أعلن وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي أن بلاده ستكشف في الأيام المقبلة عن مقاتلة جديدة وعن تحسين قدراتها البالستية لمواجهة "تهديدات" عدوتي إيران اللدودتين إسرائيل وأميركا . كما قلل المسؤول الإيراني من قيمة ما يسمى الناتو العربي ووجه رسائل إلى السعودية .
وجاء إعلان حاتمي في مقابلة تلفزيونية في وقت متأخر من السبت 18 أغسطس/آب 2018، كما قالت وكالة الأنباء الإيرانية تسنيم. وقال حاتمي إن "أولوية وزارة الدفاع هي قدرتنا البالستية وعلينا تعزيزها (…) نظراً لجهود أعدائنا في مجال الدفاع المضاد للصواريخ".
"لا يمكننا الاعتماد على أحد غير أنفسنا"
والبرنامج البالستي في إيران قضية شائكة مع القوى الكبرى وخصوصاً أميركا ، لكن طهران تعتبر أنه أساسي لقدراتها الدفاعية في منطقة غير مستقرة.
وقال حاتمي إن عرضاً لتحليق المقاتلة الجديدة سيقام "في اليوم الوطني للصناعة الدفاعية" في إيران الأربعاء 22 أغسطس/آب 2018. وأشار إلى أن البرنامج الدفاعي مرده الهجمات الصاروخية التي تعرضت لها إيران خلال حربها التي استمرت ثمانية أعوام مع العراق إبان ثمانينيات القرن الماضي والتهديدات المتكررة من إسرائيل والولايات المتحدة.
وقال في مقابلة السبت "تعلمنا خلال الحرب (بين إيران والعراق) أنه لا يمكننا الاعتماد على أحد غير أنفسنا". وأضاف "لقد أدركنا أنه عندما لا نمتلك القدرة (الدفاعية) فلن يرحمنا أحد".
وكان الوزير الإيراني كشف مطلع الأسبوع عن الجيل الجديد من الصاروخ البالستي القصير المدى "فاتح مبين" الذي يمكن أن يصيب أهدافاً في البر والبحر.
وصرح في المقابلة نفسها إن "مواردنا محدودة ونحن ملتزمون بتعزيز الأمن بأقل كلفة ممكنة". وأضاف "نحن نعزز صواريخنا بما يتناسب مع التهديدات وخلق حالة ردع والقيام برد مدمر على العدو".
وهذا مصير "الناتو العربي"
قال حاتمي إن السعودية خصم إيران في المنطقة، "لديها أكبر ميزانية عسكرية في العالم بعد أميركا والصين (…) بينما ميزانيتنا الدفاعية محدودة".
وتساءل "ماذا يمكن لأي دولة في وضع وماض كهذا أن تفعل لو كانت مكاننا؟".
وقلل وزير الدفاع من أهمية مشروع "حلف أطلسي عربي"، يمثل النسخة العربية لحلف شمال الأطلسي، طرحتها إدارة الرئيس الأميركي في السابق مؤخراً.
وقال إن "الناتو العربي جزء من استراتيجية العدو في بث الخلافات". وأضاف أن "هذا الأمر لا يستحق التطرق إليه لأنه من المستبعد ان تسمح أميركا والكيان الصهيوني بأن تجتمع الدول الإسلامية، لأنهم يعلمون جيداً أن هدف الشعوب الإسلامية واضح وهو القضاء على الكيان الصهيوني والدفاع عن فلسطين".
وبقيت إيران لسنوات معزولة من قبل الأسرة الدولية بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، وتأثر اقتصادها إلى حد كبير بالعقوبات قبل إبرام الاتفاق النووي في 2015 الذي سمح برفع العقوبات تدريجياً.
لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحب من الاتفاق النووي المبرم في 2015 في أيار/مايو وبدأ إعادة فرض عقوبات في وقت سابق هذا الشهر تمنع الدول الأخرى من التعامل تجارياً مع إيران.
وسيتم فرض حزمة ثانية من العقوبات تستهدف صناعة النفط الإيرانية المهمة والعلاقات المصرفية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر.
والأوروبيون ملزمون بدفع ثمن "أمنهم" في علاقتهم مع إيران
فقد تعهدت أوروبا بالاستمرار في منح إيران الامتيازات الاقتصادية التي حصلت عليها بتوقيع الاتفاق النووي، لكن غالبية شركاتها الكبرى انسحبت من البلاد خشية العقوبات الأميركية.
ورأى وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف الأحد أن أوروبا لم تظهر بعد أنها مستعدة لـ"دفع ثمن" تحديها لواشنطن لإنقاذ الاتفاق النووي.
وصرح ظريف لموقع "نادي الصحافيين الشباب" الإيراني أن "الأوروبيين يقولون إن الاتفاق النووي هو إنجاز أمني لهم. بطبيعة الحال، على كل بلد الاستثمار ودفع ثمن أمنه. علينا أن نراهم يدفعون هذا الثمن خلال الأشهر المقبلة".
وأشار إلى أن الحكومات في أوروبا تقدمت بمقترحات للحفاظ على العلاقات النفطية والمصرفية مع إيران بعد عودة الدفعة الثانية من عقوبات أميركا .
لكنه قال إن إجراءات الأوروبيين هي "إعلان عن موقفهم أكثر منه إجراءات عملية". وأضاف "رغم أنهم تحركوا إلى الأمام، إلا أننا نعتقد أن أوروبا لا تزال غير مستعدة لدفع ثمن" تحدي واشنطن فعلياً.
وأكد وزير الخارجية الايراني أنه "بإمكان إيران أن تستجيب لرغبة أوروبا السياسية عندما يترافق ذلك مع إجراءات عملية".
_______________
اقرأ أيضاََ