قال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مساء الثلاثاء 16 أكتوبر/تشرين الأول 2018، إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، نفى "قطعياً" علمه بما حدث مع الصحافي جمال خاشقجي، الذي اختفى بعد زيارة قنصلية بلاده بتركيا قبل أسبوعين.
جاء ذلك عبر حسابه في تويتر، بعد التقارير الإعلامية التي تحدثت عن مقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول التركية.
وذكر ترمب في تغريدته: "تحدثت للتو مع ولي العهد السعودي، الذي نفى قطعياً أي علم له بما حصل في قنصليتهم في تركيا".
وأضاف: "كان (بن سلمان) مع وزير الخارجية مايك بومبيو خلال مكالمتي معه، وأبلغني أنه بدأ بالفعل، وسيوسّع فوراً، في إجراء تحقيق شامل وكامل، في هذه القضية".
وتابع قائلاً: "سنحصل على الإجابات قريباً".
وأجرى بومبيو لقاءين في الرياض مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد محمد بن سلمان، وبحثا قضية خاشقجي، وفق بيانات رسمية.
وقال مسؤول تركي لشبكة "CNN" الأميركية، إن جثة الصحافي السعودي جمال خاشقجي قطعت بعد أن قتل قبل أسبوعين في القنصلية السعودية في إسطنبول.
من جهة أخرى، ذكرت قناة الجزيرة نقلاً عن مصادر حكومية تركية، أن مدير الطب الشرعي بالأمن العام السعودي، صلاح الطبيقي، طبيب التشريح، هو من قام بتقطيع جثة خاشقجي داخل القنصلية.
وأوضحت أن عملية قتل جمال خاشقجي استغرقت 7 دقائق.
وبحسب الجزيرة، طلب الطبيقي من زملائه سماع الموسيقى أثناء عملية القتل!
وكان مسؤولو أمن تركيون قال إن الصحافي السعودي جمال خاشقجي قد اغتيل في القنصلية السعودية في إسطنبول، بناء على أوامر من أعلى المستويات في البلاط الملكي، حسبما قال مسؤول كبير لصحيفة New York Times الأميركية.
"منشار عظم" استُعمل في تقطيع جثة جمال خاشقجي
ووصف المسؤول العملية بالسريعة والمعقَّدة، التي قُتل فيها الصحافي السعودي جمال خاشقجي في غضون ساعتين من وصوله إلى القنصلية من قِبَل فريق من العملاء السعوديين، قاموا بتقطيع أوصال جسده بمنشار عظم جلبوه لهذا الغرض.
وخلصت المؤسسة الأمنية التركية، وفقاً للصحيفة الأميركية، إلى أن مقتل خاشقجي كان بتوجيه من أعلى سلطة في البلاد؛ لأن كبار القادة السعوديين فقط هم الذين يمكنهم إصدار أمر بهذا الحجم والتعقيد، حسبما قال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، للإفصاح عن المعلومات السرية.
وقال المسؤول إن 15 عميلاً سعودياً وصلوا على متن رحلتي طيران، وهو اليوم الذي اختفى فيه خاشقجي. وأوضح المسؤول أن الـ15 كلهم غادروا بعد ساعات قليلة فقط، وحدَّدت تركيا الآن الأدوار التي يقوم بها هؤلاء الأشخاص في الحكومة السعودية أو أجهزة الأمن. وقال المسؤول إن أحدهما كان خبيراً لتشريح الجثة، يفترض أنه تواجد في القنصلية مع الفريق للمساعدة في تمزيق الجثة.
واختفت آثار الصحافي السعودي، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، لإجراء معاملة رسمية تتعلق بزواجه.
وفيما قال مسؤولون سعوديون إن خاشقي غادر القنصلية بعد وقت قصير من دخولها، طالب الرئيس رجب طيب أردوغان، المملكة بتقديم ما يثبت ذلك، وهو ما لم تفعله السلطات السعودية حتى الآن، وقالت إن كاميرات القنصلية "لم تكن تسجل" وقت دخول خاشقجي.
ووافقت تركيا على طلب سعودي بتشكيل فريق تحقيق مشترك في القضية، وفي سياق ذلك أجرى فريق بحث جنائي تركي، مساء الإثنين، أعمال تحقيق وبحث في مقر القنصلية السعودية.
فيما أصدرت أسرة خاشقجي، الثلاثاء، بياناً طالبت فيه بتشكيل لجنة تحقيق دولية لكشف حقيقة مزاعم مقتله بعد دخوله القنصلية.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن مسؤولين من الأتراك أبلغوا نظراءهم الأميركيين بأنهم يملكون تسجيلات صوتية ومرئية، تثبت مقتل خاشقجي داخل القنصلية، وهو ما تنفيه الرياض.
وطالبت دول ومنظمات غربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، الرياض، بالكشف عن مصير خاشقجي، فيما عبَّرت دول عربية عن تضامنها مع السعودية في مواجهة تهديدات واشنطن بفرض عقوبات عليها إذا ثبت تورُّطها في مقتل خاشقجي.