كشف مسؤولون من مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، أنَّ وزارة الخارجية الأميركية منحت الإذن بالسفر إلى الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء 18 ديسمبر/كانون الأول، لأمٍّ يمنية يرقد طفلها الذي يبلغ من العمر عامين في حالة حرجة في العناية المركزة، بأحد مستشفيات مدينة أوكلاند في ولاية كاليفورنيا.
وقال باسم القرة، المدير التنفيذي لفرع المجلس في وادي ساكرامنتو، لشبكة CNN الأميركية، إنَّ شيماء صويلح ستسافر على متن أول طائرة متاحة من مصر. وقد تستغرق أقصر رحلة طيران بأقل عدد مرات توقف حتى سان فرانسيسكو، 20 ساعة أو أكثر.
وأوضح أنَّ الأموال التي جُمِعَت من التبرعات ستتكفل بمصاريف الطيران وجنازة الطفل أيضاً.
والده ناشد السلطات الأميركية
وجاءت هذه الأخبار بعد وقت قصير من ظهور علي حسن، والد الطفل، على شبكة CNN الأميركية وهو يستجدي مسؤولي القنصلية للإسراع في إجراءات منح زوجته تأشيرة الدخول، حتى تتمكن من رؤية ابنها للمرة الأخيرة.
ويحمل حسن، البالغ من العمر 22 عاماً، وابنه عبدالله الجنسية الأميركية، على عكس شيماء التي تعيش حالياً في مصر. ولأنها مواطنة يمنية فقد مُنِعَت من السفر إلى الولايات المتحدة، بموجب حظر السفر الذي أصدره البيت الأبيض ضد مواطني عدد من الدول المسلمة.
وقال القرة إنَّ شيماء ستسافر إلى الولايات المتحدة، بعد أن حصلت على استثناءٍ من الحظر، بتأشيرة I-130 التي تسمح بدخول أقرباء الدرجة الأولى للمواطنين الأميركيين. وأضاف أنَّ حسن تحدث إليها في محادثة فيديو، بعد أن غادرت السفارة الأميركية في القاهرة استعداداً لرحلتها.
وأضاف القرة: "للأسف، حتى هذا النصر ما زال يحمل في طياته خسارة، لكن على الأقل ستأتي (شيماء) وستكون قادرة على رثاء ابنها بكرامة، ورؤيته وهو يُدفَن، وستطوي صفحة كل هذا الألم".
وتابع: "نتمنى فقط أن تتمكن من الوصول في الوقت المناسب وترى ابنها في ساعاته الأخيرة".
وقبل ساعاتٍ من بث شبكة CNN خبر منح شيماء التأشيرة، قال حسن: "لأكن صادقاً، الوقت ينفد من بين أيدينا… كل ما تتمناه هو رؤية ابنها، وهذا كل ما في الأمر، نريد أن نكون معاً".
وكتب حسن التماساً إلى الرئيس دونالد ترامب، قال فيه: "يُفترَض أن تبقى جميع العائلات معاً. والآن في ظل وضع ابني الصحي هو يواجه الموت. وأنا على وشك فقدان ولدي، هذا صعب عليَّ حقاً، وصعب على أمي وعائلتي وزوجتي أيضاً، الأمر حقاً غاية في الصعوبة".
آخر مرة رأته أمه
ويعاني عبدالله، الذي كان عيد ميلاده، يوم السبت الماضي، 15 ديسمبر/كانون الأول، من مرض جيني في المخ، واصطحبه والده بالطائرة إلى الولايات المتحدة ليتلقى العلاج يوم 1 أكتوبر/تشرين الأول. وكانت هذه هي آخر مرة رأته فيها أمه.
وقال والده إنَّ الأطباء أخبروه أنَّ المرضى ممن هم في حالة ابنه يبقون متصلين على أجهزة دعم الحياة لمدة أسبوعين أو ثلاثة، أو شهر على أقصى تقدير. ومرّ أكثر من شهر حتى الآن، وعبدالله متصل بجهاز تنفس صناعي في مستشفى Benioff Children's Hospital Oakland للأطفال في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو في مدينة أوكلاند.
وعلَّق حسن: "هذا سيئ للغاية".
وقال الأب لشبكة CNN، إنَّ شيماء كانت تبكي في كل يوم، وتتصل بحسن لتقول له إنها تريد فقط أن ترى ابنها "وتُقبِّله قبل أن يرحل".
وأضاف: "تكاد أن تفقد عقلها".
وعلى الرغم من أنَّ حظر السفر الذي أصدره ترامب، والذي قُدِّم باعتباره مشروع قانون يهدف لمنع دخول الإرهابيين إلى الولايات المتحدة، واجه عقباتٍ قانونية، ما زالت السلطة التنفيذية تمنع حاملي الجنسية اليمنية و6 جنسيات أخرى من الدخول إلى الولايات المتحدة.
وطبقاً لوزارة الخارجية الأميركية، يمكن لمسؤولي القنصلية استثناء البعض من حظر السفر، عندما يكون إصدار التأشيرة "يصب في المصلحة الوطنية، ولا يمثل المتقدم للتأشيرة تهديداً على الأمن القومي، ولا السِّلم العام في الولايات المتحدة، وسيتسبب رفض التأشيرة في مشقة غير ضرورية".
ولم يكن مسؤولو وزارة الخارجية متاحين للتعليق فوراً على الأنباء، اليوم الثلاثاء. وكانت الوزارة قد ذكرت أمس الإثنين، أنها تبذل "كل ما بوسعها لتسهيل الدخول القانوني للزوار الدوليين" إلى الولايات المتحدة، لكن هناك مسؤول قال إنَّ الوزارة لن تعلق على حالات التأشيرات الفردية.