساهمة في تمكين وإعداد العمالة الفنية لسوق العمل.
وتابع هشام: "نحاول نقدم حاجة جديدة لأن عادة الغرب لما بييجي يعمل ألعاب، حتى لو على الشرق الأوسط أو على الثقافة المصرية أو أياً كان، بيعملها بمنظورهم هم لينا. إنما لما إحنا بنعملها إحنا عارفين الحاجات دي لأن فيه حاجات إحنا عشناها، فيه حاجات إحنا بنشوفها على طول وبنشوفها على طول، والحاجات الغلط كمان اللي بتتعمل، فإحنا عارفين إيه الصح".
تسلية وثقافة في آنٍ واحد
وأوضح أدهم ربيع، شريك مؤسس بالشركة، في تصريح لـ"عربي بوست" أن الألعاب تهدف إلى زيادة الوعي بشأن قضايا اجتماعية محلية مثل ختان الإناث والبطالة، ومنها لعبة "براءة" والتي طوروها بالتعاون مع الأمم المتحدة، وتستهدف الفتيات الصغيرات في القرى.
وهدف "براءة" هو زيادة الوعي المناهض لختان الإناث حيث يساعد اللاعب فتاة صغيرة على الهرب من مستشفى وتحطيم الأسوار التي تمثل المفاهيم الخاطئة للمجتمع.
وتستهدف اللعبة الأطفال من 8 سنوات لتأكيد أضرار الختان وتشويه الأعضاء التناسلية، عن طريق تلك اللعبة التي تؤكد خطورة الختان على الفتيات، وتجميع الحقائق حول تشويه الأعضاء التناسلية، من خلال نقاط يحققها الطفل عند الفوز والانتقال لمرحلة أخرى في تلك اللعبة.
وتقوم اللعبة على رفض كل أشكال العنف واتخاذ الإقناع أسلوباً للحوار، وليس بالقانون فقط، وتدعيم الأطفال بالمعلومة من خلال أشكال ورسومات، وفتح خطوط الاتصالات أمام الأطفال لطلب النجدة في حال إصرار آبائهم على تلك العملية.
وأضاف: "سوف تتاح هذه الألعاب مجاناً وسوف تستهدف منصات الهواتف المحمولة بشكل أساسي"
خطوات أولى نحو النجاح
وعن الصعوبات التي تواجه الفريق الناشئ، قالت نهى المسيري الشريكة المؤسسة للشركة في تصريح لـ"عربي بوست": "أصعب حاجة إننا نعمل لعبة مسلية وممتعة والناس لما يشوفوها يبقوا مبهورين جداً إن فيه أصلاً لعبة بتتعمل على المواضيع دي، وفي نفس الوقت يبقي فيه متعه في اللعب".
وفاز الفريق بعدة جوائز عالمية في مجال تطوير الألعاب ومنها جائزة تابعة لشركة Microsoftحصل فيها الفريق على المركز الثاني والثالث والرابع في عدة ألعاب.
ووفقاً للإحصائيات العالمية فإن حجم الأرباح في سوق ألعاب الفيديو يتخطى المائة مليار دولار، رغم ذلك يعد الشرق الأوسط أقل الأقاليم إنتاجاً لتلك الصناعة.
وتضيف المسيري عن قلة إنتاج الشرق الأوسط في هذا المجال: "هدفنا نكون أحسن شركة في الشرق الأوسط في مجال تطوير الألعاب، ونقدر ننافس بيها شركات عالمية كبرى، وفعلاً بدأنا خطوات حقيقية في الطريق".