ردّ وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، اليوم الأحد 23 سبتمبر/أيلول 2018 على مزاعم إيرانية تشير إلى تورط الإمارات في هجوم الأهواز، نافياً أي علاقة لبلده في الحادثة التي هزّت إيران، فيما ردت واشنطن على انتقادات إيران لها، بتأكيدها أن أميركا ضد أي عمل إرهابي.
واتهم قرقاش إيران بـ"التحريض" ضد بلاده، وكتب في تغريدة على تويتر: "التحريض الرسمي ضد الإمارات في الداخل الإيراني مؤسف ويتصاعد عقب هجوم الأهواز في محاولة للتنفيس المحلي".
وبحسب قرقاش فإن "موقف الإمارات التاريخي ضد الإرهاب والعنف واضح واتهامات طهران لا أساس لها".
التحريض الرسمي ضد الإمارات في الداخل الإيراني مؤسف ويتصاعد عقب هجوم الأهواز في محاولة للتنفيس المحلي، موقف الإمارات التاريخي ضد الإرهاب والعنف واضح وإتهامات طهران لا أساس لها.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) September 23, 2018
وكانت طهران اتهمت "دولة خليجية صغيرة" لم تذكرها بالاسم بالوقوف وراء هذا العمل "الإرهابي"، واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال الإماراتي في طهران لإبلاغه "باحتجاج حازم على التصريحات غير المسؤولة والمهينة التي أدلى بها مستشار" للحكومة الإماراتية.
ولم توضح طهران اسم المسؤول الإماراتي ولا أين أدلى بتصريحاته، لكنها حذرت القائم بالأعمال الإماراتي من أن "الحكومة الإماراتية ستتحمل مسؤولية (…) أي دعم فاضح للإرهاب يعلنه أفراد مرتبطون" بها.
وبحسب تأكيدات رسمية، وصل عدد قتلى الهجوم على العرض العسكري في الأهواز إلى 29 شخصاً، بينهم جنود من الحرس الثوري الإيراني.
ردٌ أميركي
وكانت طهران قد ألمحت في تصريحات مسؤوليها إلى ضلوع الولايات المتحدة في هجوم الأهواز، وردّت واشنطن اليوم الأحد على إيران، ونددت السفيرة الاميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي بالاعتداء، قائلةً إن أميركا "تدين أي هجوم إرهابي في أي مكان. نقطة إلى السطر".
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني قبل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة "كل هذه الدول الصغيرة المرتزقة التي نراها في المنطقة مدعومة من الولايات المتحدة، ويتم تشجيعها منها".
وردّت هيلي على الرئيس الإيراني بالقول: "أعتقد أن ما على روحاني فعله هو النظر إلى الداخل. أنه أمام إيرانيين يحتجون. كل المال الذي يصل إلى إيران يذهب إلى جيشها. إنه يقمع شعبه منذ أمد بعيد"، مضيفة: "أعتقد أن الإيرانيين ضاقوا ذرعاً وهذا هو سبب ما يحصل". بيد أن هايلي أكدت أن الإدارة الأميركية لا تسعى إلى "تغيير النظام" الإيراني.
من المسؤول؟
وبينما ألقت إيران باللوم في الهجوم على الولايات المتحدة وجيران عرب لها في الخليج. دون تقديم أدلة، أعلنت حركة معارضة من أصول عربية في إيران، وتدعى منظمة "المقاومة الوطنية الأحوازية"، مسؤوليتها عن الهجوم. وتسعى المنظمة لتأسيس دولة مستقلة في إقليم خوزستان الغني بالنفط.
كما تبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) هجوم أمس، وأعلن في السابق مسؤوليته عن هجوم على البرلمان الإيراني، وضريح آية "الله روح الله الخميني" مؤسس الجمهورية الإسلامية في 2017 مما أسفر عن سقوط 18 قتيلاً. ولم تقدم الحركة والتنظيم دليلاً على ضلوعهما في هجوم العرض العسكري.
ولدى جماعات عربية معارضة قائمة طويلة من المظالم ضد زعماء إيران ويتنامى شعورها بالإحباط. والهجوم الذي وقع في مدينة الأهواز عاصمة إقليم خوزستان المتاخم للعراق، يعيش فيه معظم أبناء الأقلية العربية في إيران.
وتشعر هذه الأقلية بالإهمال منذ وقت طويل من قبل الحكومة المركزية التي يهيمن عليها الفرس في طهران.
وتعاني المنطقة كثيراً وعلى نحو خاص من المشاكل الاقتصادية التي تواجه الجمهورية الإسلامية ككل، ويصل معدل البطالة في خوزستان إلى 14.5 في المئة أي أعلى من المعدل الوطني وهو 11.8 في المئة.
وتفاقمت ظروف المعيشة المتدنية بسبب انقطاع الكهرباء وجفاف حاد، وهو ما يلقي السكان باللوم فيه على سوء الإدارة من قبل الحكومة المركزية. واضطر سكان الأهواز إلى البقاء في منازلهم خلال بعض الأيام بسبب عواصف رملية عاتية مرتبطة بالجفاف خلال العام المنصرم.
واستفادت جماعات معارضة مسلحة من هذا الاستياء، في محاولة لحشد التأييد لأفعالها التي اشتملت على مهاجمة خطوط أنابيب للنفط في المنطقة، فيما يقول نشطاء في مجال الحقوق المدنية إن هذه الهجمات العنيفة تقوض جهودهم السلمية لمساعدة السكان المحليين وتؤدي إلى اعتقالات على نطاق واسع.
وتشكو أقليات كالأكراد في غرب إيران والبلوخ في جنوب شرق البلاد من إهمال الحكومة المركزية. واشتبكت جماعات كردية معارضة مسلحة مع الحرس الثوري في منطقة الحدود مع العراق خلال الشهور القليلة الماضية مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين.
وفي مطلع سبتمبر/أيلول الجاري أطلق الحرس الثوري سبعة صواريخ على قاعدة لجماعة كردية معارضة في شمال العراق مما أسفر عن سقوط 11 قتيلاً على الأقل.