اجتمعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة على مشارف برلين اليوم السبت لإجراء محادثات تناولت الصراع في كل من أوكرانيا وأوضاع اللاجئين السوريين والوضع في إيران بالإضافة إلى مشروع خط أنابيب نورد ستريم 2 للغاز الذي أثار غضب الولايات المتحدة.
ويعد هذا اللقاء الثاني بين ميركل وبوتين خلال 3 أشهر، بعد لقاء أول جمعهما بمنتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود في 18 مايو/أيار الماضي، وسط توتر في العلاقة بين الغرب وروسيا.
وقالت ميركل وهي تقف إلى جوار بوتين خارج قلعة ميزبيرج إن البلدين، وخصوصاً روسيا العضو الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، عليهما مسؤولية التعامل مع هذه المشكلات.
وأضافت ميركل أنها تعتزم أيضاً إثارة قضايا حقوق الإنسان مع بوتين فضلاً عن العلاقات الثنائية التي يخيم عليها التوتر منذ قيام روسيا عام 2014 بضم شبه جزيرة القرم التي كانت تابعة لأوكرانيا.
وقالت "أنا مع الرأي القائل إن القضايا الخلافية لا يمكن علاجها إلا من خلال الحوار".
وعبر الزعيمان عن القلق تجاه الوضع في سوريا والمأساة التي يعيشها كثير من اللاجئين بسبب الحرب المستمرة منذ سبعة أعوام هناك.
وقالت ميركل إن من الضروري تجنب أزمة إنسانية في إدلب السورية والمنطقة المحيطة بها مضيفة أنها ناقشت مع بوتين مسألة الإصلاحات الدستورية والانتخابات المحتملة خلال اجتماعهما الفائت بمدينة سوتشي الروسية في شهر مايو/أيار.
وقال بوتين للصحفيين إنه يجب عمل كل شيء من أجل عودة اللاجئين إلى بلدهم الذي تضرر كثيراً بسبب الحرب. ولم يتلق الزعيمان أي أسئلة.
وفيما يتعلق بأوكرانيا عبرت ميركل عن أملها في بذل جهود جديدة للفصل بين القوات العسكرية الأوكرانية والانفصاليين على خطوط الجبهة في إقليم دونباس.
وفيما يتعلق بخط أنابيب نورد ستريم 2 الذي ينقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا تحت بحر البلطيق قالت ميركل إن بقاء دور لأوكرانيا في نقل الغاز إلى أوروبا أمر مهم ورحبت ببدء محادثات بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا وروسيا بهذا الصدد.
وقال بوتين للصحفيين إنه ينبغي النظر إلى هذا الأمر من وجهة النظر الاقتصادية.
وقال "أريد التأكيد على أن الأمر الأساسي هو أن يفي نقل الغاز عبر أوكرانيا بالمتطلبات الاقتصادية.. نورد ستريم 2 مشروع اقتصادي" في المقام الأول.
وتواجه ألمانيا ضغوطاً قوية من الولايات المتحدة
وتقول الولايات المتحدة إن هذا المشروع سيزيد اعتماد ألمانيا على روسيا فيما يتعلق بالطاقة بينما تخشى أوكرانيا أن يسمح الخط لروسيا بإقصائها عن العمل في مجال نقل الغاز.
كما أثارت أيضاً دول مجاورة لألمانيا في شرق أوروبا، أغضبتها تجاوزات روسيا، مخاوف من هذا المشروع.
ووصل بوتين إلى ألمانيا مساء اليوم السبت بعد توقف في النمسا لحضور حفل زفاف وزيرة الخارجية كارين كنايسل على رجل الأعمال فولفغانغ مايلينجر.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس اليوم السبت في مقابلة تنشرها صحيفة دي فيلت أم زونتاج غداً الأحد "نريد إعطاء دفعة جديدة لعملية مينسك للسلام".
وأضاف أن التفاوض بشأن رفع العقوبات عن روسيا مرهون بتنفيذ اتفاق مينسك.
وقال إنه تحدث مع نظيره الأوكراني بافلو كليمكين هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن من المقرر أن يزور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف برلين مجدداً يوم 14 سبتمبر/أيلول المقبل بعد اجتماعه مع ميركل الشهر الماضي.
واستقبلت ألمانيا مئات آلاف السوريين منذ 2015 حين بلغت أزمة الهجرة ذروتها، ما أدى إلى انقسامات داخل الاتحاد الأوروبي وإضعاف ميركل سياسياً.
ودعمت موسكو حركة انفصالية مؤيدة لها شرقي أوكرانيا، ما قاد إلى ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها، عام 2014، بعد استفتاء من جانب واحد.
وبداية أغسطس/آب الجاري، توقعت وزارة الدفاع الروسية، عودة 890 ألف لاجئ سوري إلى بلدهم في غضون الشهور المقبلة.
وتستمر زيارة بوتين لبرلين يوماً واحداً
ويأتي لقاء ميركل وبوتين، في وقت تشهد فيه العلاقات بين الغرب وموسكو توتراً كبيراً، على خلفية الدور الروسي في الأزمتين الأوكرانية والسورية، واتهامات الغرب لموسكو بالوقوف وراء محاولة اغتيال العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال مارس/آذار الماضي في بريطانيا.