عاد القس الأميركي أندرو برانسون، الذي احتجز لعامين في تركيا على خلفية اتهامات بالتجسس وممارسة أنشطة مرتبطة بالإرهاب، إلى بلاده حيث استقبله في البيت الأبيض الرئيس دونالد ترمب الذي أشار إلى "خطوة كبرى" نحو علاقات أفضل بين الولايات المتحدة وتركيا
وشكر القس برانسون الرئيس الأميركي على الجهود التي بذلها من أجل تسهيل إطلاق سراحه بعد أن سجن لنحو سنتين في إطار قضية "إرهاب" و"تجسس" أدت إلى أزمة دبلوماسية كبيرة بين أنقرة وواشنطن.
وتم الإفراج عن القسّ البالغ من العمر 50 عاماً بقرار أصدرته محكمة علي آغا في إزمير (غرب) وحكمت فيه بالسجن لمدة ثلاثة أعوام وشهر على برانسون لكنها أمرت بالإفراج عنه فوراً، بعدما أخذت في الاعتبار فترة سجنه (عام ونصف عام في السجن وشهران في الإقامة الجبرية) وكذلك أيضاً سلوكه خلال المحاكمة.
ووصف ترمب برانسون بأنه "مسيحي عظيم خاض تجربة صعبة للغاية".
والسبت توجّه الرئيس الأميركي بالشكر لنظيره التركي رجب طيب أردوغان "لمساعدته" في وضع حد لهذه القضية التي تسبب بأزمة دبلوماسية بين الدولتين المنضويتين في حلف شمال الأطلسي وبانهيار الليرة.
والسبت رد أردوغان على ترمب مؤكداً أن قرار المحكمة إطلاق سراح القس الأميركي اتخذ "باستقلالية".
وكتب أردوغان على تويتر "السيد الرئيس دونالد ترمب، تماشياً مع ما قلته على الدوام، لقد اتُّخذ القرار القضائي التركي باستقلالية".
آمل التعاون بشكل يليق بحليفين
وأعرب أردوغان عن أمله في أن تواصل الولايات المتحدة وتركيا التعاون بشكل يليق بحليفين، وأن تكافحا بشكل مشترك المنظمات الإرهابية وعلى رأسها "بي كا كا"، و"داعش"، و"غولن".
وكرر ترمب نفيه لتقرير أوردته شبكة "إن بي سي" الأميركية يفيد بأن أنقرة وواشنطن توصلتا إلى اتفاق سري ينص على إطلاق سراح القس برانسون مقابل "تخفيف الضغوط" الأميركية على تركيا.
وأعلن ترمب على تويتر "ليس هناك من صفقة مع تركيا.. لا أعقد صفقات حول أسرى".
وتابع الرئيس الأميركي "هناك تقدير كبير من جانب الولايات المتحدة سيؤدي إلى قيام علاقات جيدة وحتى ممتازة بين الولايات المتحدة وتركيا".
وكان برانسون، الذي اعتقل في تشرين الأول/أكتوبر 2016، يواجه عقوبة بالحبس قد تصل إلى 35 سنة. وطالبت النيابة العامة بحبسه عشر سنوات، لكن القس الأميركي أصر على براءته.
وقال برانسون في المرافعة الختامية "أنا بريء. أنا أحب يسوع. أنا أحب تركيا".
وكان ترمب طالب تركيا بإطلاق سراح القس الأميركي المقيم منذ نحو عشرين عاماً في تركيا حيث يدير كنيسة بروتستانتية صغيرة في إزمير.
والجمعة قال ترمب خلال حملة انتخابية في أوهايو "أعتقد أنه سيكون بحالة جيدة".
الخلاف بين واشنطن وأنقرة لا يقتصر على قضية برانسون
وقال أنطوني سكينر مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في معهد فيريسك ميبلكروف إن الخلاف بين واشنطن وأنقرة لا يقتصر على قضية برانسون.
وقال سكينر إن إطلاق سراح برانسون "يمهّد الطريق لمفاوضات ثنائية من أجل معالجة مسببات الخلاف الأخرى، لكن لا يزال يتعين على واشنطن وأنقرة عبور حقل مليء بالألغام".
وأشار المحلل إلى طلبية تركية لشراء منظومة صواريخ إس-400 الدفاعية الروسية في صفقة أغضبت حلفاءها الغربيين، كما ونية أنقرة التعامل مع إيران وتحديها بذلك العقوبات الأميركية.
وتترقب تركيا فرض السلطات الأميركية غرامة على مصرف "خلق بنك" (بنك الشعب) الذي أصدر القضاء الأميركي حكماً بحبس نائب مديره العام محمد حقان أتيلا.
ويأتي إطلاق سراح برانسون في توقيت شديد الحساسية للرئاسة التركية الموضوعة تحت المجهر على خلفية التعامل مع قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي بعد دخوله مقر قنصلية بلاده في إسطنبول الأسبوع الماضي.
ودعا كل من أردوغان وترمب السعودية إلى تقديم أجوبة حول اختفاء خاشقجي.
وقد يسهم حل قضية برانسون بما يرضي واشنطن في اعتماد البلدين سياسة أكثر تقارباً حيال السعودية.