بعد أول تعليق من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن اختفاء جمال خاشقجي ، من داخل القنصلية السعودية في إسطنبول خرجت كل من واشنطن و باريس وأوتاوا إضافة إلى الاتحاد الأوروبي عن صمتها الأحد 7 أكتوبر/تشرين الأول، مؤكدة انشغالها بقضية اختفاء جمال خاشقجي.
واشنطن غير متأكدة من مصير خاشقجي و باريس تترقب !
في واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنه "لا يسعنا تأكيد" مصير جمال خاشقجي "لكننا نتابع الوضع عن كثب"، على ما قال متحدث. بينما قالت الخارجية الفرنسية إن باريس "تتابع الوضع بانتباه شديد".
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية "مثل باقي أعضاء المجتمع الدولي، طلبنا وننتظر توضيحات من السلطات السعودية حول مصير السيد خاشقجي".
من جهتها كتبت منظمة "مراسلون بلا حدود" على تويتر أنه في حال تأكدت المعلومات عن مقتل خاشقجي "فسيشكل ذلك هجوماً مروعاً ومؤسفاً تماماً وغير مقبول إطلاقاً على حرية الصحافة".
وكتب الأمين العام للمنظمة كريستوف دولوار الأحد على تويتر "ستكون جريمة دولة من زمن ولى".
ودعا ممثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لحرية وسائل الإعلام هارلم ديزير عبر تويتر السلطات التركية إلى "كشف تفاصيل" هذه القضية معتبراً أن "المسؤولين عن هذه الجريمة الفظيعة يجب أن يواجهوا القضاء".
بينما أوتاوا على مصير المعارض السعودي
اعتبرت كندا الأحد أن "المزاعم" حول مصير الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي "مقلقة"، خاصة بعد تناقل معلومات عن قتله داخل مقر القنصلية السعودية في اسطنبول.
وقال آدم اوستن، المتحدث باسم وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند في بريد الكتروني "نحن على علم بهذه المزاعم المقلقة"، مضيفا "أن المسؤولين الكنديين يعملون بنشاط للحصول على مزيد من المعلومات".
منظمات دولية تحذر الرياض بعد اختفاء جمال خاشقجي
وكانت منظّمة "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة العفو الدولية وجهتا تحذيراً للرياض، مؤكّدتين أنه إذا كان خاشقجي موقوفاً لدى السلطات السعودية فإنّ ذلك سيشكل حالة "اختفاء قسري".
وتحتل السعودية المرتبة 169 من أصل 180 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي تعده منظمة "مراسلون بلا حدود".
وخاشقجي الذي يبلغ عامه الستين في 13 تشرين الأول/أكتوبر هو أحد الصحافيين السعوديين القلائل الذين انتقدوا حملات توقيف طالت شخصيات ليبرالية وناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة رغم الإصلاحات التي أطلقها ولي العهد السعودي.
وكان الصحافي أعلن في أيلول/سبتمبر 2017 أنه منع من كتابة المقالات في صحيفة الحياة التي يملكها الأمير السعودي خالد بن سلطان، معترفاً بأنه دافع عن جماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذي لم يرق لسلطان على ما يبدو.
بينما هناك تأكيدات بشأن مقتل الصحفي السعودي
إذ أكدت مصادر مقربة من الحكومة التركية لـ"عربي بوست" أن الصحافي السعودي جمال خاشقجي "بالفعل قد قتل".
واستبعدت المصادر أن تكون كلمة الرئيس رجب طيب أردوغان، للصحفيين بعد مؤتمر حزب العدالة والتنمية الحاكم الأحد أكتوبر/تشرين الأول 2018، قصدها تأجيل إعلان حقيقة ما نُشر حول حادث اختفاء جمال خاشقجي .
وأضافت المصادر لـ"عربي بوست" أن أردوغان فضّل أن تأخذ التحقيقات مجراها الطبيعي، حتى لا تتهم أنقرة بتسييس القضية، وشدد على أن "الرئيس أو أيّاً من السياسيين الأتراك لا يريدون الحديث عن القضية حتى لا تتحول إلى قضية سياسية".
وأشارت المصادر إلى أن المدعي العام والأجهزة الأمنية تتابع بمهنية وحرفية ملابسات الحادث وتفاصيله، وترصد المعلومات أولاً بأول ولم يفضّلوا الإدلاء بتصريحات حتى تخرج التحقيقات بشكل نهائي.