قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء 25 يوليو/تموز 2018، بعد اجتماع مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، إنهما دشنا مرحلة جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، واتفقا على العمل لخفض الحواجز التجارية.
وأبلغ ترامب الصحافيين في البيت الأبيض وقد وقف يونكر إلى جواره: "اتفقنا اليوم (الأربعاء)، بادئ ذي بدء، على العمل نحو الوصول بالرسوم الجمركية والحواجز غير الرسوم الجمركية والدعم إلى الصفر في تجارة السلع الصناعية غير السيارات".
وأضاف قائلاً: "سنعمل أيضاً لتقليل الحواجز، وزيادة التجارة في الخدمات والكيماويات والأدوية والمنتجات الطبية وكذلك فول الصويا"، وأوضح ترمب أن الاتحاد الأوروبي سيستورد المزيد من الغاز الطبيعي المسال من أميركا، وأضاف: "سأعمل مع الاتحاد الأوروبي لإصلاح منظمة التجارة العالمية".
من جانبه، قال يونكر إن أميركا والاتحاد الأوروبي سيُحجِمان عن فرض المزيد من الرسوم الجمركية في أثناء انعقاد المفاوضات التجارية.
واستقبل الرئيس الأميركي، الأربعاء، رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، بالبيت الأبيض، في الوقت الذي يبدو فيه أن المفاوضات لتجنُّب الحرب التجارية بين الطرفين قد وصلت الى حائط مسدود.
ترمب حصل على تنازلات من الاتحاد الأوروبي
وقالت محطة تلفزيون "سي إن بي سي"، الأربعاء، نقلاً عن تقرير لـ"داو جونز"، إن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، حصل على تنازلات من الاتحاد الأوروبي لتفادي حرب تجارية.
وذكرت "رويترز" أن التقرير أشار إلى أن الاتحاد الأوروبي وافق على استيراد المزيد من فول الصويا وخفض الرسوم الجمركية على المنتجات المصنَّعة وتكثيف العمل بشأن صادرات الغاز الطبيعي المسال.
وفي سعي لتخفيف حدة التوتر، حرص يونكر على التشديد على أن الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي "شريكان مقربان" و"حليفان وليسا عدوَّين". وأضاف يونكر: "نمثل نصف التجارة العالمية، أي نحو 1000 مليار دولار"، مشدداً على ضرورة عمل بروكسل وواشنطن معاً.
وبعد كلام يونكر، قال ترمب، الذي كان جالساً إلى جانبه في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، إنه يتوقع شيئاً "إيجابياً جداً" من اللقاء، واصفاً يونكر بأنه "رجل ذكي جداً وصعب جداً".
وفي الوقت نفسه تقريباً، كان الرئيس الصيني، شي جينبينغ، يحذر نظيره الأميركي، في افتتاح قمة دول البريكس الأربعاء بجنوب إفريقيا، من أن أحداً لن يخرج "منتصراً" من حرب تجارية.
قلق وترقُّب سبقا اجتماع ترمب ويونكر
وكل الإشارات كانت تدل على أن اللقاء بين ترمب ويونكر سيكون صعباً. وأوضحت وكالة الأنباء الفرنسية أنه في حين أن الأول واصل القصف بتغريداته شبه اليومية، مؤكداً رفضه أي تراجع عن موقفه، لا يخفي يونكر أن الآمال ضعيفة بإمكانية التوصل إلى تسوية.
وفي قرار له علاقة مباشرة باختبار القوة القائم حالياً بين الطرفين، أعلنت الإدارة الأميركية تقديم مساعدة عاجلة من 12 مليار دولار إلى المزارعِين الذين تضرروا من الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن على الصين والاتحاد الأوروبي وكندا.
وروى يونكر، المعروف بصراحته وحس الفكاهة الذي يمتلكه، أن ترمب قال له خلال القمة الأخيرة لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى: "جان كلود أنت قاتل وحشي". وأضاف: "أعتقد أنه قال ذلك على سبيل الدعابة، لكنني لست متأكداً من ذلك".
وبعد أن أكد يونكر أنه "يعرف كيف يتصرف مع الرئيس الأميركي"، وجَّه تحذيراً إلى الأخير قبل لقائه إياه، مؤكداً أن أوروبا ستردُّ بـ"الشكل المناسب والفوري" في حال فرض رسوم على السيارات الأوروبية.
وفي الإطار نفسه، أعربت المفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم، التي ترافق يونكر إلى واشنطن قبل مغادرتها، عن الأمل في "خفض حدة التصعيد". إلا أنها أكدت في الوقت نفسه أن الاتحاد الأوروبي يضع قائمة بمنتجات أميركية إضافية بقيمة 20 مليار دولار، يمكن استهدافها برسوم جمركية في حال فشلت المحادثات.
وكان ترمب ندد مرة جديدة، عشية اللقاء، بموقف أوروبا، التي يستهدفها منذ عدة أشهر بأشد انتقاداته. وقال متحدثاً في كنساس بولاية ميسوري: "ما يفعله بنا الاتحاد الأوروبي لا يصدَّق (…)، يبدون لطفاء، لكنَّ طباعهم خشنة".
كل شيء سيسير على ما يرام
وسخِر ترمب من الأوروبيين، الذين يرى أنهم يفتقدون الجرأة. وكتب في تغريدة: "لديَّ فكرة من أجلهم. فلتُسقط الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كل الرسوم الجمركية والحواجز والمساعدات! ستكون هذه أخيراً السوق الحرة والتجارة الحرة! آمل أن يقوموا بذلك، نحن مستعدون، لكنهم لن يفعلوا".
وكتب بأسلوبه الاستفزازي المعهود، أن "البلدان التي عاملتنا، سنوات، بشكل غير منصف في التجارة، آتية جميعها إلى واشنطن للتفاوض (…)، الرسوم الجمركية هي أعظم ما يكون!"، مؤكداً أن استراتيجيته ستفضي إلى نتيجة، وأن "كل شيء سيسير على ما يرام".
غير أن هذا النهج لا يلقى الإجماع بين الجمهوريين المؤيدين تقليدياً للتبادل الحر. وقال رئيس مجلس النواب بول راين، الثلاثاء 24 يوليو/تموز 2018: "لا أعتقد أن الرسوم الجمركية هي الرد الجيد".
اقرأ أيضا
أحرجهم وأربكهم وأشعرهم بالمذلة.. ماذا سيفعل الأوروبيون في مواجهة ترمب؟