بينما يُلملم معظم الطلاب السعوديين متاعهم، وما يمكن حمله داخل الحقائب أو حتى شحنه بحراً إلى المملكة، طَرَحَ خبراء إقامة وهجرة كنديون بصورة مكثفة في الصحف الكندية مؤخراً، خيارات أشبه بدعوات لمن يود منهم البقاء.
المقترحات بالحلول المتاحة لبقاء الطلاب هي من باب مساعدتهم على استكمال تعليمهم والاستفادة من خبراتهم، خصوصاً طلاب العلوم والطب، الذين يدعمون القطاع الصحي والمستشفيات الكندية، التي تعاني أصلاً من اليد العاملة في هذا القطاع الضخم.
للبقاء في كندا 3 طرق:
تصريح دراسة
اللجوء السياسي
الإقامة الدائمة
تصريح الدراسة بالنسبة لهم شبه مضمون.. ولكنه مكلف
أحد متطلبات طلب تصريح الدراسة هو إثبات الدعم المالي طوال مدة البرنامج الدراسي لدائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية (IRCC). بالنسبة للطلاب السعوديين، قدَّمت الحكومة السعودية أدلة على هذا الدعم.
أما قرار الحكومة السعودية بإلغاء برنامج المنح الدراسية فيعني أن الطلاب السعوديين في كندا لن يكون لديهم خطاب دعم لتقديمه مع طلباتهم. بمعنى آخر، على الراغبين في الإقامة في كندا دون الاستفادة من المنحة الدراسية تقديم دليل على أنهم يستطيعون دعم أنفسهم بشكل مستقل وأفراد عائلاتهم المرافقين.
فالطلاب الأجانب غير مؤهلين للحصول على تمويل من الدولة الكندية، تمويل في إطار برنامج مساعدة الطلاب في أونتاريو (OSAP)، لأنهم لا يملكون وضع المقيم الدائم.
لذا، يمكن للطلاب السعوديين الذين لديهم مدخرات شخصية كافية لدفع الرسوم الدراسية الخاصة بهم البقاء في كندا، إذا لم يكن تصريح دراستهم الحالي قد انتهى بعد.
ويحقّ للطلاب السعوديين الملتحقين بدراسات الدوام الكامل العمل لدى أي صاحب عمل لمدة تصل إلى 20 ساعة في الأسبوع. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون أزواج هؤلاء الطلاب مؤهلين للحصول على تصريح عمل مفتوح صالح بنفس طول تصريح الدراسة للزوج.
علاوة على ذلك، يمكن للطلاب الذين هم على وشك إكمال دراستهم وتلبية متطلبات البرنامج، التقدم بطلب للحصول على تصريح عمل بعد التخرج، الذي يمكن أن يسمح لهم بالعمل في كندا لمدة تصل إلى 3 سنوات بعد التخرج.
قد يستفيد الطلاب السعوديون الراغبون في البقاء من فرص العمل هذه لإعالة أنفسهم خلال إقامتهم في كندا.
وماذا عن خيار اللجوء السياسي؟ 300 سعودي فعلوها العام الماضي
الأستاذة المساعدة في كلية شولتش للحقوق في جامعة دالهوزي والمتخصصة في شؤون الهجرة كونستانس ماكنتوش، ترى أن التقدم بطلب للحصول على وضع اللاجئ خطوة "ليست غير معقولة بالنسبة للطالب وربما لآخرين".
وقالت لقناة CBC التلفزيونية: "أنا متأكدة من أن الكثير من الطلاب يريدون البقاء في كندا، حيث كانوا يعملون بجد لمتابعة دراستهم لسنوات، والآن يتم سحبهم فجأة على أساس عشوائي للغاية".
وأوضحت أنه من أجل الحصول على وضع اللاجئ، فإن الطالب يجب أن يثبت أنه من الممكن أن يتم اضطهاده عند عودته للوطن. وقالت إن تاريخ طلبات اللجوء السعودية في كندا يرجح نجاح الطلبات.
وقال ماكنتوش: "كان هناك حوالي 300 طلب، العام الماضي، قُبل منها ما بين 80 و90%، وهو معدل مرتفع للغاية".
وكان الطالب السعودي عمر عبدالعزيز (27 عاماً)، الذي تقدم بطلب اللجوء السياسي العام 2014 للبقاء في كندا، حثَّ الطلاب على نفس خطوته من أجل البقاء واستكمال دراستهم.
لكن دائرة الهجرة واللجوء والمواطنة الكندية قالت إن الأمر لن يحتاج إلى اللجوء السياسي، بل يمكن حله بطريقة أبسط من ذلك بكثير.
لكنها عملية مرهقة وطويلة وفيها مغامرة بالترحيل الفوري لو تم الرفض
محامية الهجرة في هاليفاكس إليزابيث وزنياك، قالت: "رغم أن الظروف في صالحهم، فإن الطلاب الذين يفكرون في التقدم بطلب للحصول على وضع لاجئ يجب أن يأخذوا وقتاً لتثقيف أنفسهم حول المخاطر المحتملة التي تنطوي عليها هذه العملية".
وأوضحت "إذا كان الطالب في كندا يعيش بموجب تصريح دراسة، فإن أول شيء يحدث عند تقديم طلب لجوء هو أن يتخلى عن تصريح الدراسة وجواز سفره"، كما يصبح ممنوعاً من السفر إلى السعودية.
في المقابل سيُعطى الطالب أمراً مشروطاً بالإزالة يتم تطبيقه إذا تم رفض الطلب، وسيُجبر مقدم الطلب على مغادرة كندا فوراً.
وبينما ينتظر مقدم الطلب اتخاذ قرار المحكمة بشأنه، يمكن للطلاب التقدم بطلب للحصول على تصاريح الطلاب المؤقتة، ولكن حتى هذه العملية يمكن أن تستغرق بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر.
وماذا عن خيار الإقامة الدائمة؟ لماذا لا يعتمدونه؟
الطلاب الذين تخرجوا في الجامعات الكندية مؤهلون بصفة عامة للحصول على تصاريح عمل بعد التخرج، ويمكن أن يكونوا قادرين على التقدم للحصول على الإقامة الدائمة في الوقت المناسب. هذا الخيار بات متاحاً أواخر العام الماضي فقط، بعدما أقرَّه وزير الهجرة الكندي من أصل صومالي أحمد حسين.واعتبرت وزنياك أن التقدم بطلب إقامة "أقل إجهاداً وأسهل من وضع كل بيضك في سلة اللاجئين".
وقالت إن الاختيار متروك للفرد، ولكن إذا كان تصريح دراسته الصادر عن دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة في كندا لا يزال صالحاً، فسيكون بمقدورهم مواصلة الدراسة.
ظهور هذين الخيارين الجديدين بثَّ الحيرة بين الطلاب، وظهرت منتديات مجهولة تعرض عليهم النصيحة والمساعدة. ونظمت جامعة McGill الأسبوع الماضي تجمعاً لطلاب اختصاص الطب لمنافسة التطورات والخيارات.
وأخيراً، نصحت وزنياك أي شخص لديه خوف مبرر من التعرض للاضطهاد في بلد جنسيته بأن يتقدم بطلب اللجوء. ولكنها أشارت إلى أنها "عملية صارمة وطويلة ومجهدة".
وعلى هذا الرابط الرسمي، تتوافر كل معلومات التقدم لطلب الحصول على إقامة دائمة في كندا لمن يحمل تصريح الدراسة:
اقرأ أيضاً
الطلاب السعوديون يبيعون الشيشة والبلاي ستيشن ويعودون محمّلين بدروس الحرية على الطريقة الكندية