صوَّت مجلس التعليم التابع لولاية تكساس على حذف هيلاري كلينتون من مناهج تعليمية أميركية إلى جانب بعض الشخصيات التاريخية الأخر، بهدف "تبسيط" الدروس.
وحسب تقرير لصحيفة The Independent البريطانية، فإن من بين النقط التي صوت عليها المجلس، الإبقاء على المحتوى الذي يشير إلى دور النبي موسى في تأسيس الولايات المتحدة ضمن المناهج الدراسية المطلوبة.
الدين في مناهج تعليمية أميركية
لا يعني التصويت منع المعلمين من تدريس الطلاب عن المرشحة السابقة للرئاسة هيلاري كلينتون أو الناشطة الصماء العمياء هيلين كيلر، أو الجمهوري باري غولدووتر الذي كان أول مرشح رئاسي يهودي، لكنَّ هذا التصويت يعني أنَّ طلاب المدارس الحكومية في الولاية، البالغ عددهم 5.4 مليون طالب، لم يعودوا ملزمين بدراسة تلك الشخصيات.
من المزمع إجراء التصويت النهائي بخصوص المسألة في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بعد انقضاء فترة من المشاورات العامة. وقدَّرت بعض المجموعات أنَّ حذف هيلاري كلينتون ، على سبيل المثال، من مناهج تعليمية أميركية من شأنه توفير نحو 30 دقيقة على المعلمين.
ولن يؤثر القرار على الكتب المدرسية وغيرها من المواد التعليمية الأخرى في هذه المرحلة.
وأوصت مجموعات العمل بإزالة تلك الشخصيات من مناهج تعليمية أميركية ، مُجادِلةً بأن المنهج مكتظ بكثير من الأشخاص الواجب على الطلاب تعلّمهم.
إذ صوَّت أعضاء المجلس الـ15 لصالح الإبقاء على المحتوى الذي يشير إلى دور النبي موسى في تأسيس الولايات المتحدة ضمن المناهج الدراسية المطلوبة، وهو قرار قال الكثير من المنتقدين إنَّه ينتهك مبدأ الفصل بين الكنيسة والدولة.
ويعتقد مجموعة من الأميركيين أن نبي الله موسى ساهم في تأسيس الولايات المتحدة، وحسب الكاتب الأميركي، بروس فيلر، مؤلف كتاب "نبي أميركا، موسى والتاريخ الأميركي"، فإن قصة نبي الله موسى "استخدمت من قبل كل زعيم أمريكي عظيم تقريبا في كل وقت، منذ حقبة المستعمرات حتى اليوم". وأضاف أن القصة يستخدمها الجمهوريون والديمقراطيون، ويستخدمها الشيوعيين والرأسماليين ، واليهود والمسيحيون.
وحسب بروس فيلر، فإنه غالباً ما يقال إن أميركا بلد مسيحي، لكن ذلك يخطئ الهدف. كان المسيحيون هم الذين جعلوا موسى أباً مؤسساً. "وتم الترحيب باليهود هنا لأن قصة الخروج كانت مشابهة للغاية مع الحلم الأمريكي".
والعرب هم سبب الصراع في الشرق الأوسط
ووفقاً لتقرير بصحيفة Dallas Morning News، أرادت إحدى مجموعات العمل حذف المبشر المسيحي الإنجيلي بيلي غراهام من مناهج تعليمية أميركية أيضا، لكن المجلس اختار الإبقاء عليه ضمن الدروس المطلوبة.
وصوَّت المجلس كذلك على مطالبة المعلمين بتلقين الطلاب أنَّ "رفض العرب دولة إسرائيل أدى إلى الصراع المستمر" في الشرق الأوسط.
وبحسب ما أوردته صحيفة Dallas Morning News، فإنَّ مجموعة العمل خلصت إلى نتائجها حول بعض الشخصيات التاريخية من خلال نظام تصنيف طُرِحت فيه أسئلة مثل "هل أحدثت تلك الشخصية تغييراً جذرياً؟"، "أكانت تنتمي إلى مجموعة تعاني ضعفاً في التمثيل؟"، "وهل سيصمد تأثيرها في وجه اختبارات الزمن؟".
وذكرت الصحيفة أنَّ "كيلر أحرزت 7 نقاط من أصل 20 نقطة، في حين حصلت كلينتون على 5 نقاط".
بهدف تبسيط المناهج وجعلها "موضوعية قدر الإمكان"
ووفقاً لصحيفة "دالاس مورنينغ نيوز"، فإن الشخصيات التي حصلت على درجة الكمال ستبقى كما كانت في الماضي، وتتضمن مناهج تعليمية أميركية المحامية باربرا جوردان، وهي من قادة حركة الحقوق المدنية، وحاكم تكساس السابق سام هيوستن.
وقال ميستي ماثيوز، وهو مدرس في جامعة راوند روك، لصحيفة "مورنينغ نيوز"، إن الهدف كان "تبسيط" المنهج، وقال: "حاولنا جعلها موضوعية قدر الإمكان".
أخبر ماثيوز المصدر بأن الطلاب في الولاية مطالَبون بالتعرف على شخصيات مهمة في صف الدراسات الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، صوّت المجلس لإضافة الإنجيلي الشهير بيلي غراهام إلى منهاج تعليمية أميركية بعد وفاته في فبراير/ شباط 2018، وعكست لجنة التعليم في تكساس الجمعة 14 سبتمبر/أيلول 2018، توصيتها بحذف كلمة "شجاعة" عند التدريس عن الرجال الذين يحرسون ألامو في فصول التاريخ.
ووصفت اللجنة كلمة "بطولة" بالإشارة إلى معركة ألامو، وهي مصطلح "مشحون بالقيمة"، ومع ذلك، قال الحاكم جريج أبوت في تغريدة له، إن تلاميذ المدارس بحاجة إلى أن يدرسوا أن مدافعي ألامو كانوا "بطوليين".