أبدت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالطفل شكوكاً، أمس الاثنين 1 أكتوبر/تشرين الأول 2018، حول تصريحات السعودية التي أكدت فيها أنها تعمل بجد لتصحيح أخطاء في عمليات الاستهداف اتركبها التحالف العربي الذي تقوده في اليمن، وأودت بحياة مدنيين بينهم أطفال.
وتواجه المملكة ضغوطاً دولية متزايدة، بما في ذلك من حلفائها، كي تفعل المزيد للحد من الضحايا المدنيين في الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاثة أعوام ونصف وقتل فيها أكثر من عشرة آلاف شخص، ودفعت ذلك البلد الفقير بالفعل إلى شفا المجاعة.
وتقود السعودية تحالفاً من دول عربية يقاتل حركة الحوثيين التي تسيطر على العاصمة اليمنية.
"استهداف المدنيين مستمر منذ سنوات"
وفحصت لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الطفل، اليوم، السجل السعودي فيما يتعلق بالالتزام ببروتوكول بشأن الأطفال في الصراعات المسلحة، وأثارت مراراً قضية الأطفال الذين قتلوا في هجمات للتحالف في اليمن.
وقال كلارنس نلسون نائب رئيس اللجنة: "هذا الأمر مستمر منذ سنوات. لكن لا توجد معلومات بعد عن مقاضاة أو معاقبة أو التعامل بأي شكل من الأشكال مع أي من الجناة أو الأشخاص المسؤولين عن هذا النوع من الأفعال".
لكن عسيكر العتيبي، المسؤول بوزارة الدفاع السعودية، أبلغ اللجنة التي تضم 18 خبيراً مستقلاً بأن التحالف الذي تقوده المملكة ملتزم بالقانون الدولي الإنساني. ولدى التحالف قائمة تضم 64 ألف هدف محتمل في اليمن يحظر استهدافها، منها المستشفيات والمدارس.
"أخطاء غير مقصودة"
وقال العتيبي إن تحقيقات التحالف خلصت إلى "وجود بعض الأخطاء غير المقصودة" في عدد من هذه العمليات، وإن "الفريق المشترك لتقييم الحوادث" أوصى بضرورة محاسبة الجناة وتعويض الضحايا.
وسألت رينيت وينتر، رئيسة اللجنة، لماذا تكررت إصابة المدارس والمستشفيات؟ وقالت "تقولون إن هذا حادث عرضي. كم من مثل هذه الحوادث يمكنكم تحمله؟ وكم منها يمكن للناس في هذا البلد تحمله؟".
وأشارت وينتر إلى ضربة جوية على حافلة مدرسية في أغسطس/آب في محافظة صعدة بشمال اليمن قتل فيها العشرات.
وقال التحالف في الأول من سبتمبر/أيلول إنه يعترف بأن الهجوم الجوي قتل عشرات الأشخاص بينهم أطفال في حافلة، وبأنه لم يكن مبرراً. وتعهد بمحاسبة المسؤولين عن الخطأ.
وقال بندر العيبان، رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية الذي قاد وفداً حكومياً، إن قافلة صعدة "كانت تنقل بعض المسؤولين العسكريين الحوثيين. غير أن الضربة الجوية لم تنفذ بما يتفق مع قواعد الاشتباك؛ لأن القافلة لم تكن تشكل خطراً على التحالف".
وألقى العيبان بالمسؤولية على الحوثيين؛ لتعريضهم مدنيين بينهم أطفال للخطر باستخدامهم المدارس والمستشفيات "كملاجئ".