حذر محافظ البصرة العراقية، أسعد العيداني، السبت، من تأثيرات سلبية جراء إغلاق القنصلية الأميركية في البصرة بها، مرجعاً قرار الإغلاق إلى "التداعيات الإقليمية".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها العيداني لعدد من وسائل الإعلام ونقلتها وكالة الأناضول، غداة إعلان الولايات المتحدة إغلاق قنصليتها في البصرة بدعوى تعرض موظفيها لتهديدات إيرانية.
وأوضح العيداني: "تداعيات ما يجري بين الدول الإقليمية لاسيما بين إيران والإمارات من تهديدات متبادلة رافقتها تهديدات أخرى من قبل الولايات المتحدة للجانب الإيراني وبالعكس، أدت إلى إغلاق واشنطن لقنصليتها في البصرة وتحذير مواطنيها من البقاء في المحافظة".
وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش كان قال إن التحريض الرسمي ضد بلاده داخل إيران مؤسف، لافتاً إلى أنه يتصاعد عقب هجوم الأهواز الدامي الذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وكان مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أعلن استدعاء القائم بالأعمال الإماراتي لدى طهران، لإبلاغه احتجاج طهران الشديد بسبب "تصريحات بعض مسؤولي بلاده المؤيدة للهجوم الإرهابي في الأهواز".
وقال إن قرار غلق القنصلية الأميركية سيكون له "تأثيرات سلبية على البصرة"، دون الخوض في تفاصيل تلك التأثيرات.
الخارجية الأميركية كانت أعلنت غلق قنصليتها في البصرة
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، إغلاق قنصليتها في مدينة البصرة بعد ساعات من حديث واشنطن عن "تزايد التهديدات التي يتعرض لها موظفو المرافق الأميركية في العراق من قِبل حكومة إيران".
وطلب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من جميع الموظفين غير الضروريين مغادرة البصرة، ونقل الخدمات القنصلية إلى السفارة في بغداد.
وشهدت البصرة في الأسابيع الماضية تظاهرات احتجاجية ضد الوضع المعيشي والخدمات الحكومية في الجنوب الغني بالنفط.
ويفاقم القرار التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران، التي تستهدفها زيادة العقوبات الاقتصادية الأميركية.
وجدَّد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وفق تقرير لوكالة رويترز، وهو يشرح هذه الخطوة، تحذيراً بأن الولايات المتحدة ستحمل إيران مسؤولية مباشرة عن أي هجمات على الأميركيين والمنشآت الدبلوماسية الأميركية.
جاء ذلك في أعقاب هجمات صاروخية قال بومبيو، إنها كانت موجهة إلى القنصلية في البصرة. وقال مسؤولون أميركيون إن الصواريخ لم تؤثر على القنصلية الموجودة في مجمع مطار البصرة.
ومع ذلك لم يذكر بومبيو بوضوح ما إذا كان رد الولايات المتحدة وشيكاً. ولم يكشف مسؤولون أميركيون آخرون عن خيارات الرد المحتمل.
بومبيو كشف في بيان "أوضحت أن إيران يجب أن تفهم أن الولايات المتحدة سترد فوراً وبشكل مناسب على مثل هذه الهجمات".
وفي وقت سابق اليوم، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد محجوب، إن "وزارة الخارجية تأسف لقرار وزير الخارجية الأميركي (مايكل بومبيو) سحب موظفي القنصلية الأميركية في البصرة وتحذير المواطنين الأميركيين من السفر إلى العراق".
وأكد في بيان أن "العراق ملتزم بحماية البعثات الدبلوماسية الأجنبية المقيمة على أراضيه وتأمينها".
وأشار محجوب أن "الحكومة العراقية عازمة على مواجهة أي تهديدات تستهدف البعثات الدبلوماسية أو أي زائر وافد باعتبار أمنهم جزءاً من أمن العراق والتزاماً قانونياً وأخلاقياً".
وتشهد البصرة ومحافظات وسط وجنوبي البلاد ذات الغالبية الشيعية، احتجاجات شعبية متأرجحة الحدة، منذ 9 يوليو/تموز الماضي، على تردي الخدمات العامة مثل الكهرباء والماء فضلاً عن قلة فرص العمل.
إيران ترفض اتهامات واشنطن بشأن قنصليتها في البصرة
قالت الخارجية الإيرانية، السبت، إن اتهامات واشنطن لطهران بشأن القنصلية الأميركية في البصرة، جنوبي العراق "مرفوضة وغير مبررة".
ونفى المتحدث باسم الوزارة، بهرام قاسمي، عبر بيان، تهديد بلاده قنصلية الولايات المتحدة في البصرة أو المسؤولية عن أي أحداث عنف قد تمس دبلوماسيين هناك، حسب وكالة "إرنا" الإيرانية.
وقال قاسمي إن "التبريرات المتهورة من جانب المسؤولين الأميركيين ترمي إلى نشر الفوضى في العراق والضغط على بغداد".
وأشار المتحدث إلى أن قنصلية بلاده في البصرة تعرضت لهجوم "وحشي"، مؤكداً وجود "أدلة كثيرة على ضلوع عناصر خارجية فيه"، دون تفاصيل إضافية.
وتابع: "إيران تدين أي هجوم يستهدف دبلوماسيين والأماكن الدبلوماسية في أي مكان حول العالم".
وتعرض مطار البصرة الدولي المجاور للقنصلية الأميركية إلى هجومين بقذائف صاروخية مجهولة المصدر، مطلع سبتمبر/أيلول الجاري وفجر أمس الجمعة.
وتزامن الاستهداف الأول للمطار مع تصاعد احتجاجات في المدينة، وإحراق مقار حكومية ومكاتب لأحزاب، إلى جانب القنصلية الإيرانية.
وتشهد البصرة ومحافظات وسط وجنوبي البلاد ذات الغالبية الشيعية، احتجاجات شعبية متأرجحة الحدة، منذ 9 يوليو/تموز الماضي، على تردي الخدمات العامة مثل الكهرباء والماء فضلاً عن قلة فرص العمل.