بعد 3 أيام من انتخابه قائداً لأمة غارقةٍ في صراع مخدرات مستعصٍ، أودى بحياة أكثر من 200 ألف شخص، في وقت لا يزيد كثيراً عن عقد، أعلن رئيس المكسيك الجديد أندريس مانويل لوبيز أوبرادور أنه سيتخلَّى عن حقِّ الحماية الشخصية، في محاولةٍ للبقاء قريباً من الشعب.
ويضيف مانويل، الذي انتخب الأول من يوليو/تموز 2018، بينما كان يدعو سلفه إنريكه بينيا نييتو لمناقشة العملية الانتقالية: "أنا لا أريد حرَّاساً شخصيين، مما يعني أن المواطنين سيتولون أمري وحمايتي".
كان مانويل ذو الـ64 عاماً يُكرِّر وفق تقرير صحيفة The Guardian البريطانية وعداً قطعه في مناسبات عديدة خلال حملته الانتخابية التاريخية – واحداً من وعود كُثُر صُمِّمَت لدعم صورته كرجلٍ للشعب جاء ليحكم من أجل 53 مليون فقير في المكسيك.
قال أملو مخاطباً الحشد في ولاية هيدالغو في شهر مايو/أيار: "لا أريد التجوُّلَ محاطاً بالحرَّاس الشخصيين. أريدكم أن تهتموا بي، أريد من الشعب رعايتي".
ووصف خوسيه أنطونيو كريسبو، المُحلِّل السياسي في مركز المكسيك للبحث الاقتصادي والتدريس، قرار أملو بأنه "تَصرُّف يعبِّر عن انعدام المسؤولية".
وقال كريسبو لوكالة أنباء Associated Press الأميركية: "من الديماغوغية بعض الشيء القول: "إنني مثل أيِّ فردٍ آخر، ليست لديّ أيُّ امتيازات" عندما لا يكون مواطناً عادياًَ، إنه يترأس الدولة". وأضاف: "هناك جزءٌ مُعتَبَر من استقرار البلد وسيادة القانون معتمد على أمنه وصحته".
أبرز وعود أملو الشعبوية الأخرى:
– وعدهم بأنه لن يعيش في المقر الرئاسي الفخم في ميكسيكو سيتي والذي يعود للقرن التاسع عشر "لوس بينوس". وقال مؤخراً في تجمع عقده في ضواحي العاصمة التي ترزح تحت وطأةِ ظروفٍ معيشية سيئة: "لن أعيش في أيِّ قصرٍ من أيِّ نوع"، ووَعَدهم بتحويل المبنى إلى مركزٍ فني "من أجل الشعب المكسيكي".
– بيع الطائرة الرئاسية، ومنع كبار المسؤولين من التجوُّل عبر البلاد في طائراتٍ خاصة ومروحيات. وقال: "سينتهي كل هذا.. لا يمكن أن يكون لدينا حكومة غنية وشعب فقير".
– تخفيض راتبه الرئاسي وما سمّاه بـ"البيروقراطية الذهبية" في المكسيك. وتعهَّدَ قائلاً: "سأتقاضى نصف ما يتقاضاه بينيا نييت.. وسوف نخفِّض مرتبات مَن هم في القمة؛ لنتمكَّن من رفع مرتبات من هم في القاع". وأضاف: "سيربح المُدرِّسون أكثر، والممرضات، والأطباء، وعمال النظافة، ورجال الشرطة، والجنود، ومشاة البحري.. والمزارعون".
وجدت التزامات أملو صدى جيداً بين المُصوِّتين الغاضبين من إسراف وفساد نخبتهم الحاكمة.
وقال لوسيرو روبلز، وهو رسامٌ خرج إلى الشوارع، مساء الأحد، محتفلاً بفوز أملو: "نحن سعداء للغاية". وأضاف: "ولكننا سنكون أسعد بكثير عندما يضعون عليه الوشاح الرئاسي في ديسمبر/كانون الأول".