احتج مئات التونسيين الثلاثاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، على زيارة محمد بن سلمان لتونس متهمين إياه بأنه قاتل، بينما رحبت الرئاسة التونسية بزيارة ولي العهد السعودي، غير أنها اضطرت إلى عدم برمجة أي ندوة صحفية بين الرئيس الباجي قايد السبسي و الأمير محمد بن سلمان "تجنبا للإحراج".
ووصل ولي العهد السعودي الثلاثاء الى تونس في زيارة هي الاولى التي يقوم بها أحد افراد الاسرة المالكة السعودية منذ ثورة 2011 لتونس، وسط بعض الاحتجاجات على الدور السعودي في اليمن والقمع في المملكة. والتقى ولي العهد السعودي الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي.
وأدى قتل خاشقجي الكاتب بصحيفة واشنطن بوست وأحد منتقدي الأمير محمد قبل ستة أسابيع في قنصلية بلاده في إسطنبول إلى توتر علاقات السعودية مع الغرب، وأثر سلباً على صورة الأمير محمد في الخارج.
المئات يحتجون على زيارة محمد بن سلمان لتونس
ورفع مئات المحتجين الذي تجمعوا بشارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة تونس شعارات ضد زيارة محمد بن سلمان لتونس ، ورددوا هتافات "بن سلمان يا غدار ارفع يدك عالأحرار" و"بن سلمان القاتل لا أهلاً ولا سهلاً".
حسب ما نقلته وكالة "رويترز"، رفع المحتجون صوراً لولي العهد ظهر فيها ويداه ملطختان بالدماء، وصوراً أخرى ظهر فيها وفي يده منشار وكتب عليها "عار عار استقبال أبو منشار".
وعرض متظاهرون صورة كبيرة عليها رسم كاريتكوري يظهر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي يصب الماء على يدي الأمير محمد وهما ملطختان بالدماء، في إشارة إلى أن السبسي يسعى لتلميع صورة ولي العهد السعودي.
ورفع المحتجون على زيارة محمد بن سلمان لتونس أعلام تونس ومصر وفلسطين والجزائر. والثلاثاء أيضاً نظم العشرات احتجاجاً بقلب العاصمة إضافة إلى عرض مسرحي ساخر ضد الأمير محمد جسده مهرجون أمام المسرح البلدي بتونس.
الرئاسة التونسية تكتفي بالتقاط الصور "تفادياً للإحراج"
وسعياً على ما يبدو لتفادي إحراج ضيفها السعودي، اكتفت الرئاسة التونسية بدعوة المصورين لمتابعة زيارة محمد بن سلمان لتونس ولن تنظم مؤتمراً صحافياً على عكس ما تعودت أن تفعل في مثل هذه الزيارات.
وبعد أن كانت تونس حليفاً قوياً للسعودية، أصبحت علاقات البلدين تتسم بالفتور عقب ثورة 2011 خصوصاً مع وصول الإسلاميين للحكم وتقاسم السلطة مع العلمانيين.
وعلى النقيض، أصبحت علاقات تونس مع قطر وتركيا قوية منذ الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي.
والنظام السياسي في تونس مختلف بشدة عن السعودية. فنظام الحكم في السعودية هو الملكية المطلقة، في حين شهدت تونس انتقالاً ديمقراطياً منذ عام 2011، عقب الإطاحة بالرئيس بن علي.
وتجري تونس انتخابات حرة منذ ذلك الحين ووافقت في عام 2014 على دستور يضمن الحقوق الأساسية مثل حرية التعبير.
بينما هناك "ترحيب" رسمي بزيارة ولي العهد السعودي
وفي الوقت الذي عبرت فيه منظمات المجتمع المدني عن رفضها زيارة محمد بن سلمان لتونس فقد رحبت السلطات التونسية بضيفها.
وقال نور الدين بن تيشة مستشار رئيس الجمهورية إن الأمير محمد موضع ترحيب وإن تونس ترفض أي ابتزاز للسعودية التي وصفها بأنها بلد مهم جداً في المنطقة.
وأضاف بن تيشة، المستشار السياسي لرئيس الجمهورية التونسية: "بن سلمان سيزور تونس، يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني، وهو مرحب به في تونس كبقيّة الأشقاء العرب"، مشيراً إلى أن السعودية لها دور مهم في المنطقة العربية.
وأصدرت تونس، الإثنين 26 نوفمبر/تشرين الثاني، بياناً بشأن زيارة محمد بن سلمان لتونس المقررة الثلاثاء.
وقالت مديرة الديوان الرئاسي سلمى اللومي، إنه "لا علم لها بإلغاء زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتونس "، حسب "شمس إف إم". وأضافت اللومي: "ليس لي علم بإلغاء الزيارة".
وأشار الموقع إلى رواج أخبار حول إلغاء الأمير السعودي لزيارته إلى تونس بعدما عبرت منظمات وأحزاب ومكونات مجتمع مدني عن رفضها لقدومه.
وهذه حقيقة منح السعودية ملياري دولار لتونس
تداولت تقارير إعلامية تونسية خلال اليومين الماضيين أن المملكة العربية السعودية قررت منح وديعة لتونس بقيمة ملياري دولار أميركي، تزامنا مع زيارة محمد بن سلمان لتونس ، غير أن تلك الأخبار تم نفيها من قبل المسؤولين التونسيين.
وأكدت تقارير محلية الثلاثاء نقلاً عن مصادر مطلعة من وزارات الصناعة والطاقة والمالية والخارجية والدفاع، أنه لا علم لهم بما نشرته "جريدة المصور" التونسية وتناقلته عنها العديد من المواقع الإعلامية، حول منح السلطات السعودية تونس ملياري دولار وبيعها النفط بأسعار تفاضلية وطائرات حربية.
من جهته بين إطار رفيع المستوى في وزارة الخارجية أن تونس والسعودية لم تعلنا عن هذا الخبر، موضحاً أن الاتفاق في التعاون بين تونس والرياض يعود إلى سنة 2016 حين زار رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي المملكة.
وخلصت الزيارة إلى اتفاق يتعلق بتعاون عسكري جوي في مناورات جوية مشتركة بين البلدين تمت في بداية أكتوبر/تشرين الأول 2018، وفق شمس آف آم.